عبدالرحيم محمود :واشنطن
أصدقكم القول أيها الأحبة كنت ولعهد قريب ورغم ظلامات عديدة لحقت بي وبأسرتي من قبل حكومة بلادنا الحالية ، فقد ظللت لمدة أكن لها نوعا من التعاطف لعدة أسباب لا أود ذكرها الآن ولكنها أسباب ظلت تتساقط كعصف الشجر يوما بعد آخر فتوصلت عن قناعة لا يعتريها شك أن حكامنا ومنهم النائب الأول لرئيس الجمهورية هم لصوص من الدرجة الأولى .. عبيد للمال وبؤر فاسدة لها في كل مرفق وحوش مهمتهم امتصاص دم السودانيين وعرقهم ومعاناتهم في هذه الدنيا الفانية التي لم يعرف فيها شعبنا قيمة أن تحيا في وطن تتوفر فيه أبسط مقومات العيش الكريم .
ما سأكتبه هنا ليس انطباعات أو رميا للناس بما ليس فيهم فلدى من الكوابح السودانية أولا ثم الأخلاقية والدينية ثانيا وثالثا ما يعصمني من مثل هذا الذلل. ولكنها حقائق جعلتني دون قصد مني أن أقف على جانب من جوانب فساد السلطان في بلدي من قبل الذين أتوا ذات ليل في غفلة من التاريخ وجثموا على صدر هذا الشعب المغبون . وباسم ماذا ؟باسم شريعة السماء ورسالة الواحد الأحد الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما.
هي رحلة تعايش ضمن همومي كمواطن شاء القدر أن تكون يومياتها من داخل أروقة "شركة متكو الدولية " التي يقف وراءها من وراء حجاب نائبنا الأول ويعهد إليها كل ما يتعلق بما يسمى "النهضة الزراعية "ومفرداتها مما يغني شعراء الإفك والفسق والفساد في دولة الألم والمعاناة وفساد الذمة !!!
ذو اللحية المحننة ..التمساح المزواج
محى الدين عثمان ، رجل الدين الكاذب ذي اللحية السوداء التي تعشق الحناء ، رجل تسبب بشكل مباشر في تسفيه أحلام وتدمير حياة عشرات الآلاف من السودانيين ، منذ أن تفتقت عبقريته وعبقرية من كانوا يقفون خلفه على مشروع هلامي أسمه "التاكسي التعاوني " ، وهو مشروع لا زال الآلاف من ضحاياه يصطفون أمام نيابات يسمونها نيابات الثراء الحرام لنيل حطام تعويضاتهم من براثن هذا الرجل الدموية.
ومحى الدين عثمان الذي تصدر بلحيته المخضبة بدماء البسطاء ، ظل كما علقت الصحف – عصيا على الملاحقة القانونية .ولكنه في هذه الايام يتصدر الصحف لا كبائع لبصات ومركبات صدأة يأتي بها من ورش التشليح الخاصة بالسعودي جميل خوقير من صحراء مكة المكرمة ليبيعها بعد طلائها وتنميقها لآلاف المنتظرين .. ولكنه يتصدر الصحف هذه المرة كثمرة من ثمرات ضغط الشعب وفي وقت أصبح هنالك مجال بسبب الضغط نفسه للصحف أن تتنفس قليلا وتخرج للشعب من كوة ضيقة تحدثه عن قصة فساد أزكم الأنوف نبع هذه المرة من عرش النائب الأول ووكيله التنفيذي محى الدين عثمان وغيره..
والتمساح المزواج محى الدين عثمان عرفته بهذه الصفة منذ عام 1987 حيث أوقعني القدر في حبائل تاكسياتهم الوهمية وأملي حينيذ أن أخرج من غربة إستطالت حالما بشيء يجري على الأرض أزيت منه مفاصل حلة الملاح على الأقل في وطني. وأدعم به أسرتي التي ظلت ردحا من الدهر بين خطوط الطول والعرض في هذا العالم.
محى الدين والرجل المقطن و شاهد الملك
خبر إلقاء الأمن الاقتصادي القبض على محى الدين عثمان أوردته الصحف وإلى جانبه عابدين محمد علي مدير عام شركة الأقطان السودانية بأمر مباشر من رئيس الدولة كما ورد في الخبر الذي تم التنويه فيه بإهتمام النائب الأول بالموضوع ، كما أضاف الخبر بطريقة تحمل في طياتها العديد من المضامين التي لا تستعصي على من لهم قدرة القراءة خلف السطور ، أن محى الدين عثمان إلى جانب صلته جغرافيا واجتماعيا بالنائب الأول ، فهو صهر بدر الدين محمود نائب مدير عام بنك السودان. إلى جانب المعتقلين الرئيسيين ، هناك صورة شاهد الملك على محجوب
بلبسته "على الله " ال"ماتغباني "!!. أورده الخبر كشاهد ملك ضد خاله محى الدين عثمان.هذه الصورة لعلي محجوب ، هي نفس الصورة التي رأيتها بأم عيني في نفس الصحيفة قبل أربعة شهور في إعلان أصدره محى الدين عثمان ضده كمتهم هارب بمليارات الجنيهات من مال التعويضات الذي يوكل إليه بمهمة توريده فيقوم بذلك بدون أى مطابقة لإيصال المستحق بالمال الذي سيعوض به "يعني مال سايب يعطى لهذا بالمليارات ليصرف بحصص معينة لكل فرد بموافقة لجنة وهي حصص ظل الفرخ متلاعبا بقيمتها في غياب الضبط والمراقبة والمراجعة بالإيصالات كما علمت من المراجع المسئول الذي جيء به بعد خراب سوبا!!!
فأرتد سلوكه في شكل تساؤلات واحتجاجات قدمت لمحي الدين ليكتشف بعدها مليارات المال الذي أهدره شاهد الملك بين شقق المجون الليلي بين الخرطوم وأديس أبابا التي غطس فيها طيلة أيام وجودي هناك في الخرطوم لما يربو عن الشهرين ، فيبادر بتقديمه للمحاكمة وبعد مدة نراه إعلان صحفي مضاد بأنه ليس متهما أو هاربا!!!
معايشة مؤلمة
بعد العلاقة التي ربطتني بمشروع التاكسي التعاوني كعميل ، ربطتني وفي إطار الدعم والمساعدة للإسراع باستحقاق – طمرته الرياح ، كانت صلتي بالصديق (م. خ) الذي تعرفت عليه منذ أيام المشروع الأول ضمن إدارة المشروع التنفيذية تماما كتعرفي على المهندس (م. أ) الذي رافق المشروع السقيم منذ بدايته مساهما بخبرته الهندسية الطويلة في تأهيل المركبات الجنك” وغمر بها محى الدين عثمان أسواق الفساد النتنة في بلادنا منذ عام 1987م والحقيقة أن صلتي ب(م.خ ) وإن لم تخل من رغبتي في مساعدته لي فقد ظلت صلة إنسانية رائعة لعلمي بأنه أخذ على غرة وأُكل من قبل الملتحي المزواج ، لكن (م.أ) ظل وفيا للملتحي بسبب أواصر القربى .
وعندما جمعتني ظروف الحياة في بيت من بيوت المآتم بالصديق م.خ ، أرشدني الى مكان محى الدين وموقع شركته متحفظا في إعطائي بيانات عن ملاكها قائلا أن شركة متكو معنية بالجمل وما حمل من لوازم النهضة الزراعية المزعومة منوها أن أصحابها من "الكبار" مقترحا على أن أتصل بفرخ التمساح على محجوب حيث لاحظت مساومته ورغبته أن أحدد له نصيبه في حطامي المتوقع من التعويضات ، وهنا أشير مرة أخرى إلى أن الذي
يقف الآن شاهد ملك تسبب في ضياع مليارات الجنيهات على خاله وملايين الجنيهات على مستحقين كان يورد مبالغ تعويضاتهم ويخفي إيصالات أصحابها أو يعدلها باعتبار أن صاحب التعويض سحب منذ سنين من مبلغه المودع لدى التاكسي التعاوني كذا وكذا مستغلا طول الزمن وضعف ذاكرة الكثيرين أو ضياع إيصالاتهم.
في مكتب شركة متكو الدولية –شارع 3 بالعمارات ، تجد مكتب شركة الأقطان التي لا أستطيع أن أتبين مصدر علاقتها وهي العريقة ببدعة النهضة الزراعية ومستورداتها ، ولكن حيرتي هذه تلغيها الصحف الناشرة لخبر الاعتقال فالخبر يقول أن الشركة تتميز بتسهيلات واسعة لا مثيل لها من الدولة .ويبدو أن رجل القطن المقطن عابدين محمد على وهو العالم بخبايا علاقة متكو بالنائب الأول ، إنفتحت شهوته للدخول مع أبناء محى الدين وأسرته في شراكات تطبيقا لشعار "زيتنا في بيتنا " بحيث يكون "المال كله لله ولا يخرج من بيت متكو !!!!!" الذي ترعاه عناية النائب الأول حادي ركب النهضة الزراعية وأمل السودانيين في إخراجهم من العجز والجهل والمرض وسوء التغذية.
سفرى السبب لى أذايا
مع تسارع القلق بنهاية الإجازة ، كان ترددي على مكتب محى الدين .تأملت بفراسة السنين وجه السكرتير الشاب لأسأله عن سيدة كانت تعمل معي في منتصف السبعينات ...شقيقة النائب الأول لأعلم أنه إبنها وهنا بدأت تتراقص حولي وحيالي إفادات صديقي (م.خ) عن ال"كبار " ملاك شركة متكو.... وهل هناك خشم أوسع ,اقوى من خشم محى الدين عثمان تمساح الوطن الكبير لاحتضان هذا الشاب ليتجول فيه تجول قيردونة باحثة عن قطع اللحم بين فكيين مفترسين لهذا التمساح.
ظللت متابعا لحركة خضيب اللحية المزواج عبر مدن العالم لكنني عدت في النهاية إلى منفاي لتكمل الصحف بقية الدهشة.
عدت يا سادتي من الوطن كثير الخاطر لتزيل الأحداث مصدر حيرتي ودهشتي شاكرا لنائبنا الأول حرصه "على أن تأخذ العدالة مجراها " كما نشر .وجئت مرددا :
والليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل عجيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق