إن من شروط ودواعي وضوابط وغايات التمكين مما درستها الحركة الاسلامية إقامة العدل والاصلاح بين الناس في ارض الاسلام والتورع والتعفف عن ( الولوغ ) في اموال واعراض المسلمين وغير المسلمين ومن الواضح ان الحركة الاسلامية او ما تبقى من دعائمها وداعميها نسيت حظاً كبيراً من رسالة التعاليم ولذلك انتشر الفساد في السودان واصبح بائناً بينونة كبرى واطلت الدنانير برؤوسها اول ما اطلت عبر أهل التمكين فاغتنوا وحازوا كل غالٍ ونفيس وكأنهم أباحوا لأنفسهم أخذ ما أخذوا - بقوة ونفوذ السلطان - كونهم نفذوا انقلاب الانقاذ وخططوا له ونجحوا وبالتالي أحلوا لأنفسهم كافة الامور وسدوا عيونهم وآذانهم عن صرخات ضحايا الصالح العام واصحاب المظلمات من كل حدب وصوب خصوصاً أولئك الذين صودرت اموالهم وممتلكاتهم وعرباتهم وإبلهم وعقاراتهم ومواشيهم وغير ذلك من انواع التجاوزات الخطيرة .
ان أئمة الحركة الاسلامية السودانية كانوا يعلمون علم اليقين بأنه ( حتى الشاة يؤتى بها يوم القيامة تيعر من فوق رأس السارق ) بيد أنهم سكتوا عن كافة التجاوزات المرصودة سنوياً عبر ديوان المراجع العام وصموا آذانهم عن مظاهر التجاوزات التي لا سبيل الى المراجع العام لتتبعها لانها تتخفى خلف عباءة التمكين لاصحاب الولاء ، سكتوا واعتبروا المسألة من ( أخطاء الممارسة ) ولذلك مضت اكثر من عشرين عاماً وهم يتقلبون بين لعنة السكوت ونغمة التمتع بمزايا التمكين فتهدمت بموجب ذلك كافة دعائم الحكم الراشد وبددت موارد البلاد في إشباع رغبات الحكم واهله المعدودين على اصابع اليد الواحدة واصبح من يريد الإستيزار عليه بالإنضمام الى الحزب الحاكم او موالاته وهذا يعني بالمقابل من اراد التهميش والاقصاء ومحاربته في رزقه ومعاشه وسائر عمله عليه بمعارضة ومناصبة اهل السلطة العداء، وفي هذا لدينا جهاد طويل والحمد لله بيد أن آيات الله لم تزل باقية في الارض فقد شهدنا اليوم بداية التبروء ونهاية التمكين الزائف وفي الارض آيات للموقنين والعاقبة للمتقين وما عند الله هو الابقى لو كانوا يعلمون .
ان التبروء من مصاحبة أخطاء الحكم عقدين من الزمان لا يعفي الناس من تبعات ما جرى ويكفي الحركة الاسلامية السودانية عظة واعتباراً ان الشيوعيين الانقلابيين حينما ارادوا إمتطاء ظهر الرئيس الراحل النميري بعد نجاح ( انقلاب مايو ) باعتباره ( مغفل نافع ) ليخلوا لهم الجو فيبيضوا ويفرخوا إنقلب عليهم النميري وقتها وأذاقهم العذاب وقتلهم تقتيلا ثم استعان بقوم آخرين ليسوا كالشيوعيين ليواصل بهم رحلة الحكم ثم جرى ما جرى وهو كتاب لديكم معلوم ، واليوم لن يختلف إثنان مراقبان حصيفان لمجريات الامور حول وصول محطة المزاوجة غير الشرعية الحادثة الآن بين المعسكرين المعلومين الى نهاياتها الحتمية على خلفية كتاب الفساد ورغبة البعض في التبروء منه ورمي الآخرين به مع انهم جميعاً في الأمر مشتركون ، ان القصر الجمهوري اليوم يعج بالوجوه والبدائل من مختلف الاتجاهات ففيه حزب الوسط ممثلاً في الاتحادي الديمقراطي وفيه حزب الامة وإن أنكر الإمام ذلك وفيه طائفة ممن يمثلون الغرب والشرق وهؤلاء يمثلون فرس رهان جيد متى ما انفض سامر الاسلاميين او حاولوا تطوير المسألة الحكمية نحو ما يعتبرون انه الطريق الأفضل بحسب تصريحات د. ابراهيم احمد عمر عقب التغييرات في هياكل الحزب الحاكم الاخيرة عن (ان مؤسسات الحزب ستنظر بذات المسؤولية والجدية والموضوعية في شأن تغيير رئاسة الحزب اذا جاء وقتها ) وحول هذه الحيثية بالذات يتساءل كثير من المراقبين عن الحصافة في اطلاق مثل هذه الاعلانات مبكراً وما اذا كانت عملية إعادة الهيكلة تكشف عن الدعوة الى وجبة عشاء لاحق يقلل من تكاليف الغداء المعمول على شرف البدء في محاربة الفساد ؟ نواصل
ان أئمة الحركة الاسلامية السودانية كانوا يعلمون علم اليقين بأنه ( حتى الشاة يؤتى بها يوم القيامة تيعر من فوق رأس السارق ) بيد أنهم سكتوا عن كافة التجاوزات المرصودة سنوياً عبر ديوان المراجع العام وصموا آذانهم عن مظاهر التجاوزات التي لا سبيل الى المراجع العام لتتبعها لانها تتخفى خلف عباءة التمكين لاصحاب الولاء ، سكتوا واعتبروا المسألة من ( أخطاء الممارسة ) ولذلك مضت اكثر من عشرين عاماً وهم يتقلبون بين لعنة السكوت ونغمة التمتع بمزايا التمكين فتهدمت بموجب ذلك كافة دعائم الحكم الراشد وبددت موارد البلاد في إشباع رغبات الحكم واهله المعدودين على اصابع اليد الواحدة واصبح من يريد الإستيزار عليه بالإنضمام الى الحزب الحاكم او موالاته وهذا يعني بالمقابل من اراد التهميش والاقصاء ومحاربته في رزقه ومعاشه وسائر عمله عليه بمعارضة ومناصبة اهل السلطة العداء، وفي هذا لدينا جهاد طويل والحمد لله بيد أن آيات الله لم تزل باقية في الارض فقد شهدنا اليوم بداية التبروء ونهاية التمكين الزائف وفي الارض آيات للموقنين والعاقبة للمتقين وما عند الله هو الابقى لو كانوا يعلمون .
ان التبروء من مصاحبة أخطاء الحكم عقدين من الزمان لا يعفي الناس من تبعات ما جرى ويكفي الحركة الاسلامية السودانية عظة واعتباراً ان الشيوعيين الانقلابيين حينما ارادوا إمتطاء ظهر الرئيس الراحل النميري بعد نجاح ( انقلاب مايو ) باعتباره ( مغفل نافع ) ليخلوا لهم الجو فيبيضوا ويفرخوا إنقلب عليهم النميري وقتها وأذاقهم العذاب وقتلهم تقتيلا ثم استعان بقوم آخرين ليسوا كالشيوعيين ليواصل بهم رحلة الحكم ثم جرى ما جرى وهو كتاب لديكم معلوم ، واليوم لن يختلف إثنان مراقبان حصيفان لمجريات الامور حول وصول محطة المزاوجة غير الشرعية الحادثة الآن بين المعسكرين المعلومين الى نهاياتها الحتمية على خلفية كتاب الفساد ورغبة البعض في التبروء منه ورمي الآخرين به مع انهم جميعاً في الأمر مشتركون ، ان القصر الجمهوري اليوم يعج بالوجوه والبدائل من مختلف الاتجاهات ففيه حزب الوسط ممثلاً في الاتحادي الديمقراطي وفيه حزب الامة وإن أنكر الإمام ذلك وفيه طائفة ممن يمثلون الغرب والشرق وهؤلاء يمثلون فرس رهان جيد متى ما انفض سامر الاسلاميين او حاولوا تطوير المسألة الحكمية نحو ما يعتبرون انه الطريق الأفضل بحسب تصريحات د. ابراهيم احمد عمر عقب التغييرات في هياكل الحزب الحاكم الاخيرة عن (ان مؤسسات الحزب ستنظر بذات المسؤولية والجدية والموضوعية في شأن تغيير رئاسة الحزب اذا جاء وقتها ) وحول هذه الحيثية بالذات يتساءل كثير من المراقبين عن الحصافة في اطلاق مثل هذه الاعلانات مبكراً وما اذا كانت عملية إعادة الهيكلة تكشف عن الدعوة الى وجبة عشاء لاحق يقلل من تكاليف الغداء المعمول على شرف البدء في محاربة الفساد ؟ نواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق