٭ قال نائب الرئيس (شيخ علي عثمان) إن الدولة اعلنت الحرب على المحسوبية والفساد في الخدمة المدنية مؤكداً على ايجاد خدمة مدنية مؤثرة خدمة للمجتمع منادياً بالتخلص من المجاملة في التعيين والترقي في كل جوانبها...
٭ الفساد لم يكن وليد الأمس أو قبله بزمن قصير... فالفساد استوطن في بلدي وأخذ طريقه لكل المؤسسات الحكومية والخاصة وقد وجد هذا (الاستيطان) مناخاً مناسباً (فتمكنَّا) في عدم وجود رقابة مدنية أو احدى آلياتها داخل المؤسسات التي (سرت ومرحت) في فسادها ومحسوبيتها إلى ان دخلت في قاموسنا كلمة (كفى) فاستيقظ معها الضمير ومن ثم بدأ الحراك...
٭ الآن ومع بداية الطريق لحملة القضاء على المحسوبية والفساد نجد ان الطريق (وعر) بعض الشئ وذلك لوجود (الترسبات) القديمة و(الصلدة) التي لن تسمح بالمرور مع وجود خدمة مدنية (فاحت) رائحتها قديماً وستظل تعم المكان اللهم إلا من اتجه لربه بقلب صالح خال من السوء ثم أراد أن (يتطهر) بعد سنوات عديدة ويقلب الموازين ليخرج للجميع بشعار (نحن نقودكم إلى النور)...
٭ لم يكن الفساد هو (سوسة) الخدمة المدنية وحدها فالفساد يتمدد في بلدي وفي كل يوم نرى (صروحاً ورؤوساً) أينعت وامتلكت ناصية العقارات والعمارات والفارهات والسيدات! من غير أن يمر على ورقة ثرائها الفاحش قلم يسأل من أين لك هذا؟ فاهمال السؤال هو ما دفع ذوي الصروح إلى الاستزادة والدخول في (بورصات) المال وتعقب آلياتها للحصول على (نكهة ولون) جديد لفساد تعدى القارات ومن الملاحظ ان السودان الآن البلد الاول في التناقض والفوارق الطبقية والاول في وجود (مظاليم) سياسة التحرير الاقتصادي والأول في تحرير الشيكات بدون أرصدة القابعين وراء القضبان حتى السداد أو (الممات) والأول في التنافس على شراء العقارات في دول الخليج وماليزيا وقلب العاصمة الحضارية!
٭ لم يكن السودان يعرف قديماً غير (بيوتات تجارية) معلومة عكفت على جمع المال من تجارة واضحة للعلن ولكن الآن أصبح السودان (مسرحاً) لجمع المال من السمسرة والواسطات و(البيرستج) والشروط! بل أصبح أكثر من هذا بوجود مستثمرين (يُطَوَّع) القانون من أجلهم لبناء المدارس والأبراج في قلب الميادين المتنفس الوحيد لـ(الغلابة).
٭ الفساد (عام) ولا تختص به هذي أو تلك فهناك فساد اخلاقي وفساد تجاري وفساد مجتمعي وفساد وفساد و(كلو) ولابد من محاربته بآلة (جباره) تستطيع أن تكشف مكامنه أولاً لكي يعرف الجميع ناهبي الثروات وآكلي قوت المواطن ومالكي البنايات التي يطلون من نوافذها على الشارع الملئ بالمتسولين والعاطلين و(المركونين) والممنوعين من (التسليف) لمواصلة دراستهم....
همسة:-
بيننا خيط رفيع...
يشبه الصبح المسافر عبر السراب ولا يعود...
ان عدنا نحن... لا يعود....
ان رحل هو... لا نعود....
وان ظلّ باقياً فإنه (رفيع)....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق