الأحد، 7 أغسطس 2011

والي النيل الازرق مالـك عقـار لـ (الصحـافة)

التقاه : عباس محمد إبراهيم : مالك عقار اير يتحدث عن السلام بقوة لكنه لا ينسى التلويح بنيران الحرب ، يصف من ينادون بها بانهم لم يحظوا برؤيتها الا في شاشات السينما ، مع ذلك يفخر بأن جيشه لا يهابها ان فرضت عليه اليوم او بعد ساعة ، فالرجل الاول بالحركة الشعبية في السودان عقب انفصال الجنوب ورحيل الرفاق لم يتوانَ في توجيه الاتهام نحو الجميع ، لينعت حلفاءه في صفوف المعارضة بالضعف الذي لم يستثنِ منه احدا، نعى المشورة الشعبية وحذر من انقسامات قال انها في انتظار ماتبقى من وطن ، كشف الكثير من الملفات بطريقة لا تشبه مكر السياسيين وتكتيكاتهم ، واضعا الميرغني والمهدي ونقد في خانة واحدة مع مناوئهم بالحزب الحاكم في هذا الحديث الذي استمعت اليه «الصحافة» في الدمازين حاضرة ولاية النيل الازرق التي يجلس على كرسي حكمها .


{ عقب انفصال الجنوب وإعلان دولته كيف تنظر الى الاوضاع شمالا؟
- كلنا نعلم أن السودان يمر بالكثير من الأزمات عقب انفصال الجنوب الذي خلف تداعيات كثيرة أبرزها في الناحية الاقتصادية لان البلاد كانت تعتمد على النفط الذي بات 70% منه في دولة الجنوب وهذا سيخلق آثاراً اقتصادية ومردوداً سيئاً للاقتصاد السوداني وقد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد السوداني ونحن على حافة انهيار الدولة السودانية من الناحية الاقتصادية وأي اقتصادي يعلم ذلك .
{ لكن الحدود بين الجانبين ايضا تشكل هواجس وقد تتسبب في عنف مستقبلي؟
- مشكلة الحدود هي مشكلة معقدة لوجود 8 مليون من سكانها هم من قبائل التماس تمارس نشاطاً اقتصادياً متحركاً، الرعي ، ونسمع كثيراً بحقوق الرعاة لكن الفكرة في حد ذاتها غلط ونحن في السودان يفترض ان نقولها بخجل لان الحديث عن حقوق للرعاة والرحل يبرز تخلفنا ولا بد من تحديث مثل هذا النشاط الاقتصادي وعدم التحدث عن حقوق الرعاة لان ذلك يشجع التخلف لكنه تحدي من تحديات السلام والأمن في السودان طبيعة هذا النشاط الاقتصادي .
{ انفصال الجنوب خلف آثاراً تعدت السياسي وألقت بظلالها على المواطنين شمالا وجنوبا وهناك حديث عن طرد للشماليين بالجنوب ؟
بالنسبة للمتضررين من انفصال الجنوب هو اجراء خطأ ولا يفترض ترحيل الجنوبيين او الشماليين من الدولتين ، وهذا القرار ناقشنا فيه عدداً كبيراً من المسؤولين ، وهناك جنوبيون لا يعرفون الجنوب اطلاقا لكن عليهم الذهاب ما الذي يضر ان بقوا في الشمال ،هناك غير سودانيين قبلنا بهم في السودان فما الداعي لطرد الجنوبيين عقب الانفصال ، لكنه امر لا يمكن ان يحدث الا في السودان ، والجنوب الآن يعطي الجنسية للسودانيين بعيدا عن الجغرافية ، والشماليون الآن موجودون في الجنوب عكس ما ينقله الاعلام ، والحديث عن الجنوبيين كأجانب في الشمال من هو من لايملك جنسية اجنبية بالسودان هناك اجانب عديل يمسكون ملفات حساسة بالبلاد ، وهناك كثيرون يملكون جنسيات مزدوجة فقط البشير وعلي لكن من الاستاذ علي عثمان وتحت كلهم يملكون جنسية مزدوجة .
{ بعد الانفصال بأيام افلحت الحكومة في توقيع اتفاق مع التحرير والعدالة لانهاء ازمة دارفور ووجد الاتفاق دعماً كبيراً من الجميع ماهو تعليقكم على الامر؟
- مشكلة دارفور لازالت قائمة وسمعنا كثيراً عن الدوحة وحل مشكلة دارفور ،الدوحة كان بها مجموعة من الحركات التي تقاتل الحكومة ورغم نصيحتنا للحكومة ومطالبتنا بالمشاركة في حل الأزمة لمعرفتنا بالقضية والمقاتلين ، الا انها اتخذت نهج بائع التسالي يشيل فنجان يكبوا لدا ويشيل فنجان يكبوا للتاني وبعد ذلك يساويه لكنها لم تحل ازمة دارفور ورغم ان الدوحة انتهت بتوقيع لكنه ضم فصيلاً واحداً ولازالت المشكلة قائمة كما هي ، والتقيت بكل الدارفوريين لكن لا احد يتحدث عن الدوحة مع ذلك يمكن حل الازمة بالجلوس مع الجميع .
{ سيد عقار ارتفع صوتكم الرافض لتمديد قانون المشورة فيما ترى الحكومة ان التمديد لضمان قيامها وانتم ماهي دواعي الرفض؟
- المشورة الشعبية بالمنطقتين رفضنا مد قانونها وكثيرون يتساءلون عن رفضنا لكننا نرى ان القانون يرتبط بالمؤسسات (الرئاسة ومجلس الولايات)، ومؤسسات اخرى مسؤولة من تنفيذها لكن مد القانون لستة اشهر دون مناقشة دور هذه المؤسسات يعد استهلاكاً سياسياً وبعد ستة اشهر من سينقذ هذا القانون ، ومؤسسة الرئاسة غير موجودة لانها تتكون من الرئيس ونائبيه واحد نوابه هو الآن رئيس دولة الجنوب والآن باتت غير موجودة، هل الرئيس سيقوم بمهام المؤسسة هذا امر يفترض مناقشته قبل مد القانون ، مجلس الولايات يفترض ان يشارك بستة اعضاء ثلاثة من الحركة وثلاثة من الموتمر الوطني وشرط ان لا يكونوا من الولايتين لكن مجلس الولايات فيه نائب واحد يمثل الحركة الشعبية من النيل الازرق ، كل هذه الاشياء تعد مهددات للسلام ونحن نناشد بتحقيق السلام قبل ابتدار الامور الثانية لان في غياب السلام والطمأنينة لا يستطيع الانسان التحرك .
{ حسنا.. هل يمكن ان نقول ان المشورة الشعبية للمنطقتين مضى عليها الزمن؟
- المشورة الشعبية قبرت فعلا لعدم وجود القانون والمؤسسات لكن في الاتفاق الاطاري قلنا دون المساس باجراءات المشورة الشعبية يجلس الطرفان لمناقشة القضايا التي يفترض ان تناقشها المشورة ويتوصلوا لحلول لها وهي قضايا الحكم وتقاسم السلطة والثروة والدستور والتحول الديمقراطي ، ولدينا مخرج وهو نقاشها في اتفاقية جديدة بكل آليات التطبيق والتنفيذ لانها انتهت في الاجراء التقليدي وهذا هو مخرجنا
{ بعد الاتفاق الاطاري تحدثتم على انكم ناقشتم ازمة السودان ومهدتم الى حلها كيف يتم ذلك وانتم تحصرون التفاوض فيما بينكم الحركة والوطني دون القوة الاخرى؟
- التفاوض يحتاج الى نقطة بداية وكثيرون يتحدثون عن ان التفاوض الذي يتم بين الحركة والمؤتمر الوطني بانه ثنائي اتفق معهم لكن لابد من وجود نقطة بداية للتحرك يأتي اليه الجميع ويتفقوا لاني أؤمن ان القوة السودانية لو اتفقت جميعها وشذ منها واحد فإن ذلك سيخلق مشكلة ، لذا لا بد من إيجاد طريقة للحوار وأي شخص يأتي للطاولة يعلم انه يقدم تنازلات حتى يساهم الجميع في الدولة السودانية الجديدة لتفادي الأزمات .
{ بعد انفصال الجنوب يقول الكثيرون ان البلاد باتت مهددة بهجمة شرسة من الغرب؟
- هناك خطر نجلبه وحدنا لانفسنا فاي مسؤول يصعد المنبر يتحدث عن الاستهداف من الاستعمار ودول الاستكبار ، هذه كلمة حق أريد بها باطل لان الاستعمار خرج من قبل 50 سنة ، وهناك لعبة نحتاج ان نتقنها علينا ان لا نرمي باللوم على الغير ، حتى لا نستعدي العالم بزريعة اننا مستهدفون صحيح اننا نملك بترولاً لكن هناك سياسة النفط وهي معروفة ومدروسة قائمة بذاتها وطالما انك تملك نفطاً عليك ان تكون مستعداً للعبة النفط ، لكن استعداء المجتمع الدولي سيجلب لنا المزيد من المخاطر ، اقول هذا الحديث لان عقب الاتفاق في اديس تحدث المسؤولون بالمؤتمر الوطني بانهم لا يرغبون في طرف ثالث ولا يرغبون في الامم المتحدة ، ليس من الضروري ان ترغب فيهم لكن لابد من ايجاد طريقة وميكنيزم لاخراج هذا الرفض ، واتذكر الدولة الكوبية لم ترفض القاعدة الامريكية لكن تعاملت معها بالحكمة ولعبت لعبة الرفض لكن بطريقة ثانية .
{ انفصل الجنوب وانتهى حلم السودان الجديد هكذا يتحدث الناس ؟
-نحن في الحركة نستهدف بناء السودان الجديد، نعم هناك من يقولون ان الحركة مجتمعة لم تحقق مشروعها لكن نحن قطعنا شوطاً في بناء السودان،على الاقل لو نظرنا لوثيقة الحريات والدستور بجانب وضعنا لخطوط عريضة لكل القضايا التي تهم السودانيين يمكن ان نقول اننا قطعنا مرحلة كبيرة وكنا نستطيع ان نمضي فيها لاكثر من ذلك لكن كل الامور كانت محكومة بفترة زمنية محددة عوضا على ان شعب جنوب السودان كان يفترض ان يدلي برأيه في استفتاء ليختار دولة واحدة او دولتين.
{ لكنهم اختاروا دولتهم وتركوا المشروع ماهي الدواعي في رأيك ؟
- افتكر انو نفسهم انقطع ، وانا اردد دائما ان الجنوب عمل العليهو كلما يذهب نحو الشمال خطوة يذهب الشمال نحو الشمال خطوتين واظنهم فتروا والوقائع السودانية تؤكد ذلك الا اذا اردنا المكابرة لنقول ان الجنوبيين فعلوا كذا وانفصلوا وهذا كلام لا معنى له لانهم مارسوا حقاً ديمقراطياً كفله الدستور والاتفاقية ، لكننا نتطلع الى بناء السودان الجديد وهو كيفية ادارة التعدد، والجنوب ايضا يحتاج الى السودان الجديد اكثر لان الحزب الحاكم هناك الحركة الشعبية والناس في انتظار ما تحدثت عنه من قبل من ديمقراطية وحقوق انسان وخدمات متوازنة ، لان الجنوب متعدد وفيه قبائل واديان وثقافات رغم انها في السابق لم تكن ظاهرة .
{ انت تقول انكم ستقومون ببناء السودان الجديد وتصممون على ذلك لكن الآن هناك حديث عن عدم السماح لكم بممارسة النشاط السياسي لانكم غير مسجلين؟
- نحن كحركة نملك برنامجاً سنطرحه للشعب السوداني وسنكون موجودين كحركة قومية رغم الحديث عن عدم وجودنا لكننا نقول مابقي شمال السودان سنكون موجودين ، ولن نخزل قواعدنا رغم ما يتعرض له كوادرنا من اعتقال وضرب ومصادرة ،وهو تصرف غريب لا يمكن حدوثه الا في السودان لان التصرفات هذه لن تحل أية مشكلة لا اقتصادية ولا سياسية ، بل ستزيد من الاحتقان ولن تزيل الحركة الشعبية من الارض لانها فكر والفكر سيبقى ، ونقول لمن قاموا بذلك هذه التصرفات لن تحل المشاكل ، هناك اطفال يموتوا بالنيل الازرق يموت في السنة 332 طفل اي طفل في كل يوم بجانب اوضاع اقتصادية وصحية وغلاء معيشي يحاصر البلاد هذه هي القضايا التي يفترض الاهتمام بها ونحن نؤكد اننا مع السلام ونريد المساهمة في استدامته لكنه لا يأتي الا بالنقاش لان زمن فرض القوة قد انتهى.
{ لكن انت مثلا الآن تتحدث عن الحوار وذهاب زمن فرض القوة لكنك تستند على جيش وسلاح كيف تفسر ذلك ؟
- في السابق كان من يدير الدمازين شاويش واربعة عساكر لكن الآن هناك لواء ونصف من قوات الشرطة و21 ألف جندي من القوات المسلحة مما يعني ان الامور ليست كالسابق ، والحديث من القصر لفرض هيبة الدولة ومن داخله تقول اعملوا كدة والناس لكنك ارسلت 21 الف جندي تحسبا لان القوة موجودة هنا ايضا والكتوف اتلاحقت للناس كلها و انا بقول أي حزب في السودان مسلح واحزاب معينة فقط لاتملك السلاح والحزب الذي ينكر ذلك عليه ان يقودني للمحكمة، كان الحديث عن المؤتمر الوطني فهو مش مسلح وبس هذا اكثر من مسلح ، والموضوع لو بقي جيش ومليشيات انا مع الجيش الواحد والشرطة الواحدة للدولة الواحدة ، في دي العندهم نحن عارفنوا والعندنا نحنا عارفنوا خلونا نقعد تحت نعالج المشكلة وكيف نرجع الجيش للحياة المدنية ونقعد بجيش واحد سوداني ، لكن توزيع الاتهام عن هذا يملك مليشيات وهذا لا يملك ، لا يوجد حزب غير مسلح واي واحد يقول غير ذلك هذا كذب.
{ هذه عموميات من بالتحديد تقصد فالاحزاب ترفض السلاح وتتحدث صراحة عن ذلك؟
- حتى الصادق والميرغني يملكون جيوشاً ونعرف اماكنها ونعرف ان كانت جيوشاً او مليشيات ونحن نعرف بعض كلنا وابو القدح يعرف محل يعضي اخوه ، نحن مع السلام لكنه يحتاج الى حوار على نار باردة ونفس طويل لمعالجة مشاكل هذا البلد المنكوب و السلام ممكن حال ايقاف الحرب في جنوب كردفان لانها اذا استمرت اكثر من ذلك سيصعب علاجها.
{ تقول الحكومة ان المخطط من اندلاع الحرب في جنوب كردفان بغرض فصلها من السودان ؟
- ولو أية مجموعة حاولت فرض نفسها سيذهب السودان دويلات ودويلات لان تكوينه لم يتم في يوم واحد وتم في فترات زمنية ولصق بالصمغ وتركوه وامكانية فرتقته موجودة، النيل الازرق كانت دولة اسمها الدولة السنارية ودارفور كذلك وشمال السودان كان دويلات وغرب السودان به ممالك تقلي والجنوب كان سلطنات قائمة بذاتها ولو الناس ماعملوا حسابهم القواعد موجودة للشتات ، وعند تجميع السودان لم يجمع بالتراضي لكن بواسطة آخرين يملكون السلطة ولموا كل الاطراف وارتضينا ان نبقى مع بعض لكن لو في ناس عايزين يفرضوا الاشياء هناك امكانية سبع دول هل نريد ذلك ام افضل السودان الواحد ، نحن كحركة سنساهم في السلام والوحدة وادارة التعددية .
{ لكن الواضح ان القوة السياسية مجتمعة لا تملك رؤية حل ولا فكرة للخروج بالبلاد من الأزمات والعبور بها الى السلام والامن؟
-انا اتفق معاك انو القوة السياسية لا تملك افكاراً للحلول ، لكن القوة السياسية التقليدية تتلاقي مع الوطني والقوة الجديدة تقف في المنتصف لا مع الطائفية ولا المؤتمر الوطني وتهدف للتغيير والحركة الشعبية لا تتداخل مع القوة الجديدة لكنها تلامسها والحركة ايضا غير قادرة على التواصل مع القوة الجديدة للتشويش الذي يسببه المؤتمر الوطني لان برنامج السودان الجديد والتعددية هو ضد المؤتمر الوطني الذي يجمعه مع الطائفة العروبة والدين ويستخدمونهم كآلية ، لكنهم يختلفون في من يحكم وليس التغيير ، مع ذلك لا يمكن ان يأتي (الميرغني او الصادق او نقد) ليحدثوا تغييراً ، في وقت لا تملك فيه القوة الجديدة قواسم للتلاقي معهم لكنها لا تستطيع التحرك لتغيير القوتين وامكانية تلاقيها مع الحركة ممكن لكنهم الاثنين(الحركة والقوة الجديدة) لا يملكون القدرة على التزاوج الكامل للتغيير ، والقوة القديمة في اجتماعاتها معنا ابدت تخوفاً من الحركة ووضح ان الصديق الاقرب لها هو المؤتمر الوطني وليس الحركة وهم صريحون في هذا الامر والصادق المهدي يحذر من ثورة الهامش والحركة هي ثورة الهامش لان الهامش ليس الجنوب هامش الخرطوم ايضا تعبر عنه الحركة ، وهذا التخوف ولد لديهم حذراً في التعامل مع الحركة الشعبية ، لخلق برنامج موحد للسودان لكن هذا ليس نهاية المطاف ، ونحتاج للتحرك اكثر لخلق الطمأنينة حتى لا يخافوا مننا ونخلق ارضية، ونحن مع هذه الاحزاب في حوار مستمر وجلسنا قبل اسبوعين في جوبا ووضعنا برنامجاً وكلهم متفقون ، لكن الخوف من الدستور الجديد وهل سياخذ ما عندهم اقول من الصعوبة الحديث عن الدستور الجديد بالعقلية القديمة ، وهم كاحزاب لم يستطيعوا تطوير نفسهم والاحزاب واقفة في مكانها ومن يديرونها غير متطورين ، صحيح الصادق والترابي متقدمان لكن قواعدهم في مكانها وهم ضحية للقيادة التي تدير الحزب بنفس الطريقة التقليدية الماضية لان تغييرها يعني ذهابهم وهذه ازمة السودان الا ان الشباب الجديد الآن في الاحزاب سيحدث التغيير وهو امر حتمي في الحياة .
{ نسأل عن فك الارتباط بينكم والجنوب ؟
-المرحلة الاولى فك الارتباط السياسي بين الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان والحركة بالسودان تم قبل ثمانية اشهر وتم تكوين قيادة انتقالية كونت المكتب السياسي من رؤساء الولايات واضيف اليهم ثمانية اعضاء لاعتبارات اخرى، ووضعنا لجنة لصياغة الرؤية لان رؤية الحركة بها قضايا تتعلق بجنوب السودان وهذه تم اسقاطها من الدستور والرؤية وكونت لجنة للهيكلة والتنظيم ناقشه الهيكلة وتطرقت للاسم هل تبقي عليه ام تستبدله ايضا العضوية لان جزء منها اصبحوا في دولة جنوب السودان وهذه كلها امور ادارية قمنا بها من الجانب السياسي وكان مفترض ان يعقد مؤتمر قاعدي للحركة لولا احداث جنوب كردفان التي اوقفت الامر .
{ هذا الجانب السياسي ماذا عن العسكري ؟
- الجانب العسكري بدأ في مرحلة متأخرة والآن العمل ماضي في استكمال ملفات اعضاء الجيش الشعبي من ابناء شمال السودان والموجودين في الجنوب سيتم ترحيلهم الى المواقع التي يرغبون للعمل فيها بالنيل الازرق او جنوب كردفان او مناطق المسيرية والحمر التي ينتمي لها اكثر من عشر ألف جندي من هذه المناطق ولهم الخيار للعمل في المناطق التي يرغبون فيها ، وتم انشاء قيادة الجيش بالشمال وفقا للاقدمية في الرتب وتولي اقدمهم القيادة وما يليه رئاسة هيئة اركان الجيش الشعبي وماتبقي من المكاتب الفرعية تم اسناد قيادتها وفقا للاقدمية ، وقريبا ستكتمل الملفات ولا توجد أي روابط الآن بين الجيش في الشمال والجنوب .
{ لكن الحزب الحاكم اشترط حل الجيش اولا حتى يجلس معكم للتفاوض ؟
- نحترم رأي الوطني ان كان له رأي مخالف لنا في شروط التفاوض لكن هناك اتفاق اطاري وقع بين الجانبين ونحن معه واي اتفاق يجب ان يتم بواسطة وسيط واي تفاوض لابد ان يتم خارج السودان وهو قرار استراتيجي ،من جانبنا كونا لجانا للتفاوض ولدينا لجنة من عشرة اعضاء ومعهم احتياطي 30 موجودين الآن في الكرمك مستعدين للجلوس في أي لحظة وهناك اعضاء خارج السودان، والحديث عن حل الجيش الشعبي كشرط هو امر غير وارد هناك قضايا سياسية وهي نوعين قضايا بالمركز لها تأثير محوري على المنطقتين بجانب قضايا المنطقتين بالاضافة لجنوب كردفان بشكل منفصل نسبة للتداعيات التي حدثت مؤخرا .
{ لكن انت تتحدث عن تفاوض ونائب رئيس الحركة يتحدث عن اسقاط النظام ولا تفاوض دون وسيط؟
-نائب رئيس الحركة في وضع وبيئة امنية غير عادية وفيها حرب والنظام يقاتله وهو يرفع شعار متسق مع البيئة ، لكن كحركة لم نحدد موقفنا من اسقاط النظام ولازلنا نعطي النظام فرصة وبعدها سنحدد موقفنا من اسقاطه او الاصلاح وفي وقت قريب سنحدد موقفنا كحركة أي من المنهجين نأخذ إسقاط النظام او التفاوض لإيجاد حلول والمنهجان متاحان وموجودان على الطاولة لكننا لم نحدد حتى ألان ، وهناك لجنة تدرس في الأمر بالكرمك وهناك أعضاء لم يصلوا إلى هناك حتى الآن وحددنا شهر لاتخاذ القرار ، وتحديد الموقف يحتاج الى دراسة الاوضاع بالبلاد وعلاقة مع الاحزاب الاخرى واي منهج سوف نتخذه لاسقاط النظام دستوري عبر التظاهرات بالخرطوم او عسكري والقرار يحتاج الى وزنة اولا قبل اتخاذ القرار لكن المنهجين متاحان بالنسبة لنا ولا تفاوض دون وسيط هو موقف استراتيجي للحركة وكلنا نكرر هذا الكلام .
{ تحدثتم عن تكوين منظمة للعمل الانساني بجنوب كردفان الى اي مدى وصلت الاوضاع هناك؟
-الاوضاع الانسانية بجنوب كردفان سيئة جدا وتحدثت عنها من قبل في الجزيرة مباشر هناك قرى دمرت نهائيا واصبحت غير موجودة ومجموعة من المواطنين باتوا نازحين وهناك لاجئون هذا ما دعانا لتكوين اللجنة وبدأت العمل ومقرها في كينيا لفتح بعض المعسكرات في منطقتين في اعالي النيل والوحدة وجزء كبير من ابناء الولاية عبروا الحدود الي جنوب السودان والمنظمة تعمل لفتح المعسكرات لايجاد دعم من قبل المنظمات الانسانية ، وهناك حوار مع الحكومة لايجاد اتفاق ثلاثي بين الحكومة والحركة والامم المتحدة لفتح مطارات آمنة لتوصيل الاغاثة .
{ هل هناك آمال لوحدة مرة ثانية ؟
-يمكن ان يتم اتحاد كنفدرالي بين الشمال والجنوب عبر نظام محدد ، وكان يمكن حدوثه مباشرة لولا التعنت ومحاولة ابراز البطولات والحديث عن ان انفصال الجنوب لا يهم ، لكن الامر يحتاج الى قيادة شجاعة لاتخاذ القرار اما وحدة كاملة كالسابق حظوظها ضعيفة .
{ تتحدثون عن الجيش الشعبي كثيرا لكن هناك شكوك حول الارقام التي تقولونها كم هي اعداده بوجه الدقة ؟
-لنمسك جنوب كردفان كمنطقة حرب ، يقاتل فيها الجيش السوداني بقوة قوامها 50 ألف وتسندهم مليشيات مسلحة عدد ايضا 50 ألف يعني انهم يقاتلون بقوة قوامها مايقارب مائة ألف بكامل تجهيزاتها بما فيها القوة الجوية لكن الجيش الشعبي يسيطر على ست محليات بشكل كامل وهذا يعني الكثير بمنطقة واحدة وهناك مناطق اخرى لكن لا احد يمكن ان يكشف عن عدد جيشه .
{ الحزب الحاكم يختلف في التعامل معك ونائبك الحلو الذي يصفه بالمتمرد والخارج ويطالب بمحاكمته في وقت انت الراغب في السلام والرافض للحرب وكأنه يحاول تحييدك من الصراع؟
-المؤتمر الوطني لو ما حاول تقسيم الحركة سيكون مقصرا ولم يقم بعمله تماما وهذه لعبة قديمة دخلناها اكثر من مرة ، في جنوب كردفان الحلو لم ينوِ الحرب لكنهم هم من دفعوه بعد ان حاولوا نزع السلاح من يده ولو كرروا هذا الحدث بالنيل الازرق اليوم او بعد ساعة او دقيقتين ستقوم الحرب والحركة قادرة على الدفاع عن نفسها في أي لحظة ومايقوم به الحلو هو دفاع عن النفس وهذا ما قلناه في الاتفاق الاطاري وطالبنا بوقف للعدائيات حتى تصل الحركة الى اتفاق وقف اطلاق نار ولا يوجد تخوف على وحدة الحركة الشعبية بالسودان طالما نحن عارفين قصدهم لكن هم يريدون ان تحل قضية جنوب كردفان في منبر منفصل والنيل الازرق في منبر آخر والشمال كذلك وهو اسلوب معروف يتبعه المؤتمر الوطني حتى داخل صراعه الداخلي المتبع لكل القضايا يعرف ذلك .
{ تحدث الحزب الحاكم عن انكم غير مسجلين وانتم قلتم ان دوركم وممتلكاتكم تعرضت للاتلاف وتمت مصادرة عرباتكم واعتقال كادركم لماذا لم تقوموا بتقديم شكوى لمجلس شؤون الاحزاب؟
-لان المجلس لم يكن له رئيس ، ووجودنا بالشمال لايحتاج الى شكوى لاننا مسجلين ، لكننا ذهبنا الى المحاكم وتقدمنا بشكوى بعد ان تعرض منسوبونا للضرب واخذت عرباتهم لكن المؤتمر الوطني هو المحكمة والبوليس والامن ، وانت تشتكي لذات الجهة التي ارتكبت الجرم لذا لن تنتظر حلاً عادلاً ، وعندنا وزير تم ضربه واخذت عربته وعندما تقدم بشكوى لدى مكتب نائب الرئيس علي عثمان واخبرهم بالفاعلين لمعرفته لاحدهم كان الرد ان الفاعلين لاينتمون الى جهاز الامن بل مجرمون فقط ، ولا ادري لماذا في الايام دي بالتحديد مجرمو السودان مستهدفين الحركة الشعبية .
{ الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي اجتمع بك والامين العام ياسر عرمان ماذا دار بينكم واين وصلتم؟
-ثامبو امبيكي طلب مقابلة معي والامين العام للحركة الشعبية ، حاملا رسالة من الرئيس البشير فيها طلب لمقابلتي بالخرطوم ، اخبرته بانني من حيث المبدأ لا مانع لكن ، لابد من وضع ترتيب يقوم هو بارسال وفد للتفاوض والحركة ترسل وفدا ، لكن امبيكي عاد مرة اخرى وقال ان الرئيس يصر على مقابلة عقار اخبرته انني من حيث المبدأ لا مانع لكن هناك تخوف اذا التقينا ولم نتفق سيحدث صدام وتفاديا لاي صدام يفترض ان لا نتقابل ، فهو رئيس حزب وانا كذلك هو القائد الاعلى للجيش وهناك جيش شعبي في الجانب الآخر ، وتقدمنا بمقترح يلتقي فيه ممثلو رئيس الحركة والرئيس البشير في حضور الوسيط في أية دولة يتم اختيارها ويتفقوا في ما يتفقوا ومايختلفوا حوله يعيدوه لنا لتفادي الاختلاف بين الرئيسين ، وكرر الدعوة مرة ثالثه لكني تمسكت بالموقف الرافض تفاديا للصدام حال اختلافنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق