الأحد، 7 أغسطس 2011

جنوب كردفان.. الصبح أبلج ولو تأخر

7777
جنوب كردفان.. الصبح أبلج ولو تأخر
ما دروا أن الحرب سحابة أينما تمطر يعم خراجها عاجلاً أم آجلا. وما إن تنفد جعبة الولاية المذبوحة من الوصفات التي أتت أكلوها في دارفور معسكرات نزوح وتشرد حتى تُيمم الوجوه شطر العقول المدبرة من فينة الى أخرى وغرض الزيارة يتعدى حدود التبرك وممارسة الادوار المعهودة المتقنة في حضرة رسائل الإعلام الى التزود بالعقيدة المتبعة لجعل دولة السودان دولة مسلمة بنسبة (100%) فبعد ان ذهب الجنوب لحال سبيله أصبحت نسبة المسلمين في دولة السودان 97% بحسب احصائيات الخال الرئاسي. وفي الوقت الذي يقطع القائمين على الامر باستمرار الحرب في جنوب كردفان بلا هوادة وعدم الجلوس الى المجرم عبد العزيز الحلو يؤكد أحمد هارون التزام حكومتة ببذل الجهود لتحقيق السلام والعمل على تنفيذ كل ما من شأنه تحقيق السلام؛ وإمعاناً في تحقيق السلام وتأكيداً على العهد المقطوع أردف هارون: (حواراتنا مفتوحة وأسلحتنا مشروعة)!!. وما يبدو باعثاً على الضحك في الأمر هو أن أحمد هارون قال: (الحرب أفقدتنا الثقة في الحركة الشعبية التي بذلنا لها الغالي والنفيس وانها لا تمثل رغبة إنسان الولاية). ونقول الحركة الشعبية أخطأت لكونها لم تقدم الغالي والنفيس بالقدر الذي بذله المؤتمر الوطني في تلك الولاية المذبوحة بحسب حديثه عن رد مأساة الولاية الى هجمة النجمة يوم أن لطف سبحانه بفوز مولانا الذي بذل الغالي والنفيس حتى لا تقوم القيامة التي اشترط د. نافع على نافع على عدم وقوعها فوز مولانا وهو يقول: (مولانا يا القيامة) وعندما حال فوز مولانا عن وقوع القيامة فإذا بألسنتهم لا تلهج صباح مساء إلا بما كان من شعار النجمة ولا تفتأ الولاية تردد ان الحلو خان وغدر. والشاهد أن كلا من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية خان وغدر بأهلنا في جنوب كردفان يوم أن رفع شعارات انتخابية تنضح حرباً وموتاً ودمارا؛ وذلك إن دل إنما يدل على ان المواطن لم يكن محور العملية والاهتمام لأن ذهنية الحرب التي تعامل بها الشريكان في الولاية أسقطت كل اعتبار عدا التفكير الاستراتيجي في أن جنوب كردفان (كارت) ذهبي في المرحلة القادمة. ومثل ذلك التفكير لا يعترف قطعاً بصناديق الاقتراع فيصلاً وبالطبع تلك قناعة أفسدت روح العملية الديمقراطية وخلصت بالنتيجة الى ما خلصت اليه الامور من حريق جنوب كردفان.
وعندما ينفي أحمد هارون أن الحركة لا تمثل رغبة إنسان الولاية، تقول الإجابة وفقاً لمنطقهم إن هارون وحزبه من يمثلون رغبة أهالي الولاية بطبيعة الحال، بينما نفر من أبناء النوبة الحانقين على الحركة الشعبية يقول لنا فوز «القيامة» استصغار لعقول أبناء النوبة ويؤكد ذلك ما جاء في بيان هيئة علماء السودان بجنوب كردفان من مناشدة وقف الحرب ضد أبناء النوبة بقيادة أبناء دارفور مولانا أحمد هارون عن المؤتمر الوطني والفريق الحلو عن الحركة الشعبية قطاع الشمال، ولما كانت الدولة السودانية بفعل سياساتها الحكيمة عادت بالشعب القهقهرى الى مستنقع القبلية المنتة فإن أبناء النوبة كانوا يعتبرون كل من «الهجمة والنجمة» حصان طروادة. ودحضاً للكبيرة التي أتتها «القيامة» من فرية تمثيل أهالي جنوب كردفان؛ وعندما بلغت الحلقوم واكتفى الكل بالنظر ناشدت هيئة علماء السودان بالولاية المذبوحة الأمة السودانية التي أضاف اليها البيان صفة المسلم فكانت (الأمة السودانية في الشمال المسلم) بالتدخل السريع، ولا ندري من يقصدون بكلمة (المسلم) مسلمي الحركة الإسلامية أم المواطن المسلم في الشمال المسلم فإذا كان المقصود هو الأخير فإن الأخير بلغ منه الانهزام مبلغاً وتشابهت عليه البقر فاعتلى من سروج الأمر بالمعروف منزلة التغيير بالقلب لجهة خضوعه لقهر الرجال وغلبة الدين؛ وإذا كان المقصود باستغاثة البيان الحركة الإسلامية نقول قد أسمعت إذ ناديت حيا، فقد أناخ القوم أياماً في رحاب ما ادعوا قبل أن يرحلوا الى دنيا أصابوها وامرأة تزوجوا بها؛ لأن جوهر مشروع مسلمي الحركة الإسلامية منذ تحكم في ميزان الحكم والعمل من أجل جعل السودان مسلماً وعربياً بنسبة (100%) دون أي مجال «للدغمسة» غض النظر عن الآليات ولا غرو فالضروريات تبيح المحظورات، وقد قالوا صراحة دونما مواربة بأنهم سيطهرون جنوب كردفان من الحركة الشعبية. ولما كانت الحركة الشعبية ليست رقعة أرض محدودة زرعت (برسيما) بحيث تقف طائرات القصف فوقها لتطهيرها والسلام فإن مسؤول لجنة الأمن بالمجلس الوطني محمد مركز قال لـ(الأحداث): (ما تقول به الحركة الشعبية لا أساس له من الصحة لأن القوات المسلحة لا تستهدف بقصفها المناطق الخالية من السلاح بل تقصف مناطق وجود الحركة الشعبية التي تستغل المواطنين كدروع بشرية)!! في رده على حديث المستشار الاعلامي للمطلوب عبد العزيز الحلو الذي قال إن المؤتمر الوطني يقود حرباً عرقية في المنطقة بدليل ان المناطق التي تُقصف هي مناطق النوبة. والمنطق يقول طالما كانت الحركة الشعبية لعنت من قبل الحكومة، وطالما احتمت بالمواطنين الذين اتخذت منهم دروعاً بشرية الامر الذي يصعب من عمليات (التنقية) لاستخلاص المواطن (العادي) من الحركة الشعبية فإن عذر في كل ما تم يكمن بين طيات حديث مركز ومن أجل العين أكرم هؤلاء مائة عين ومن اجل الورد اغرقوا كل «العوليقات» جمع «عوليق» في بحر من الموت والنزوح الدفن وما يعضد من ذلك هو وصول ولاية جنوب كردفان من الدمار و الموت مستوى نقل الجثث «باللودرات» لقبرها بعد هطول الامطار خشية حدوث أوبئة بسبب تحلل بعض الجثث وفقاً لحديث والي الولاية احمد هارون نفسه. ولك أن تتصور ولاية وصلت لتلك الدرجة من التأزم والموت بأعداد عجزت السلطات عن دفنها إلا باللودرات ولم تُعلن عنها منطقة حرب ليُجلى عنها سكانها الابرياء حتى لا تتخذهم الحركة الشعبية (دروعاً بشرية) بل وعلى العكس من ذلك كانت الأوامر تأتي مشددة بعدم السماح بإقامة معسكرات!!، فكم غريب هو امر تلك (الاستراتيجية) التي ترى في الموت وخمد الناس حلاً مع تمام العلم برعونة مثل تلك السياسة التي لم تثمر بعد القصف بالطائرات في مواقع اخرى مماثلة الا النزوح والتشرد عوضاً عن حركات تستجديها الحكومة الجلوس اليها حينا وتلوح لها حسماً بالقوة حال رفضها حيناً آخر، وفضلاً عن كل ذلك ناشد البيان المار ذكره فك حصار ابناء قبيلة النيمق المحاصرين بمنطقة ريفي السلارا غرب مدينة الدلنج وبحسب البيان فإن هذه المنطقة ظللت محاصرة من طرفي النزاع بالولاية منذ السادس من يونيو الماضي حتى الآن وتتعرض يوميا للقصف الجوي بالمدفعية الثقيلة براً وغير مسموح بخروج المدنيين منها ولا بدخول فرق الإنقاذ والإغاثة الإنسانية اليها ومن لم يمت من اهلنا بولاية جنوب كردفان بإعلان التطهير العرقي صراحة مات بغيره ولكن لا بأس فكل ذلك يحدث تحت مسوغ ان الحركة الشعبية هي المسؤولة عما يحدث في الولاية!! وكيف ذلك والحركة الشعبية بالولاية أضحت في حكم المتمرد فكيف يتحمل المتمرد مسؤولية ما يُتوقع منه أصلا؟! وأين تقع مسؤولية الولاية تجاه المواطنين الذين جوع بعضهم وقبر البعض الآخر لاسيما وان الحصار لا زال مضروباً على من بقي منهم. وبالرغم من الصورة أعلاها التي رسمها البيان عن حالة مواطني ريفي السلارا اذا بالسيد الوالي يتغنى لنا في زيارة له للخرطوم عن معاملتهم الانسانية مع الجثث – ولزيادة الخير خيرين – أردف الوالي (حسب الإجراءات التي يعامل بها الموتى وفقاً لأسس الدين والشريعة)! وحين الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه حسبما يتماشى مع الاهواء والغرض نسمع مثل تلك الموشحات الحصرية فمن يكرم البني آدمين جثثاً هامدة حرى به ان يكرم عيوناً لا زالت حية تترجى إغاثة من اجل حق الحياة الذي هو قائم على ما عداه، فكيف يمنعون الاغاثات الانسانية ويكرمون الجثث دفنا؟! وبكل اسف لم تُقبل الولاية لدفن الجثث على احسن الفروض بغية إكرامها كما حديث الوالي بل لأنها خشيت فقط انتشار الاوبئة جراء تحللها من هطول الامطار. وحتى تلك لم تكن الولاية لتحرص على عدم وقوعها لولاء انها كانت ستشكل ادلة دامغة للوحشية التي تعرض لها المواطنون هناك. ولما كان المصاب الجلل وقع في إطار العموم بعث من أسموا أنفسهم أهل البلد برسالة للرأي العام في ما مضى من أيام أخبروا فيها بأنها بصدد إقامة سرادق لتلقي العزاء في أرواح أبنائنا من ضحايا الإسبرت علماً بأن أهل البلد لم يكونوا موضع شبهة أصلاً ولم يكونوا الخصم والحكم في آن واحد. والحساسية العالية تجاه مرجل المأسي الذي يغلي في جنوب كردفان وموضع المؤتمر الوطني الذي لا يحسد عليه كانت تحتم على والي الولاية الذي يهبط بمطار الخرطوم بين اغماضة عين ورمشة جفن مستعرضاً ما اختاره بعناية من مشاهد منقلولة عن الولاية على شاشاتي «البروجكترات» كل تلك المعطيات كانت تُلح على الوالي اختيار مؤذن يؤذن في الناس إعلاناً أن (اليوم هو يوم قبر الجثث التي فاضت بها أروقة وطرقات ولاية جنوب كردفان) حتى يعلم الرأي العام والصحافة في المركز اصطحاباً للتعقيدات التي تلف احداث الولاية سداً لكل الثغرات لاسيما اسطوانة التدخل الخارجي. ولكن السيد الوالي بدلاً عن ذلك صمت صمتاً وكأن على رأسه الطير، وعندما فاحت الحقائق (المقبورة) في الولاية من بلاد ما وراء البحار ونقلت الأقمار الصناعية ما نقلت عن الولاية من أهوال يشيب لها الولدان في صورة صورها كندة غبوش حين اكتفى في بيانهم ذلك واصفاً ما شاهده في الولاية بـ(العجب العجاب غير القابل للنشر). وأوضح المراقبون التابعون لبرنامج (ساتيلايت سينتينال) أنهم يستندون الى شهادات وصور التقطت بالاقمار الصناعية. وقال أحد أعضاء البرنامج إنه «تم تحديد موقع كبير يحتوي على مقبرة جماعية»، وذلك بعد تحليل الصور التي توافرت لهم. ونقل البرنامج عن شهود ان جثثاً نقلت من سوق كادوقلي وقرى في المنطقة والقيت في حفر على بعد اقل من كيلومتر من مدرسة قرية تيلو. وحينما عبقت روائح ما كان باختلاف الروايات اذا بالقيامة تقوم هنا واذا بهم يتلون في مجافاة واضحة والحقائق على الارض مؤلفاتهم عن الإنسانية وتاااااني الدين و الشريعة التي رب مدعٍ يدعي باسمها وهي تلعنه ويبين لنا العبيد مروح ان بعض الجهات وظفت ذلك لأغراضها الذاتية دون ان ينسى تعويذة قومه القائلة (الحركة الشعبية من بدأت العمل المسلح وفق خطة متكاملة)، فإذا سلمنا بأن الحركة بدأت الصراع هناك فهل منع الإغاثات الانسانية العالمية عن السكان المكلومين في ظل الاصرار الحكومي على الاستعاضة بالمنظمات الانسانية الوطنية الفقيرة التي لا تملك ما ترفع به البأس عن الضحايا مع استمرار قصف الحركة الشعبية ومن احتمت بهم من دروع بشرية هل تلك هي الخاتمة الرشيدة التي انتقاها المؤتمر الوطني في الولاية ؟!.
ومنصة (الخصم والحكم) الذي يقف عليها المؤتمر الوطني في آن واحد يجرح شهادة أحمد هارون عن حقيقة المقابر الجماعية فالوضوع المغلوط الذي تسير به عجلة الاحداث هناك خلط الحابل بالنابل ومع حقيقة ان المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم فهو حزب سياسي له اجندته التي يروم من خلالها الخلود على كرسي الحكم بعد ان ربط مصيره بمصير البلد وبالمقابل الحركة الشعبية هي العدو اللدود وهي في ذات الوقت الشريك السياسي للمؤتمر الوطني بحكم ما تبقت من الاتفاقية وصميم اجندة الفريقين تتلخص في القضاء على الآخر.
والمنطق الذي يخرس هيئة علماء السودان (الأم) التي عهدت العالمين على يقظتها باستصدار الفتاوى المفصلة صباح مساء عن الحديث ولو من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و أداءَ بدلوها لترجيح كفة الجنوح للسلم بدلاً عن استمرار الحرب وحصد ارواح الابرياء؛ وقصر المناشدات على فرع الهيئة بجنوب كردفان والاستغاثة من اجل انسان الولاية وفقاً قاعدة (ماحك جلدك مثل ظفرك) إنما بين لمن ألقى السمع وهو شهيد الأمر كله لجهة ان الجمرة لا تحرق إلا (الواطيها).
}{}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق