الجمعة، 16 ديسمبر 2011

مهددات الوطن والأمن القومي


مهددات الوطن والأمن القومي
مشاركات
بسم الله الرحمن الرحيم- الأجندة الأجنبية والتدخلات الخارجية :الوطن السودان لا أحد يحتاج إلى تعريفه. أما الوطنية فهي الآن في غياب ونسيان تام ومخل، ندري ذلك أو لا ندري. من كل السياسيين وجميع أحزاب المعارضة ومن الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني. والجميع يجب عليهم الاستيقاظ والوقفة حفظاً وحماية لهذا الوطن الذي تنهشه وحوش المهددات التي تفترسه وتكاد أن تجهز عليه. والأمن القومي يعني الاستقرار- الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي والمعيشي واستقرار الأسعار - والاستقرار يعني الاستقرار في كل جوانب الحياة السودانية حتى نصل إلى استقرار سعر صرف العملة. والآن نجد أن عدم الاستقرار يغطي كل جوانب حياة هذا الوطن ومواطنيه. فلا استقرار سياسي ولا أمني ولا اجتماعي ولا اقتصادي ولا معيشي، وهذا هو ما يهدد الأمن القومي لهذا الوطن، ويهدد استقراره ووحدته ويؤدي إلى هدمه وتمزيقه وتشظيه وتفككه. ومهددات الوطن والوطنية والأمن القومي تتجسد في الآتي: 1/ كيف يحكم السودان 2/ الديمقراطية 3/ الأجندة الأجنبية والتدخلات الخارجية 4/ الفساد السياسي والمالي 5/ الجهوية والقبلية والمحسوبية وسأحاول استعراض كل من هذه النقاط كل واحدة على إنفراد وتوضيح كيفية تهديدها وتأثيرها المضر على الوطن والمواطن والوطنية: الأجندة الأجنبية والتدخلات الخارجية: الجميع حكومة ومؤتمر وطني، وأحزاب المعارضة وتجمعها الوطني، والحركة الشعبية - الجميع يعلمون علم اليقين ويدركون إدراكاً جازماً. أن خطة هدم السودان وتفتيته وتقسيمه وإسقاط نظامه هو أمر من ورائه الغرب وأمريكا والصهيونية والنصرانية. ومع هذا العلم واليقين فالجميع يتماهون مع الغرب وأمريكا - كل من أجل مصالحه، ومصالحهم أعمتهم عن مصلحة الوطن وسلختهم من الوطنية. فالمعارضة وأحزابها وتجمعها وليس الوطن لا يهمها وحدة السودان وهدم الوطن وتمزيقه وخدمة الأجندة الخارجية ويسرها التدخل الأجنبي في شأن الوطن والنيل من سيادته وكبريائه وكرامته.هكذا دائماً المعارضة وتجمعها والحركة الشعبية. مادام الغرب وأمريكا وأعوانها يساعدونها ويدعمونها بكل السبل لإسقاط النظام- السهم الأول للمعارضة- فالوصول للسلطة وحكم البلاد والجلوس على كراسي الحكم هو غاية المقاصد وكذلك الحكومة ومؤتمرها الوطني وهي أيضاً تقبل وترضى وترضخ للتدخلات الخارجية وتجتهد في خدمة الأجندة الأجنبية والتدخلات الخارجية ضد الوطن كيداً للمعارضة ولإقناع أمريكا والغرب أنها بمقدورها تقديم خدمة أفضل من المعارضة إذا وقفتم إلى جانبنا ضد معارضينا. وصار الطرفان يتنافسان ويتباريان في الإستجابة لأجندة الأجنبي على حساب الوطن ومصالحه، والأجنبي أمريكا والغرب يدركان أن استمرار النزاع بين الطرفين هو الذي يحقق أهدافهما ويهدم السودان ويستمر هو في اللعب على الحبلين ليتواصل عدم استقرار السودان ويستمر الطرفان في غيهما. إن التدخل الخارجي والأجندة الأجنبية تتحرك على مراحل المرحلة الأولى تهدف إلى إضعاف الروح الوطنية لدى السياسيين والحكام من الطرفين وتزيل عنهم سيادة وهيبة الوطن والدولة ثم يتسرب هذا الضعف للشعب والرعية، وكما قيل (الناس على دين ملوكهم) فأدى هذا الواقع إلى نهاية وفقدان العمل الجماعي الوطني عند الشباب والمواطن. وصار لا يتحرك ولا يعبر بالإحتجاج والاستنكار ضد هذه التدخلات ولا تحرك فيه ساكناً وطنياً. إن حالات التشبث بالسلطة وكرسي الحكم المستمر من الحكومة ومؤتمرها الوطني وحالات المعارضة وتجمعها وأحزابها المستمرة والمطالبة بإسقاط النظام هي التي تدفع الطرفين وبإلحاح للإرتماء في أحضان الأجنبي وتلبية أجندته عشماً في دعمه وعونه وإقصاء الآخر وهو ما يبعث انفجار الشارع الآن لأنه يدرك أن الطرفين لا هم لهما إلا الوصول لكرسي الحكم حتى إذا كان ضياع الوطن ثمناً لذلك. فتقرير المصير قبل به الطرفان استجابة لرغبة الأجنبي في هدم وحدة السودان، ولم يتحرك الشعب ولم يحتج ولم يستنكر، ونجح الأجنبي في خدمة قضيته. وكان القبول به هو قربان الطرفين في خطب رضا الأجنبي والحصول على دعمه. بالتعاون مع عملاء الداخل لخدمة أجندته بإنشاء بوق إعلامي يسبّح بحمد الانفصال صباح مساء ولا أدري إذا كان أصحاب البوق يدركون أنهم بفعلهم هذا كانوا يتصدرون العمالة ويرتمون في أحضان الأجنبي وخدمة أجندته بإدراك أو بدون دراية. وبعد إتمام الانفصال لم تتوقف الحرب ولم ننعم بالسلام والاستقرار حتى الآن. وقبل الطرفان بدخول القوات الدولية تلبية لرغبة الأجنبي لتدنس تراب الوطن وقبل النظام بإجراء الاستفتاء قبل حسم القضايا المعلقة مرغماً تلبية لرغبة الأجنبي (الحدود - المناطق الثلاث - الجنسية والعملة) دون اعتبار لأمن البلاد واقتصادها واستقرارها وقبل النظام إرضاء للأجنبي سياسة الخصخصة والتحرير وتحويل لسياسة الاقتصاد للنظام الرأسمالي مع أن السودان بلد فقير ونامٍ وكل مشاريعه تعتبر مشاريع إعاشة وليست مشاريع للعائد النقدي، ومع ذلك تمت خصخصتها وحدث التحرير فأدى إلى إفقار الشعب والتفكك الاجتماعي وارتفاع معدلات البطالة. وقبلت كل أحزاب المعارضة وتجمعها والسياسيين بها قرارات المحكمة الجنائية في رئيس الوطن السودان ورئيس شعب السودان ودولة السودان. قُبل ذلك مع علمها الأكيد أنه لا توجد هناك جرائم إبادة أو اغتصاب، قُبل ذلك كيداً للنظام ورغبة في إسقاطه ولكن قبول هذا أسقط عنهم الوطنية والسيادة السودانية والإنتماء للوطن والذود على شرفه وكرامته. وعندما صار التدخل الأجنبي في الشأن السوداني مهدداً للوطن واستقراره ووحدته وأمنه صار الطرفان كل منهما يتهم الآخر بالعمالة والخيانة الوطنية والتآمر ضد الوطن. وصار الرأي العام على قناعة بأن الجميع يتآمر ويتعامل مع الأجنبي ضد وطنه. هذه المواقف من السياسيين وحزب المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة وتجمعها جعلت الشعب والجماهير تتيقن أن الجميع لا يعنيهم الوطن في شيء بقاؤه أو زواله وحدته أو تقسيمه يسره أو عسره إطعامه أو جوعه غناه أو فقره أمنه أو عدمه حاضره أو مستقبله. كل هذا ليس شاغلاً ولا هماً بل الهم هو الصراع من أجل السلطة. ولذلك نقول للحكومة ومؤتمرها الوطني والمعارضة وأحزابها وتجمعها التفوا من أجل هذا الوطن واجعلوا همكم الأول أن يكون الوطن أولاً والوطنية والمواطن ثانياً وبعد ذلك فكروا في المصالح الحزبية والسياسية. ونواصل والله المستعان،،، (بقلم:أ/ الطيب محمد الفكي آدم )..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق