الجمعة، 16 ديسمبر 2011

مانفستو الجمهورية الثانية

انحاز فوكوياما الياباني الاصل الاميركي الجنسية صاحب نظرية (نهاية التاريخ) التي انحاز فيها الى رأى هيغل الذي توقع انتهاء صراع العقائد بسيادة الفكر الليبرالي المعتمد اساساً على حرية الفرد الذي يؤدي الى حرية المجتمع بعكس (كارل ماركس) في نظريته «دكتاتورية البلوتارية» القائمة على انقاض البرجوازية وعلماء المستقبليات في العالم الاسلامي يقولون ان اطروحة فوكوياما صحيحة ولكن محتواها فاسد لاعتماد عقائد أنبياء الغرب الماديين (هيغل ماركس) وأغفل أنبياء الشرق ومنها وأهمها العقيدة الاسلامية التي يعتنقها ثلث سكان الارض. إن?نهاية التاريخ ستكون اسلامية (الصعود الاخير).
من وراء الجمهورية الثانية؟!
٭ اول من قال الجمهورية الثانية هو الراحل جون قرنق ولكن من منظور فكري ايدولوجي وكان يقصد بها السودان الجديد الذي يعترف بالتعددية وبالموروثات الثقافية والاثنية واحترام الرأى الآخر وتحدث عن الدين قائلا الدين هو عبادة فردية لا دخل للدولة فيه وان الدولة لا دين لها تعتمد وسأل هل سمعتم يوماً ان الدولة ذهبت الى الجامع او الكنيسة ولكن الناس يذهبون ثم اراد ان يبرهن لجموع المستمعين وهم من مختلف المستويات قال: هناك ثقافة جعلية وشايقية يجب ان نحترمها ولكن اذا قلت هناك أخرى فوراوية وزغاوية يجب ان تحترم ويعترف بها يقولون?انت مجنون هذا هو أس المشكلة ويجب ان نتواثق على سودان جديد يعترف بالآخر سودان التنوع سودان يحترم فيه كل منا الآخر تنتهي فيه هيمنة الجلابة سودان جديد جمهورية ثانية.
هذا فكر الرجل وهذا طرحه يريد سودانا علمانيا فيه الدين في المسجد والكنيسة، وهو في طرحه يدعو الى وحدة السودان. إذن هذه نظريته للجمهورية الثانية.
الدعوة الثانية الاستاذ علي عثمان:
٭ أول من دعا الى قيام الجمهورية الثانية كمصطلح في الشمال هو الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية عقب انفصال الجنوب موضحاً إجمالاً (مانيفستو) الجمهورية الثانية قائلاً (اكد طه على الدولة الدينية النقية التي لا تشوبها عكورة التنوع الثقافي أو الديني).
أما الرئيس عمر البشير فقد سار على درب مفهوم الاستاذ علي عثمان ولست ادري هل طرح هذا الامر المهم على عضوية الحزب الجامع المؤتمر الوطني؟؟ هل طرح على اهل الحل والعقد من العضوية الملتزمة وتم الاتفاق عليه؟ هذا ما نعود اليه ونؤكد انه لم يحدث هذا او ذاك ولكنه اتفاق بين الرئيس ونائبه الاول الاستاذ علي عثمان.
ماذا قال الرئيس في الجمهورية الثانية؟
٭ في احتفال جماهيري اقامته الصوفية بمنطقة الكباشي شمال الخرطوم قال: (ان الجمهورية الثانية في شمال السودان ستحكم بالشريعة الاسلامية داعياً القوى السياسية الى الانضمام اليها، ثم اردف ان انفصال الجنوب حسم هوية شمال السودان وبصورة نهائية وان 89% في الشمال مسلمون اصبحت الشريعة الاسلامية والدين الاسلامي الرسمي للدولة وان الجمهورية الثانية ستحكم بالشريعة).
اما حديث الرئيس بالبرلمان عقب انفصال الجنوب فقال فيه: (ان السودان بدأ مرحلة الجمهورية الثانية ضمن حدوده الجديدة في اعقاب انفصال الجنوب رسمياً يوم السبت 9/7/1102 ثم فصل بعد ذلك قائلاً (ان السودان بدأ مرحلة السلام التي تطوي مرحلة الحروب، وتقوم على مباديء سيادة حكم القانون، وبسط العدل وضمان حقوق المواطن، والشفافية في اتخاذ القرارات وضمان النزاهة ومبدأ المحاسبة في الانفاق العام واعتماد سياسة اختيار الكفاءات). انتهى.
إذن الناس موعودون بحكومة تحكم بكتاب الله وشريعته في الجمهورية الثانية اما الجمهورية البائدة فكانت بعيدة عن الشريعة او نحسن الظن ونقول قول بدون عمل.
أما البشريات في الجمهورية الثانية - وفق ما قال الرئيس - بسط العدل وضمان حقوق الناس - وضمان النزاهة ومبدأ المحاسبة في الانفاق العام واختيار الكفاءات. هذه هى المعايير ولكن السؤال هل يتم هذا بذات الشخوص - اذا كان الجواب بنعم فان الجمهورية الثانية ستكون مثل الاولى بل أسوأ!!
٭ اما مرحلة السلام التي تطوي مرحلة الحروب وتقوم على مباديء سيادة حكم القانون وبسط العدل - فان الحاصل اليوم وفي عصر الجمهورية الثانية التي بدأت عقب انفصال الجنوب قامت حرب بجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وربنا يستر بقية الاقاليم لان دارفور موعودة كما قال مدير جهاز الامن والمخابرات (ان الهدوء بدارفور لا يخدعنا) حشود وسلاح وتحالف. إذن الجمهورية الثانية في حاجة ماسة لايقاف الحرب او عدم تمددها وإلزام المتحاربين بالجلوس للحوار والسلام.
الافكار والايدلوجيات هل هي وليدة صدفة؟؟ من المسلم به ما من وسيلة لمعرفة افكار مفكر اجدى من الرجوع الى نصوص كتاباته فهى المعبر الحقيقي عن كنه المفكر وفكره والسؤال هنا أين المفكر؟ وأين كتب المفكر ولذا قصدت بالمقدمة هذه النقطة!! ان الانقاذ الاولى قامت على فكر حركة عمرها نصف قرن. لها ربانها الذي سهر الليالي وقادتها الذين كانوا يزاوجون بين الفكر وتنزيله لارض الواقع حتى لا يكون فكرا معلقا في الهواء، كانت الانقاذ الاولى رغم الاخفاقات لها انجازات عظيمة ولها اطروحات فكرية تجاوزت الاقليم والمحلية الى العالمية الرحبة? فكان اهتمام العالم بها وبفكرها والاسئلة كثيرة ولكني اقول هل فك الارتباط تماماً بين الاولى والثانية؟ وهل الجمهورية الثانية تبدأ من الصفر؟؟ ام لها صلة بالماضي الانقاذي؟ وهل الماضي الانقاذي الاقصائي في فترة الانقاذ الثانية 9991-0002 بعد المفاصلة قد مضى؟؟ هل يعني ذلك وضع خط على الانقاذ الاولى بما فيها وما فيها؟؟ هل تم تقييم الجمهورية الاولى حتى ننطلق للثانية؟؟ ما هى طبيعة الدولة الدينية؟ الا تعني الصراع؟ ماهو مركز الهدف والغاية من الدولة؟ بل ما هى خصائص الدولة؟؟ وكيف تبدأ؟ ومن أين؟ لغة خطابها؟ هل ستلجم اولئك ?لحس الكوع) (والراجل يخرج) (والخونة والمأجورين) (واحزاب العجزة) مع ان الجماعة الحاكمة قد بلغت الستين فما فوق؟؟ اطرح هذه الاسئلة مع الاستغراب الذي قاله بروفيسور ابراهيم احمد عمر في نقده الذاتي البناء وهو يسأل وهو احد قيادات المؤتمر الوطني والمقرب من الرئيس عمر البشير يقول ( ما المعنى المقصود من تعبير الجمهورية الثانية؟؟ هل هو حكم الشعب بالشعب؟؟ ثم سأل هل من الضروري تنحي السياسيين عن ساحة الحكم وتركها لتدار من قبل الاقتصاديين في ظل طغيان قضية العدالة الاجتماعية على الاطروحات السياسية؟؟ انها مشروعة. الم يقل اب?اهيم خليل الرحمن (ربي أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) ونحن كذلك ومعنا البروف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق