الخميس، 23 فبراير 2012

قتصاد تصدير النبق!!


٭ للسودانيين مع النبق علاقة واشجة وذكريات وحكاوي وحواديت ليس آخرها ما قاله الصادق المهدي في تبخيس معارضة الشعبي، (الشعبي داير يلقط النبق) دون أن يهز الشجرة، ولكن الصادق نفسه بدلاً من أن يهز هو الشجرة لينال عن جدارة واستحقاق حق ( تلقيط النبق)، اذا به يقوي عودها بأحد فلذات كبده، ومن حكاوي النبق تلك الحكاية الشهيرة التي نسردها بتصرف وتحفظ دون أن نخل بمعناها العام، والحكاية تقول إن أحد الملوك الفاسدين المستبدين صحا ذات يوم من النوم وكان متعكر المزاج ومتوتراً، واكتست محياه بدلائل غضب مجهول، وبينما هو على تلك الحال وبعد ان (حبكت) في رأسه خطة شريرة، صرخ فيمن حوله أن آتوني بالجند، فلما جاءوه أمرهم بغلظة أن يسدوا كل منافذ المدينة في ذلك الصباح الباكر ويقبضوا على كل داخل اليها ويعاقبوه بما يحمل، وصادف أن كان أول من قبضه الجند هو بائع النبق الذي حيّر الجند وأدهشهم بضحكه الهستيري أثناء تعذيبهم له بالنبق، فسألوه مستغربين ما الذي يضحكك وأنت على حال يدعو للبكاء؟، قال يضحكني شر البلية ورب شرٍ أهون من شر، فأنا أضحك لأن أمري هين قياساً بـ(بتاع البتيخ الجاي بوراى)....
سئلت ذات مرة واحدة من أهلنا الدناقلة- لهم التحية أينما كانوا- عن معنى الدهشة، قالت وكأنها تستنكر هذا السؤال البسيط الساذج (بسم الله.. الدهشة دي ماياهو ولد الهُمار)، وكذا فاجأنا السيد وزير المالية بإجابته عن سؤال الاقتصاد وماهو عليه حال البلاد، قال إن الاقتصاد عال العال والاسعار مستقرة ولا أثر يذكر لفقداننا لعائدات تصدير البترول، فقد احتطنا لذلك ببرنامج ثلاثي تمكنا معه من التعويض بتصدير الذهب والنبق والدكاترة ومنتجات أخرى لم يسمها ربما هى القنقليس والعرديب والدوم والقرض والجوقان، ولن نغالط في أمر الذهب رغم إمتلاكنا لكثير من الحيثيات للمغالطة فيه، ولكن لا ندري كيف ومتى دخل النبق والدكاترة ضمن قائمة الصادرات؟ وماهو العائد الذي حققته؟، فالذي نعلمه أننا نستورد النبق الفارسي، أما الدكاترة فلا صلة للمالية بهجرتهم الكثيفة الى خارج البلاد هرباً من سوء الحال وتردي الاوضاع الصحية والاقتصادية والمالية، وكان الاجدر بالوزير أن يأسى على هذا الحال ويتأسف على فقدان البلاد لهذه الكوادر التي تحتاجها بدلاً من أن يدرجهم ضمن سلع الصادر، وحديثه عنهم هنا بهذه الطريقة أقرب أن يكون مسبة من أن يكون مفخرة يتباهى بها، كما لا نعرف للنبق أثراً غير تلك الاغنية الهابطة الصاخبة (النبق النبق النبق) ونخشى أن يحدث للوزير بسبب النبق مثل الذي حدث للكسيح مع العميان حين ذهبا معاً لـ( تلقيط النبق) وصعد الكسيح بمعاونة الاعمى الى اعلى الشجرة، بينما جلس هو على الارض وافترش جلبابه ليتساقط عليه النبق ومضت مدة دون أن يسقط الكسيح نبقة واحدة، فهاجمه الاعمى وهاج فيه، وفجأة يفقد الكسيح توازنه ويسقط (دُل) على الجلباب، فيهتف الاعمى فرحاً (أيوه كدا من قبيل ما ترمي نبق زى دا)... نخشى ان يسقط الوزير قبل أن يصدر النبق. 
( تعليق: 0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق