الأربعاء، 8 فبراير 2012

حديث الناس في اللقاء الخاص


كن المفروض(الأرشيف)
* ولو لم يقدِّم الإعلامي البارع الأستاذ الطاهر حسن التوم في مسيرته المهنية غير اللقاء الخاص الذي أجراه مع السيد رئيس الجمهورية لصالح قناة النيل الأزرق «البهيَّة»والتي سمحت للتلفزيون القومي وقناة الشروق وإذاعة أم درمان بنقله حيَّاً معها دون التمسك بحقوق البث ونفي الغيرة المهنية «وشهوة» الإثارة والسبق الصحفي.. مع أن قناة الجزيرة الأخبارية «المتصفة بالمهنية» عزَّ عليها وهي تورد أخباراً كانت المرجعية فيها لقناة النيل الأزرق فقالت «جاء ذلك أثناء حديثه لقناة سودانية!!».. عيب كده يا عبد الغني .. يا جزيرة!! الرأي والرأي الآخر .
* السيد الرئيس «كالعهد به» بدا واثقاً ومتمكناً من ناحية المعلومات والرؤي المستقبلية للجمهورية الثانية.. وممسكاً بناصية الحديث .. وعصَّياً على المفاجآت والأسئلة المتقاطعة في مواجهة محاور قدير ومناور خطير لم يرتج عليه في مقابلة المشير البشير . ولم يزغ أو يخنس في طرح نبض الشارع وتساؤلات الصحافة وتحدَّث عن الفساد وأزمة الإقتصاد.. وسأل عن الحكومة الرَّشيقة وما يراه الناس من ترهل في التشكيل يجافي الحقيقة.. وسلَّط الضوء على تفلتات بعض الولاة وعن حرب المذكرات من داخل المؤتمر وذكَّر الرئيس بمذكرة العشرة.. وأجال خاطرة في أزمة النفط والجنوب وما قد يصاحبها من إحتقانات وحروب .. لقد كان الطاهر رائعاً وعلى قدر التحدي والمقام ولم يقصِّر في «إستجواب « السيد رئيس الجمهورية الذي إتَّسع صدره لكل الأسئلة الحرجة .. وشرب «جرعة الصراحة» عند تناوله الإجابة.. ونافح عن سياسة حكومته بمنتهى الشفافية والموضوعية وإن إختلف الناس على مُؤدَّى تلكم السياسات ، والمدى الزمني اللازم لإنفاذ تلك الخطط في ظل الضغوط اليومية والمصاعب المعيشية والمؤامرات الداخلية والخارجية والنزاعات الولائية والمشاكل الإقتصاية .. لكن قَدَر السيد الرئيس إنَّه يقف في كثير من الأحيان «كالسيف وحده» وكم كان صادقاً في إجابته الأخيرة في ختام اللقاء عندما قال إنه «الحاكم في السودان كالقابض على الجمر» وجمع أصابع كفه اليمنى في راحة يده.. وهذه هي الحقيقة مع الأسف .. فالسيد الرئيس ظلَّ في معظم الأوقات يتصدى لكل القضايا بنفسه والوزراء المعنيون كأن الأمر لا يعنيهم «إيدهم في الموية».
* ما أجمله السيد الرئيس في جميع المحاور يحتاج إلى تفصيل بل وتفاصيل التفاصيل من الوزير المعني كلٌ في مجاله في حضور مختصين في كل موضوع.. عن مشكلة النفط والجنوب نحتاج لحلقة أو حلقات يديرها الطاهر في وجود ممثلين لمختلف الرؤى . وعن الإقتصاد وخطة توفير السلع الإستراتيجية وخفض سعر العملة الصعبة لا بد من حلقات يجلس فيها وزير المالية والإقتصاد الوطني على الكرسي الساخن لمناقشته من قبل إقتصاديين وسياسيين يمثلون أوسع طيف ممكن في هذا المجال .. وعن مشكلة المناصير نحتاج للإستماع لممثلي أصحاب الخيار المحلي في مواجهة وحدة تنفيذ السدود .. وعن الفساد يجب أن نستمع لأصحاب الإدعاءات مع آلية مكافحة الفساد مع الوثائق والأسماء ومعهم المراجع العام ونيابات المال العام ومكافحة الثراء الحرام والمشبوه.. فالشبهة هنا كافية لإقالة مسؤول وليس مجرد إسترداد المال العام وإلَّا لماذا أسميت نيابة مكافحة الثراء الحرام .. و»المشبوه».. وعن تفلتات الولاة وحرب المذكرات من داخل المؤتمر الوطني لا بد من الإستماع لمختلف الآراء من داخل الحزب الحاكم مع كامل إحترامنا لآلياته ومستوياته التنظيمية وحشوده الجماهيرية التي حملته إلى سدة الحكم المطلق منفرداً في الإنتخابات الأخيرة فآثر أن يشارك ويُشرك غيره من الأحزاب في الساحة السياسية ، نحن مع السيد الرئيس في ضرورة الإلتزام بالضوابط الحزبية لكن البشر بشر ولو كان وراء المذكرة «ألف أخ» أو أقل من ذلك أو أكثر في وجود قاعدة جماهيرية مليونية فإنَّ الأولى هو زيادة العضوية لا إنتقاصها ونحن نحتفل في كل مرة بإنضمام أفراد من أحزاب أخرى للمؤتمر الوطني فما الداعي للتفريط في أي عضو ملتزم حتى لو كان فرداً واحداً . وعن مؤتمر البناء القادم للمؤتمر الوطني والذي سيختار فيه رئيساً جديداً ومجلس شورى ومكتباً قيادياً جديدين فتلك معركة ضخمة لها أدواتها وفيها ما فيها من مكاسب وخسائر ومحاذير وبشائر خاصةً إذا أصرَّ السيد الرئيس على عدم الترشح لدورة قادمة حسب تصريحات سعادته السابقة.. وعن نشاط التكفيريين الذين صمموا صاروخ الظواهري لإطلاقه على عمر البشير وعلى عثمان وسلفاكير وصلاح قوش «عليهم لعنة الله»!!! لا بد من توسيع دائرة النقاش حول هذه الأفكار التكفيرية والشباب الذين يحملونها «فالفكر يقابله الفكر» والعبارة وردت على لسان السيد الرئيس وهذا يفتح مجالاً واسعاً لمحاصرة هذه الظاهرة الهدَّامة الغريبة على مجتمعنا. وعن الرياضة خاصة «كرة القدم» لا تكفي «بيضة الديك» بانتصارنا على بوركينا فاسو ومداعبة الرئيس لنظيره «بليز كومباوري».. فالطشاش في بلد العِمِى شوف ..فلنتذكر هزائمنا المريعة والفظيعة ولا يذهب بنا طرب الإنتصار كل مذهب.. وتلك دائرة أخرى تحتاج إليى المزيد من تسليط الضوء. وعن توحيد الأخبار والبرامج السياسية يجب أن يكون ديدن القنوات والإذاعات السودانية الإنطلاق من «غرفة إفتراضية واحدة» بمثلما فعلت عند بث اللقاء الخاص بالسيد رئيس الجمهورية منعاً للبلبلة وتشتيت الانتباه في الأمور التي تمس كل السودانيين في الداخل والخارج .. ولكل المسئولين ... نرجو أن لا يحتموا بالسيد الرئيس ليدافع لهم عن سياسات وزارتهم.. وأن يكشفوا عن ممتلكاتهم كما فعل السيد الرئيس وعلى الهواء مباشرة.
* ألقى الأستاذ الطاهر حسن التوم حجراً كبيراً في بركة ساكتة فإنداحت فيها موجات كثيرة «الموجة تطارد الموجة» أملاً في أن لا يكون هذا اللقاء «بيضة ديك» فالأمر لا بد أن يكون له ما بعده.. ده الرئيس مش أي حد..
وهذا هو المفروض 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق