الثلاثاء، 7 فبراير 2012

وزارة الشباب بين أحلام المدينة الشبابية وواقع المدينة الرياضية!! فيصل علي موسى التيار



 
القائمة الرئيسية
  
 
وزارة الشباب بين أحلام المدينة الشبابية وواقع المدينة الرياضية!! فيصل علي موسى
التيار
 
 
الملتقى الجامع لوزراء الشباب والرياضة - بولايات السودان المختلفة - والذي نظمته وزارة الشباب والرياضة الاتحادية في الأيام الفائتة ورعته رئاسة الجمهورية، واحتضنت جلسته الافتتاحية القاعة الفخمة بجامعة إفريقيا العالمية، مثل تظاهرة شبابية رياضية حركت العديد من الملفات الساخنة التي تهم هذين القطاعين المهمين لأية دولة تريد أن يكون لها مكانها المرموق في خارطة الدول المتقدمة، وتكون لها دبلوماسيتها الشعبية – الرياضة بضروبها المختلفة - ويكون لها مشروعاتها التي تعالج مشكلات الشباب التي تتمثل في البطالة وغيرها من التحديات التي تواجه القطاع الشبابي النابض بالحياة.. الملتقى كان ضربة البداية لمرحلة جديدةٍ من مراحل العمل الشبابي والرياضي، وكان المنشط القومي الأول في عهد الوزير- الأستاذ - الفاتح تاج السر ووزير الدولة - الأستاذ - محجوب عبد الرحيم؛ حيث كان الملتقى بُعيد التشكيل الوزاري الأخير، فالوجود المتواصل والحضور لكل الجلسات والمشاركة الفاعلة في النقاش والتوصيات من قبل الوزير ووزير الدولة أضفى على الملتقى روحاً من الجدية، وبث في قلوب المشاركين الأمل في أن التوصيات ستجد طريقها السالك للتنفيذ، والتنزيل على أرض الواقع؛ لأنه وفي الملتقيات السابقة كانت التوصيات لا تجد طريقها إلى التنفيذ بالصورةِ التي يريدها المشاركون، وهذا بشهادتهم في التداول والمشاركة.. قُدمت العديد من الأوراق المهمة جداً في مجالي الشباب والرياضة خلال جلسات هذا الملتقى الكبير – والسنوي - وهو يعقد كل عام في ولاية من ولايات السودان المختلفة. ومن أهم الأوراق التي قدمت في مجال الشباب – العمود الأساسي لهذه الوزارة؛ لأن العمود الآخر الرياضة لا يقوم بها ولا يمارسها إلا الشباب!!، فهنالك تداخل كبير وتكامل تام بين عنصري الشباب والرياضة.. فكانت ورقة "البطالة وتشغيل الشباب" من أكثر الأوراق التي وجدت حظاً وافراً من النقاش والتحليل، والتوصيات؛ لأن البطالة أصبحت تحدياً كبيراً للدولة، وشبحاً يطارد الشباب، ويجعل المستقبل أمامهم غير واضح المعالم، حتى الذين يتخرجون في الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية الأخرى، لا يضمنون وجود الوظيفة التي تحقق لهم طموحاتهم، حتى إن وُجِدت الوظيفة فالعائد يكاد لا يغطي 10% من احتياجات الشاب وأسرته، التي تُعلق عليه آمالاً عِراضاً بعد أن صرفت عليه ما صرفت، وهو في مراحل التعليم المختلفة - التعليم الذي أصبح يكلف الأسر ما لا تُطيق، رغم حديث أهل الاختصاص والمسؤولية عن عدم فرض رسوم تُثقل كاهل الأسر!!! وتحدث المشاركون باستفاضةٍ وشفافية عن عجز المؤسسات التي كونتها الدولة لحل قضايا البطالة، ومحاربة الفقر بين الأوساط الشبابية، وتحدثوا عن مشروع التمويل الأصغر وتشغيل الخريجين وغيرها.. وخلصوا إلى أن مثل هذه المؤسسات تحتاج إلى دراسة عميقةٍ لحالة الشباب السوداني ومراعاة الواقع الذي يعيشه الشاب السوداني، وأن التعقيدات التي تصاحب إجراءات العملية التمويلية أفقدت المشاريع الثقة وسط الشباب، وأشعرتهم بأن هذه المشاريع تخدم الفئة الغنية أكثر من أهل الحاجة الأصليين المستهدفين بها.. ووصى المشاركون بالمراجعة الشاملة لمشاريع تشغيل الشباب، حتى تتواكب مع احتياجاتهم الملحة.. فالبطالة أضحت أحد إفرازات العولمة؛ لأن الآلة أصبحت تقوم بعمل العشرات بل المئات، بعض الدول التي تمتلك قدراً من المال وسعةً في الاقتصاد تقدم إعانات شهرية للشباب؛ حتى لا يصابوا بالدائين "داء البطالة، وداء الفقر". وأما الدول التي تعاني من الضعف الاقتصادي - والسودان منها - فشبابها يكابد صقيع البطالة، ولهيب الفقر.. هنالك قيمٌ أرساها ديننا الحنيف لمحاربة البطالة ومكافحة الفقر، وعلى رأسها التكافل الاجتماعي.. "من كان عنده فضل زادٍ فليعد به على من لا زاد له، ومن كان عنده فضل ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له...".. كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: "ما جاع فقير إلا من تخمة غني" والله سبحانه وتعالى حكمٌ عدل، وهو يبتلي الأغنياء.. بالمال أيشكرون بالإنفاق والتصدق والزكاة؟؟، ويبتلي الفقراء بالعدم.. أيصبرون على البلاء، ويجاهدون في العمل والبحث أم يركنون إلى الكسل والخنوع؟؟ والله سبحانه وتعالى يحب العبد الذي يغلب قدر الله بقدر أحب إليه... والحياة الدنيا ميدان واسعٌ للتدافع.. ومن ثم قُدِمت أوراق عدة عن الرياضة مالها وما عليها، والسودان يعج بالنشاط الرياضي، وهنالك مناشط رياضية استحقت من المشاركين الإشادة بها مثل ألعاب القوة؛ لأن السودان حقق فيها نتائج ممتازة، وأتى الأبطال "من الجنسين" بميداليات ذهبية وفضية وغيرها... ولعل كورة القدم تشكل العمود الفقري للرياضة بالسودان، بل وفي كل العالم؛ لأنها اللعبة الشعبية الأولى، وهي الأكثر تنظيماً من غيرها، فكان الحديث مستفيضاً عن" المفوضية " وقانونها وعلاقتها بالدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، وعن تكوين الإتحادات المحلية وغيرها.. ومن ثم كان هنالك عرض لما هو عليه حال "المدينة الرياضية" والاعتداءات التي تمت على أرضها التي قُطعت إرباً إرباً، من قبل النافذين من الدولة وتقلصت مساحتها بنسبة تكاد تصل إلى 25% مما هو مصدقٌ به من قبل رئاسة الجمهورية - المساحة المصدق بها قرابة 2 مليون متر مربع والمتبقي الحالي لا يصل 500 ألف متر مربع، أراضي تابعة للمدينة الرياضية خُصِصِت لمشاريع أُخرى وتعويضات وتصديقات.. تعادل قيمتها مئات الملايين، كان يمكن أن تشيد المدينة الرياضية وزيادة... فهنا لابد لنا أن نذكر بالخير والثناء الجميل الوزير السابق الأستاذ حاج ماجد سوار لفتح هذا الملف - وبكل شجاعة – وتمليك الحقائق كاملة للمجلس الوطني ورئاسة الجمهورية.. والمدينة الشبابية حلم يراود شباب السودان ونواتها - المقر القومي للمعسكرات يتمتع بمساحة كبيرة أكثر من 150000 متر مربع، وهو ظل يُعطي لقرابة الثلاثة عقود، أي منذ العام 1984م، وهو يحتضن المخيمات الشبابية، والمعسكرات الرياضية بضروبها المختلفة، وكل المناشط التي تقوم بها الدولة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.. فالكل مستبشر خيرًا بمقدم الأستاذ الفاتح تاج السر، لعل وجوده المتواصل، ومشاركته الفاعلة مع المشاركين طوال أربعة الأيام "أيام الملتقى"، ووعده بتنفيذ كل التوصيات التي خرج بها الملتقى تبين أنه مهتمٌ بهذا الأمر... فالكل يتوق لرؤية المدينة الشبابية والمدينة الرياضية. بقلم:فيصل علي موسى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق