سعيدة جداً بالتنافس الشديد بين صحف الخرطوم الذي نقلها من مرحلة الخمول (الفطير) إلى مرحلة الانتعاش والتسابق إلى بذل الجهد في سبيل تحقيق أهداف الرسالة الصحفية في الدولة والمجتمع.. وسعيدة لانتقال سعادتي معي للأسبوع الثاني على الرغم من القتامة الشديدة التي نعيش فيها، فهناك ضوء في آخر النفق أراه يبدو واضحاً أمامي.. فالمجتمع أيضاً بدأ الانتقال من مرحلة الخمول والخوف والإحباط.. إلى مرحلة جديدة شعارها (انتزاع الحقوق). انتفض المعاشيون والمحالون للتقاعد الإجباري للمطالبة بحقوقهم، وانتفض المعلمون وانتفض أهلنا المناصير، والآن يرابطون لشهرهم الرابع في العراء، انتظاراً لإحقاق الحق، ولم ولن يستسلموا إلاّ بنيلهم مطالبهم التي يكفلها لهم الدستور والقوانين.. واليوم انتفاضة جديدة لشباب دنقلا العجوز وما أجملها من انتفاضة شبابية.. هؤلاء الشباب فعلوا بالضبط ما دعوت له طيلة الأيام الفائتة- انتزاع الحقوق- الآن يعدون العدة لمخاطبة نوابهم في البرلمان والمجلس التشريعي بعدد من المطالب الخدمية بمنطقتهم.. وليت الوعي يرتفع أكثر من ذلك لسحب الثقة عن كل نائب برلماني لا يستطيع خدمة دائرته.. وبما أن الشباب هم الأجيال الأكثر تعليماً ووعياً وثقافة- لنأمل ذلك- يقع عليهم عبء المرحلة القادمة.. ولا يعني ذلك تجاوز شيبنا الذين يضم جيلهم المتعلمين والمثقفين وهناك أميون ولكنهم أكثر وعياً وإدراكاً.. نطالب كل هؤلاء نساءً ورجالاً.. لا تسكتوا إن لم تجدوا الماء بحيكم.. ولا تسكتوا إن كان يعمه الظلام.. ولا تسكتوا وتستكينوا إن فرضت عليكم رسوم غير منطقية.. ولا تسكتوا إن سلبت أيّ من حقوقكم أو كرامتكم.. لكل مواطن ومواطنة في هذا الوطن بموجب الدستور والقوانين المصاغة منه كل الحقوق التي تضمن له حياة (كريمة.!). نعلم أن (اليد الواحدة لا تصفق) وهذه دعوة للتعاضد والتكاتف من أجل انتزاع الحقوق.. ربما هناك من يعتقدون أن الحكومة هي الوريث الشرعي لأموال الدولة تتصدق بها على من تشاء فتذلّ من تشاء وتعزّ من تشاء.. لذلك يطالبون بحقوقهم على استحياء.. كما أن إضعاف المواطن بدنياً ومعنوياً له دور كبير في التنازل عن الحقوق.. وما الحكومة إلاّ وصية على هذه الأموال وعلى أمن وسلامة هذا البلد.. إن هي أحسنت صيانة هذه الأمانة وجب احترامها وتقديرها وطاعتها.. وإن هي أساءت لها وجب نكرانها وسحب الثقة منها.. والحكومة ليست عضواً واحداً.. بل هي عدة أعضاء في جسد واحد.. ربما وجد فيه العضو السليم المعافى.. وربما وجد العضو الفاسد النتن الذي يجب بتره.. وفي بعض الأحيان يفسد الجسد بكامل أعضائه وهنا يجب نحره.. المهم في الأمر.. أنت مواطن سوداني.. إذن تستحقّ أن تعيش في وطنك كريماً مرفوع الرأس والحقوق لا تمنح بل تنتزع.. ناضلوا أبناء وطني من أجل انتزاع حقوقكم.. فالشعوب التي تعيش الآن كريمة معززة صنعت ذلك بنفسها. وما فقدان الكرامة والأمن غير عدم القدرة على توفير المأكل والمشرب والعلاج والمسكن والتعليم، واضطرارك مع كل هذه الحاجة إلى مدّ يدك للناس ووطنك يحمل من الخيرات ما يمكنها سترك. هذه رسالتنا توعية المجتمع.. واستنهاض همته والحفاظ على الوطن في رفعة وعلو. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق