الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

حديث المدينة


حديث المدينة

في انتظار.. قرار الحل..

بنهاية حلقات التحقيق الصحفي –الفلتة- الذي قام به الأخوان عبد الباقي الظافر، نائب رئيس التحرير، وأحمد عمر خوجلي.. عن هيئة الحج والعمرة انكشفت تماماً أمام المجتمع السوداني المهمة الحقيقية التي من أجلها أسست هيئة الحج والعمرة.. والغرض –النبيل- الذي تؤديه بنجاح كبير.. هيئة مهمتها الأولى امتصاص أكبر قدر –بالباطل– من أموال الحجاج السودانيين المقهورين الذين لا يمكن لأمنيتهم الكبرى بالحج لبيت الله أن تتحقق، دون عبور حواجز هيئة الحج والعمرة.. حواجز تفتيش للجيوب تستحلب أقصى ماهو متاح.. هل لاحظتم في الحلقة الأخيرة.. الجزء الذي أشار إليه الأستاذ الظافر أمس في عموده.. حكاية دفع نثرية للسيد وزير الإرشاد عند مروره –عابراً- جدة وهو في طريق العودة من مهمة رسمية في اليمن.. كيف أن الهيئة سلمت سكرتيره مبلغ (5000) ريال سعودي (بقشيش) أو نثرية أو أي مسمى آخر.. المشكلة هنا ليست في المبلغ وحجمه بل في الأريحية التي تتفضل بها الهيئة في أموال سهلة.. وجدتها على قارعة الطريق مغتصبة من جيوب الفقراء والمعوزين. الذي يتصرف في المال العام بمثل هذه البساطة.. يكشف للجميع كم هو سائب هذا المال السائب.. المهم الآن.. كل المعلومات نثرها هذا التحقيق في الهواء للجميع.. ليعلموا ما يدور في كواليس هذه الهيئة.. وإن بقيت بعد ذلك الهيئة في مكانها، ولم يصدر قرار بحلها.. تصبح الحقيقة الوحيدة المؤكدة.. أن مصالح أفراد فوق مصالح الأمة.. وقلت لكم كثيراً إن تلك هي علة هذه البلاد.. أن مصالح الأفراد.. أو الجهات.. تعلو على مصالح الدولة السودان. وما دامت هذه الهيئة مكتنزة بمثل هذا اللحم الطري.. فعلاً (تستاهل) أن يتعارك فيها أصحاب النفوذ بهذه الطريقة.. فالوليمة دسمة.. والخير كثير.. أعرفتم الآن لماذا يدفع الحاج، ويدفع.. ثم يدفع.. بأكثر مما تستحق أي خدمة تقدمها له الهيئة.. أعلمتم الآن.. لماذا باعت الهيئة للحجاج الإحرام وشنطة السفر وحتى الـ(شبشب). أعلمتم الآن لماذا تأشيرة خروج العالمين كلهم بسعر.. وتأشيرة خروج الحجاج بسعر آخر.. أعلمتم لماذا تبني الهيئة مباني جميلة مثل المبنى المؤجر لشركة كنار للاتصالات.. وتستطيع أن تبني أكثر منها.. ومع ذلك تتحول الهيئة إلى (بنك) فتمنح (مرابحة) لشركة سودانير رغم أنها في عصمة استثمار أجنبي.. أعلمتم الآن لماذا يتمتع مجلس إدارة هيئة الحج والعمرة بكل تلكم المخصصات التي ذكرت في التحقيق.. ولماذا تدفع النثريات الضخمة (باليوم) لكل من يسافر إلى الخارج. حتى ولو قضى ستة أشهر كاملة. أرجو ألاّ تنسوا .. الرسالة التي تلقيتها من وزير المالية الأسبق د. حسن أحمد طه.. التي قال لي فيها.. (قبل حلّ الهيئة .. اسألهم .. أين ذهبت أموال الهيئة؟؟) السؤال من وزير المالية.. وليس من أي رجل عادي.. وطبعاً عندما يسأل وزير المالية فهو لا يريد أن يعرف.. بل يريد أن يعلن الحقيقة.. يريد أن يقول إن تكوين الهيئة نفسه قصد منه الهروب من رقابة وزارة المالية.. حلوها.. حل الله أزماتكم..!!
إرسال : 0طباعة : 3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق