الاثنين، 22 أغسطس 2011

الفرسة .....والفارس

على ذكر الإمام الصادق المهدي أن المرأة قبل الأربعين تكون رشيقة (كالفرسة)، ولا تهتم برشاقتها بعد الأربعين حتى تصير (كفرس البحر) من شدة الشحم؛ حتى أن (المشي يغلبها أحيانا )
وهو حديث قاله الإمام الصادق المهدي في استهلاله لنشاط خيمة الصحفيين مطلع هذا الشهر، وقاله في ذات السياق في خيمة العام الماضي ....
وعلى الرغم من آراء الصادق المهدي المتحيزة للنساء وعدالة قضيتهن والمجموعة في كتابه (المرأة وحقوقها في الاسلام) ،والمطروحة في كثير من المنابر والمناسبات كرأيه في النقاب، واعتباره إهانة للمرأة، والختان باعتباره عدوانا على المرأة ، ووصفه لأحاديث تناهض حقوق المرأة مثل (المرأة ناقصة عقل ودين) و(أكثر أهل النار من النساء ) بأنها أحاديث الفقه الذكوري وتضعيفه إياها، إلا أن حديثه عن رشاقة المرأة هذه فيه نقد حسي مجاف لآرائه الأ خرى المكرمة والمرفعة للمرأة تلك ....وفي اعتقادي أنه رأي صادم في المرأة ممن هو في مكانته الفكرية المناصرة والمساندة لمسيرة حقوق المرأة قولا وفعلا، والمتمثلة في خروج بناته ونساء حزبه مدافعات ومتصديات لحقوق النساء وكرامتهن من الأستاذة سارة نقد الله الى الصحفية فاطمة غزالي.
فالحديث عن أن المرأة تفقد رشاقتها بعد الأربعين وتتحول الى كوم من الكتل الشحمية لو جاء في سياق وإطار العلاقة الزوجية ففيه تحميل على المرأة أكثر من طاقتها لصالح الرجل، لأن وراء كل أمرأة بدينة رجل يوازيها بدانة وإهمالا لنفسه ومظهره، إن كان المقصود إهمال المرأة لوجودها الجسدي بعد الأربعين ...وبدانة المرأة قد لاتأتي نتيجة الإهمال بقدر ماهي نتيجة الطبيعة التي تحتم عليها الحمل والولادة والرضاعة وتغيير الهرمونات في الجسم بعد الزواج والولادة؛ بل وتغيير في خصائص ومهام الجسد ذاته، في حين أن إهمال الرجل لوجوده الجسدي في حياة المرأة أي اهتمامه برشاقته ومظهره الجسدي يأتي من باب الاستحقار والاسترخاص لحياته الزوجية. وأذكر أنني دخلت في حوار مع الكاتب الساخر فتح العليم عبدالله عندما كان كلينا يكتب في صحيفة الصحافة حول ذات الموضوع بوجهة نظر أخرى فقد طرح الكاتب رؤية عن عدم اهتمام المرأة السودانية بالمعاشرة الزوجية، مما يجعل الأزواج يبحثون عن البدائل ولو بين (الشغالات) ، وقد اعتبرتها رؤية ظالمة ومجافية للواقع؛ لأن المرأة السودانية من أكثر نساء الأرض اهتماما بحياتها الخاصة ولديها كثير من الطقوس والممارسات التقليدية تصل لدرجة (تكبيلها ) وتقييدها عن أداء أدوار وأعمال أكثر فائدة للمجتمع. والمقابل أن الرجل أقل اكتراثا واهتماما بمظهره أمام زوجته، وكثير من النساء يصبن بالقرف من أزواجهن بسبب رائحة (التمباك) او (رائحة الشيشة) التي يتعاطاها معظم الأزواج الأربعينيين أو حتى رائحة (السجائر) ..وقلما يقلع الرجل عن تلك الممارسة لمجرد أن زوجته(تقرف) أو (تتضايق) منها .....فلماذا نتكلم عن كبوة (الفرسة) البسيطة وهي فقدانها رشاقتها....ولا نتكلم عن كبوة (الفارس)؟ المتمثلة في متوالية من السلوك (الفظ) وأكوام من (الشحم) و(الورم) لزوجته.
ونواصل بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق