السبت، 4 فبراير 2012

جوال الفول السوداني بـ «150» جنيهاً



الخرطوم: محمد صديق أحمد :  شهدت أسعار المحاصيل الزراعية بأسواق العاصمة استقراراً ملحوظاً، فيما ارتفعت بالولايات لاسيما الذرة والحبوب الزيتية. وعزا التجار الارتفاع بالولايات لقلة الوارد من مناطق الإنتاج في وقت ربط فيه خبراء ارتفاعها بالاضطرابات الأمنية التي عاشتها مناطق الإنتاج الزراعي جراء الحروب والنزاعات، خاصة في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق أخيراً، بجانب قلة هطول الأمطار في الولايات الشرقية، وضعف التمويل في ولايات الوسط بما فيها مشروع الجزيرة. وتوقعوا ارتفاع الأسعار إن لم تتخذ الحكومة خطوات إسعافية سريعة لتلافي انهيار الموسم الزراعي وخروج مناطق كثيرة من دائرة الإنتاج صفر اليدين، وصاحبت ما يجري في الأسواق شكوى مريرة من تجار المحاصيل بجميع الولايات بسبب ركود الأسواق وضعف حركة البيع والشراء فيها.
وأوضح التاجر بالسوق المحلي بالخرطوم محمد حسن، أن أسعار المحاصيل بولاية الخرطوم تشهد استقراراً نسبياً، وزاد قائلاً إن سعر أردب الفتريتة يباع في حدود «310 ـ 320» جنيهاً، والعينة هجين طابت «340 ـ 350» جنيهاً، وود عكر «290 ـ 300» جنيه. والقمح بـ 360 جنيها، وشكا من ضعف حركة البيع والشراء بالسوق التي عزاها إلى قلة البيع والشراء جراء إغلاق التجارة الحدودية مع دولة جنوب السودان الوليدة. ولفت إلى ارتفاع كبير في أسعار الحبوب الزيتية، حيث ارتفع سعر جوال الفول السوداني النقاوة إلى «140 ـ 150» جنيهاً.
وبمنطقة طابت الشيخ عبد المحمود يقول المواطن بقرية الكتير مساعد عبد الجبار بابكر علي إن أسعار المحصولات تشهد ارتفاعاً مطرداً، حيث وصل سعر جوال الذرة العينة طابت إلى 160 جنيهاً، والهجين إلى 145 جنيهاً، وجوال القمح إلى 165 جنيهاً، وجوال الكبكي إلى 200 جنيه، والعدس البلدي إلى 210 جنيهات، والفول السوداني النقاوة «لقيط الأرض أو الواقعة» إلى 125 جنيهاً، والفول السوداني التقاة 70 جنيهاً. وتوقع عبد الجبار مواصلة الأسعار الارتفاع في ظل قلة السيولة التي تعاني منها الغالبية العظمى من المواطنين. وأعرب عن وجله على ضعاف الحال من المواطنين الذين يعانون كثيراً من أجل توفير لقمة العيش، ودعا الحكومة للتدخل العاجل بتوفير كميات من الذرة بالأسواق.
وعلى صعيد الخبراء يقول البروفيسور عصام بوب إن واقع الحال على أرض الواقع يبعث على الأسى على جميع الأصعدة الاقتصادية، جراء خروج مناطق كثيرة تعد بؤر إنتاج من الدرجة الأولى من الدورة الاقتصادية، فمشروع الجزيرة الذي يعوَّل عليه كثيراً في النهضة الزراعية بالبلاد بالرغم من الجهود التي تقودها السلطات لتعزيز إنتاجه هذا الموسم، للأسف لم تقو السلطات على الاستمرار فيها، إذ ظل القطاع المروي بالجزيرة يسجل انخفاضاً كبيراً، بجانب تدني معدل الانخفاض في قطاع الزراعة المطرية المحيط بالمشروع الذي تنقصه العمالة الضرورية، بجانب معاناته في ضعف التمويل. وعن مشروعات الزراعة بشرق البلاد يقول بوب إنها ليست أفضل حالاً مما يعانيه مشروع الجزيرة العتيق، إذ أنها عانت تأرجح وانخفاض معدلات هطول الأمطار وضعف التمويل وشح العمالة.
وتوقع بوب استمرار تراجع الإنتاج الاقتصادي والزراعي على وجه الخصوص، إن لم تتخذ الدولة خطوات إيجابية حقيقية لتشجيع الإنتاج بصورة واقعية في مقدمتها إعفاء الإنتاج الزراعي من أية رسوم مفروضة عليه وعلى المنتجين الزراعيين، بجانب دعم التمويل الزراعي وتسهيله بحيث تصل نسبة هامش أرباح المصارف منه إلى الصفر، مع ضرورة رفع الرسوم عن كل المدخلات الزراعية بصورة حقيقية، مع وجوب هيكلة الوزارات الاقتصادية قاطبة. وحذر بوب من مواجهة السودان لكارثة زراعية وفجوة غذائية تقود بلا أدنى شك إلى مجاعة حقيقية تفاقم الأوضاع المأساوية التي تعيشها الولايات الشرقية، مما تترتب عليه هجرات ونزوح جماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق