الجمعة، 23 ديسمبر 2011

أجــندة جريــئة. خشية غندور الغريبة..!!


وصف البروفسور إبراهيم غندور الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني.. زيارة رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت بالمشبوهة.. وقال: (ما أخشاه استخدام دولة جنوب السودان أداة للتآمر على السودان). عن نفسي مقتنعة ومنذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا.. إن ما يخشاه البروفيسور غندور (الآن) سوف يحدث عاجلاً أم آجلاً.. بل إن هذا الأمر مخطط له منذ سنوات طوال.. لذلك تم دعم التمرد في جنوب السودان في مراحله المختلفة.. ثم خطط لتوقيع اتفاقية السلام في نيفاشا التي أسست لانفصال جنوب السودان.. وجعله دولة ذات سيادة يمكنها أنشأ سفارة لدولة إسرائيل داخل أراضيها.. كما يمكنها استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي أو أي مسؤول أمني رفيع من دولة إسرائيل وغيرها من الدول الأخرى الطامعة في التغلغل في الأراضي السودانية.. الحزب الحاكم وحده الذي لا يعلم (مجازاً) كل ذلك.. فهو الذي تعامل مع الشريك السابق (الحركة الشعبية) بكل عنجهية واستعلاء ..في وقت يعلم تماماً فيه أن الحركة الشعبية تضع صك حريتها داخل جيبها.. وليس هناك ما يجبر الحركة الشعبية أو شعب الجنوب اختيار الوحدة في ظل السيطرة الكاملة للحزب الحاكم على الدولة.. مني أركو مناوي رئيس حركة التحرير والعدالة.. دخل أيضاً القصر فوجد نفسه داخل القصر كبقية الأناتيك ليس إلا.. فغادره دون رجعة من حيث أتى.. وغدا يفعل ذات الشيء دكتور السيسي رئيس حركة العدالة والتنمية.. وربما الشركاء الآخرون.. الحكومة وحدها من فتح الباب لدولة إسرائيل لدخول جنوب السودان.. الذي أصبح الآن دولة ذات سيادة تفعل ما يحلو لها.. ومؤكد أن إسرائيل لا تريد جنوب السودان.. دولة الجنوب بمثابة معبر تسلكه دولة إسرائيل إلى السودان الشمالي. إذن هذا السيناريو معلوم للحكومة ولكنها تأبي أن ترى أو تسمع في ذلك الوقت وربما حتى الآن.. ففضلت التعامل مع الأمور بفوقية لا تتناسب مع حجم حكومة دولة مثل السودان.. يتربص بها الأعداء من كل جانب.. وتحاك ضدها المؤامرات المختلفة.. وحتى لا أدعم (دون قصد مني) الأجندة التي تقول عن القضايا الداخلية مؤامرات خارجية.. فهذه القضايا هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. انتهاك واضح وظلم بائن وتهميش متعمد لقضايا المواطنين.. هكذا تنظر الحكومة للدولة على أنها الخرطوم ..وحتى الخرطوم الآن تمر بذات التهميش وذات الظلم الذي يقع على بقية الولايات. فكانت ولا تزال هذه القضايا هي الوقود المحرك لهذه الأجندة التي يخاف منها البروفيسور غندور.. لذلك نقول للناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني.. فعلاً دولة جنوب السودان ستكون (معبر) أيضاً وليس أداة فقط للتآمر على السودان الشمالي.. وليت هذه الخشية والخيفة تتحول إلى أجندة عمل داخل المؤتمر الوطني.. يناقش خلالها كيفية إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. بعد الانفصال قلنا: لابد للحكومة من احتواء الحكومة الوليدة وتنمية العلاقات المشتركة بصورة جديدة تراعي فيها سيادة دولة أخرى وحكومة بأمر الواقع.. الآن نقولها مرة أخرى سلفاكير أو غيره من أبناء الجنوب.. هم سودانيون وإن انفصل الجنوب إلى دولة أخرى.. ولا يزال الانتماء للوطن موجوداً حتى لو هناك في العقل الباطن.. ما الذي يمنع تشكيل قوة مشتركة لدولتين من رحم واحد.. إن توافرت الجدية والمسئولية وبنيت جسور الثقة.. لا تلوموا سلفاكير فقد وجد في إسرائيل ما افتقده في الوطن حتى وإن قدم له من أجل أجندة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق