الجمعة، 16 ديسمبر 2011

بصلة المحب خروف

افسح المجال اليوم للباشمهندس نصر رضوان دون تعليق او حتى تقديم فالموضوع يحدث عن نفسه.. فقط نلفت نظر القارئ الكريم الى ان الكاتب حين جعل المثل اعلاه عنوانا لموضوعه انما كان يقصد ان يقول ان بصلة الفساد لكارهه خروف عكس مقصود المثل عند المحبين والعشاق بشعارهم الشهير زاد الحبان ليهو مكان ولو كان كسرة بي موية....
لقد بلغ بي الاستغراب مداه وانا استمع لتعليق الاخ الاستاذ علي عثمان عن الفساد وتشبيهه لبعض المخالفات والتجاوزات والتعديات بالنملة الصغيرة التي لا تستحق ان تضرب بصخرة، وتذكرت رد الفعل الذى حدث من امير المؤمنين عمر رضى الله عندما قاطعه بحدة وهو على المنبر مواطن عادي يستنكر عليه طول الازار الذي يرتديه عمر، فما استهون الامر عمر وبيّن على الملأ مصدر الازار. هذا مع يقيني بأن قيمة ذلك الازار لا تساوى ثمن قطعة القماش التي يستخدمها الغاسل في تنظيف سيارة من سيارت احد المسئولين اصحاب السيارات المتعددة اليوم ...من وج?ة نظرنا، لقد استشرى الفساد جهارا واصبح هو الاصل وما عداه استثناء. وسأسوق فيما يلي اربعة امثلة فقط مما يجمع عليه الناس من مواطن الفساد البين لعل الاخ علي عثمان يرد علينا في مناسبة قادمة عملا بسنة عمر رضي الله عنه:
أولها ما قيل عن شركة شواهق، دع عنك ما قيل عن الفساد ونفيه. وتساءل معي: من الذي انشأ شركة شواهق ومثيلاتها ولمن كانت تتبع وما هو الغرض من انشائها؟ وماهو الاثر المدمر الذي احدثته تلك الشركة ومثيلاتها على شركات المقاولات وعلى روح المنافسة النزيهة وضبط الجودة وغير ذلك من ثوابت مهنة المقاولات ..واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فما هو الاجراء الذي اتبع في تصميم وبعد ذلك تنفيذ البنايات العملاقة التى تنشئها وانشأتها وزارة الدفاع ومتى تم فتح مظاريف العطاءات وهل من مواصفات المباني الحكومية ان يكون فوقها طيارة او باخرة؟ و?ل ستضع وزارة الثروة الحيوانية جملا على رأس مبناها؟. اجزم بحكم المهنة ان في ذلك خرقا لكل ثوابت الهندسة والمعمار واود ان اسمع رأي الاساتذة فى المجلس الهندسي والجمعية المعمارية.... في رأيي ان الافساد الذوقي والمهنى مثبت في هذه الناحية ويحتاج الى وقف ذلك التشويه ومحاسبة من هم به ناهيك عمن نفذه. وادعو اتحاد المقاولين لعقد جلسة مشتركة مع اعضاء المجلس الوطني للتداول حول تلك الشركات وما احدثته من افساد بين متعدد الجوانب في سوق المقاولات.
ثانيها الاشخاص الذين حاولوا تهريب العملة السودانية من الجنوب بعد انتهاء مدة التبديل، ايجازي امثال اولئك بان يعينوا امناء على شؤون الناس بدلا من ان يزج بهم في السجون بعد ان حاولوا هدم الاقتصاد الوطني؟
الثالثة هي ما يلحق بالمعاشيين من غبن وانكار لحقوقهم المثبتة بالمحاكم واضرب هنا مثلا بمعاشيي البنوك الذين لا تتعدى جميع حقوقهم مجتمعين اثنين مليون جنيه، مع ان موظفا واحدا صرفت له فورا مبالغ تزيد عن تلك الاستحقاقات مجتمعة كفوائد ما بعد الخدمة وهو يعتبر من المتدربين على ايدى اولئك المعاشيين.
والرابعة هي الاخفاء المتعمد لما يتقاضاه الدستوريون بل وما يتقاضاه ايضا نواب الشعب من رواتب وامتيازات. واذا صح ما كتبه احد الاقتصاديين في الصحافة ان متوسط ما يتقاضاه الدستوري هو واحد وثلاثون مليون جنيه كراتب شهري مع العلم بان الحد الادني للاجور لا يصل الثلاثمائة جنيه فأي فساد وظلم اجلى من هذا؟ وما هو شعور كبار الموظفين الذين يتقاضون الفين والفين ونصف جنيه في الشهر؟.
للاسف لقد ترتب على هذه المظاهر الفاسدة تغييرات جذرية في اخلاقيات الناس وبالذات الناشئة الذين يحاولون بكل السبل الهروب من هذه الاجواء الي اى مكان في العالم لعلهم يعيشون بكرامة ويبنون مستقبلهم الذي اصبح من غير افق في بلادهم.

مهندس نصر رضوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق