الاثنين، 22 أغسطس 2011

فرسة ....والفارس(2)

إن أكبر مشكلة تعاني منها المرأة هي إحساسها بأنها تمشي على الحبل؛ وانها (كمهرج السيرك) لابد أن تصل الى نهاية الشوط ولاتسقط حتى تنال استحسان الجمهور. فالمرأة طوال حياتها يملى عليها ما يجب أن تكونه، وما يراد منها في مجتمع وضع الرجل شروطه وقيمه لنفسه وللمرأة من وجهة نظره، وتصبح هي أسيرة تلك النظرة وتلك الشروط وتلك القيم ، والتي في غالبها وضعها الرجل باعتباره هو المخلوق المعني بالحياة، والمرأة ضمن الأشياء التي تجمل حياته وتبهجها، وهذه النظرة لم ينجُ منها فلاسفة عظام مثل ارسطو. وهذه النظرة تمارس في أبسط صورها في الأحكام السهلة الجائرة على وجود المرأة المادي أو الجسدي، لأن تلك النظرة للمرأة لا ترى فيها أبعد من هذا الوجود الجسدي ومكوناتها، فيأتي التصنيف وعندما يقال المرأة (جميلة) مثلا يرتبط جمالها بكل ماهو حسي وجسدي؛ واسعة العينين، بيضاء اللون ، طويلة الشعر ....وغيرها من قيم مغلوطة وساذجة في حقها وفي حق الرجل ذاته، والمجتمع بأكمله، والأنكى والأمر أن المرأة تدفع كثيرا من وقتها وعقلها وحياتها ثمنا لتنال (درجة المرور) من (شرطي المرور) الاجتماعي والذي أعطى صلاحيته بمرور الوقت الى المرأة ذاتها ، فأصبحت المرأة الأم تتقمص ذلك الدور في كثير من الأحايين، حين تذهب لتعاين الفتاة التي يرغب ابنها في الزواج منها، فتحلف رافضة (بري الزرقا الشينة دي ما بتعرسا ) و(الضعفانة المكدمرة دي تحرم عليك)، أو حين تسلخ المرأة جلدها بحثا عن (اللون الأبيض) كرها لذاتها الذي يمثله لونها... وكثير من الإسقاطات تمارسها المرأة على المرأة، من باب اضطهاد المرأة لذاتها الأنثوي مالم يرضي رجولة الرجل، وهذا هو المدخل للحديث عن رشاقة المرأة (الفرسة) كما وصفها الإمام الصادق المهدي..وللإمام كثير من الآراء النيرة في استخدام النساء الكريمات المبيضة والكعب العالي وحتى خرم الأذن، ونأمل أن يتسع اجتهاده في مثل هذه المواضيع ليشمل الجانبين المرأة والرجل حتى لايقع في زمرة ارسطو ورفاقه ...لأن هناك كثيرا من اللوم يقع على عاتق الرجل، وكثيرا من التقصير والإهمال يكون من جانبه، لكنه ذات المجتمع الذي يحمل المرأة وزر (خيانة) زوجها لها حين يخنها و(زواجه) عليها حين يتزوج عليها.. ويغض الطرف دوما عن كبوات (الفارس) الـ (حاشاه اللوم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق