الاثنين، 22 أغسطس 2011

رحانة بيك كل النجوم

استضافة خيمة الصحفيين الرمضانية التي ينظمها مركز طيبة برس للإعلام والتدريب، يوم الاثنين الماضي اثنين من قامات الإبداع السامقة في السودان هما الشاعر مدني النخلي والفنان علي السقيد ...وقد كانت بحق ليلة فنية راقية أدارها الزميل المبدع عمر محي الدين..
وعودة هؤلاء المبدعين من المهاجر والاغتراب بعد سنوات الشتات والجدب الإبداعي، سيعيد لأمسيات الخرطوم ولياليها كثيرا من (الزخم) الفني والإبداعي، كما كانت خيمة الصحفيين في تلك الليلة ...فعندما استمعت لهذا الثنائي الرائع في تلك الليلة شعرت بإحساس مشابه لاستماعي للفنان ابوعركي البخيت في مركز الخاتم عدلان؛ بعد طول غياب قبل أشهر..وهو ان حاسة السمع عندي بدأت تنظف وتنقى وتسمو عن ما اعتادت سماعه، وهذا ليس إلغاء أو استخفافا بحركة الإبداع الغنائي في الداخل ، فهناك إبداع واجتهاد من قبل عديد من الفنانين والشعراء والملحنين ...لكن غياب هؤلاء أثر حتى على تواصل الأجيال فنيا، وتدني الذوق أو التذوق الجماهيري ... فمستوى الإبداع الغنائي قبل عقدين بمستوى (كل النجوم ) التي يغنيها السقيد ويقول مطلعها
فرحانة بيك كل النجوم ..لا نام بريقا ولا انطفا
ما الريدا يام قلبا ندي..زاد القلوب المرهفة
انشا الله طول ماحبي ليك ..لايطل حزن لايكون جفا
وأغنية" من جديد" التي يغنيها خالد الصحافة
من جديد جيت تاني تأسر ....صمتي بالنظرة الخجولة
يأمل عمري القبيل ....ياسنين عامرات فصولة
ماقدرت انساك من زمان... بس ضاعت احلام الطفولة
فلو كان هناك استمرارية لهذا الرصيد الوافي من الإبداع للنخلي او غيره من الشعراء والملحنين، علي السقيد، خالد الصحافة وغيرهما من الفنانين، لكنا الآن في عصر نهضة فنية، وليس انحطاطا فنيا كالذي نعانيه الآن، والذي من أهم أسبابه هجرة العقول المبدعة في كل المجالات وليس الفن فقط ..
نتمنى أن تفتح الفضائيات السودانية والإذاعات الرسمية والخاصة ابوابها وميزانياتها لهؤلاء المبدعين العمالقة وحالة استقطاب للعودة لمن لم يعودوا بعد، حتى تحدث حالة ترفيع وتنظيف للذوق السوداني وللمستمع وللمشاهد ، فأمة لها أمثال هؤلاء من المبدعين العمالقة يجب أن تظهرهم وتسوّق لهم في إعلامها ليس على مستوى السودان؛ بل على مستوى المنطقة بأكملها فهم أهل لذلك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق