| أجــندة جريــئة. | تمخض الجبل فولد فارا..!! |
| | التزمت وزارة المالية بزيادة الحدّ الأدنى للمعاش إلى (300) جنيه استناداً إلى توصيات المجلس الوطني التي تنادي بتحسين أوضاع المعاشيين.. جميل جداً التفات المجلس الوطني إلى هذه الشريحة المهمة التي أفنت شبابها في خدمة الوطن.. وكان لابد للوطن أن يقف معهم في عجزهم فيسند ضعفهم بتأمين مسكنهم ومأكلهم وعلاجهم ويحفظ كرامتهم.. ولكني مندهشة من تجاهل المجلس الوطني لاستثمارات المعاشيين التي قامت بأموالهم لتعينهم في مثل هذا اليوم.. كم من المشروعات العملاقة التي تديرها الآن جهات مختلفة باسم المعاشيين.. مليارات الجنيهات توظف الآن باسمهم ولا يجد منها (أصحاب الاسم) غير التصاقها باسمهم.. هناك معاشيون يسكنون الآن في منازل مستأجرة يكابدون لدفع إيجارها الشهري.. هل فكرت الجهات التي تستثمر أموالهم في عشرات المخططات السكنية أن تملكهم بعضاً منها.. -الفتات- يلقى تحت أقدامهم في بعض المناسبات الدينية ولا يتجاوز ثمن مكيف هواء أو ثلاجة وفي هذه أيضاً فتحت هذه الجهات باباً للسماسرة لمشاركة هؤلاء الضعفاء هذا -الفتات- ونواب مجلس الشعب صامتون عن هذا العبث.. غير أنهم غداً سيجدون أنفسهم مضطرين للوقوف في ذات الصف الذي يقف فيه الآن أرباب المعاشات. رحلة البحث عن المعاش الشهري (على قلته).. من أسوأ السيناريوهات التي يعيشها المعاشيون.. مناظر تدمي لها القلوب.. في الوقت الذي تستطيع فيه أرباح استثماراتهم أن تجعلهم يعيشون بكرامة وسترة حال بقية حياتهم.. وبعد صبر فاق صبر سيدنا أيوب ينظر إلى قضيتهم من وجه واحد فيحدد لهم الحد الأدنى للمعاش بـ(300)جنيه.. وإني على استعداد للمراهنة على أن هذه الزيادة لن تتنزل إلى فعل، وستظل في حيز النطاق النظري إلى أن يتسلّم أبناؤهم الراية من بعدهم.. أين استحقاقات المعاشيين المعلقة حتى الآن في عنق الحكومة والتي جاهد أصحابها للحصول عليها وفي الآخر أعياهم البحث مع قلة الحيلة العضوية والمالية.. هل طالب نوابنا الأكارم بملف هؤلاء المعاشيين لدراسته ومعرفة موطن الداء الفعلي حتى تأتي المعالجات عادلة.. ماذا يفيد هذا المبلغ في الحياة إذا علمنا أن 70% من المعاشيين على الأقلّ لا ترتفع حقوقهم عن حدود الحد الأدنى للمعاش.. البلاد تلفها موجة غلاء حادة في كل شيء، والمعاشي رب أسرة قد لا يكون لها عائل آخر غيره.. الشعب السوداني شعب صبور عزيز النفس لا يخرج إلى الشارع ما لم يستنفد كل السبل التي تجبره على ذلك.. غير أن إهدار كرامته على الطرقات.. أو حتى في البحث المضني عن حقه.. يمكنها أن تجعل منه قنبلة موقوتة يتوقع انفجارها في أي وقت.. ملف المعاشيين ملف كبير وخطير يحوي الكثير المثير.. ومن جانبي أقترح على اللجان المختصة بالمجلس الوطني في شئون الفساد والحسبة والمظالم وغيرها.. أخذ الملف و(القزقزة) فيه الأيام القادمة.. ربما تجد أنه كان يستحقّ النظر قبل ذلك بكثير.. عموماً هذه الأيام لدينا تصريحات السيد النائب الأول للرئيس التي أضاء فيها النور الأخضر للجهاز الرقابي للبحث في (جحور) المفسدين.. ونحن نأخذ كلام السيد نائب الرئيس على محمل الجدّ.. إذن فقد آن أوان فتح الملفات المسكوت عنها حتى نعلم مدى جدية هذه التصريحات. | |
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق