الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

سياسة «الزبير» و«علي محمود»

سياسة «الزبير» و«علي محمود»

{ وزير المالية (السابق) والنائب البرلماني والقيادي بالمؤتمر الوطني «الزبير أحمد الحسن»، حرَّض النواب ووزير المالية خلال جلسة (البرلمان) أمس الأول، على المضي قدماً في زيادة أسعار البنزين..!! «الزبير» قال إن (رفض) الزيادة ليس قراراً صحيحاً لمجرد رفض الشعب لها..!! وأضاف: (السياسي والاقتصادي الناجح يجب ألا ينحني للعاصفة)!!
{ لا أعرف من أين أتى «الزبير أحمد الحسن» بهذا التوصيف (الغريب) و(الخاطئ) للسياسي والاقتصادي الناجح، مع أن العكس تماماً هو الصحيح، فالسياسي الناجح هو الذي ينحني ريثما تمر العاصفة، ولكنها (سياسة ناس الزبير)!! يعرفونها وحدهم.. ويمارسونها وحدهم.. (كلاماً)، لا (فعلاً) بدليل أن حكومة الزبير - نفسه - عندما كان وزيراً للمالية، انحنت لعشرات العواصف، ابتداءً من بروتكول قسمة الثروة، وبقية البروتكولات في (نيفاشا)، مروراً بمفاوضات صندوق النقد الدولي، وانتهاءً بقبول القروض (الربويَّة) من بعض الصناديق والدول العربية في ولاية (شيخ الزبير)، لتمويل مشروعات مختلفة..!! لكن القروض (الربويَّة) ليست (عاصفة)، ولهذا لم (ينحن) لها «الزبير أحمد الحسن»!!
بالله عليكم هل هذا مستوى تفكير بعض ساستنا وقادة اقتصادنا؟!
{ أما السيد وزير المالية، فإنه يردد هذه الأيام مقولة عجيبة مفادها أن (الأغنياء هم المستفيدون من دعم البنزين)!! وطبعاً يصدقه بعض (السذَّج) في مجالس سياستنا الخربة.
{ عزيزي الوزير «علي محمود»: مجرد سؤال بسيط: بأي وسيلة يتم ترحيل اللحوم، والفراخ والألبان والخضروات، والدقيق، والزيوت، من أطراف ولاية الخرطوم إلى مراكزها؟! هل يتم ترحيلها بالشاحنات، أم على ظهور (البكاسي) وعربات النقل الصغيرة؟
{ إذا كانت كميات كبيرة جداً من السلع الاستهلاكية يتم ترحيلها بوسائل حركة تستخدم (البنزين)، فهذا يعني أن زيادة البنزين، تعني زيادة أسعار هذه السلع، اعتماداً على حسابات (اقتصادية)، أو (نفسية)، أو زيادات (فوضوية)، مثلما زاد سعر «الطماطم» و«العجور» بمجرد زيادة سعر صرف (الدولار) مقابل (الجنيه) السوداني!!
{ ودعني أسألك يا وزير المالية المبجل مرة أخرى: هل ستؤثر زيادة أسعار البنزين على زيادة تعرفة المواصلات العامة أم لا..؟! وهل يعني ذلك المزيد من الضغوط على العمال والموظفين والطلاب والطالبات المسكينات القادمات من الولايات - بما فيها ولايات دارفور - أم لا؟
وهل تكلفة المواصلات بـ (الحافلات) و(الأمجاد) أو حتى (الركشات) تكلفة مناسبة مع (دخل الفرد) في السودان؟! كم يحتاج مواطن يقطن «أم درمان» ويعمل في «الخرطوم» للوصول إلى موقع عمله؟ علماً بأن الراكب يدفع (جنيهين) ذهاباً، و(جنيهين) إياباً، هذا إذا كان موقع العمل في (وسط الخرطوم)، ومكان السكن في (وسط أم درمان) أو الثورة..!! كم سيدفع في حالة زيادة سعر البنزين؟! وأين موقع (الأغنياء) في هذه المعادلة؟!!
{ (الأغنياء) يا سيدي، لن يتأثروا حتى ولو أصبح سعر جالون البنزين «عشرين جنيهاً»، لكنكم لا تعرفون ماذا تقولون، ولا تعرفون ماذا تفعلون..!!
{ أما (سياسة) الزبير أحمد الحسن (القاطعها من راسو)، فإنها ستدفع هذه الحكومة المتخبطة منذ البداية - وهذا أول قراراتها بعد أداء القسم - ستدفعها إلى الهاوية لا محالة!!
{ والله.. لن نبكي عليها.. إذا (شالها كلب) ولن نقول له (جر)، تماماً كما قال الراحل الشريف زين العابدين الهندي في برلمان الديمقراطية الثالثة، متأسفاً عليها.. وناعياً لها: (هذه الديمقراطية، لو شالها كلب، ما بنقول ليهو «جر»)!!
{ حسبي الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق