الأحد، 3 أبريل 2011

رجال حول الرئيس (3-3)

إن رسائل اللواء المقال من مستشارية الامن القومي يجب ان يكون لها ما بعدها فليس من الحكمة إهمال الحقائق التي كشفتها الرسائل ولم يعد من الممكن في ظل الظروف التي يعيشها السودان اليوم على خلفية الثورات الشعوبية المندلعة في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا وارتباطها اللصيق بمناهضة الفساد ومطالبتها بوضع حد له بدءاً من أعلى السلم القيادي في حكومات تلك البلدان ، لم يعد ممكناً الاستمرار في نهج اللامبالاة تجاه هذه المسائل ومن المهم ان تبادر مؤسسة الرئاسة الى التفاعل مع قضايا الجماهير حينما يتعالى الحديث عن وجود الفساد في اعلى المستويات وتمتعه بالحماية.
لقد ضربنا لكم مثلاً بما يحدث الآن في مصر الشقيقة ، انظروا كيف يطالب عامة الناس هناك بضرورة محاكمة رموز النظام المصري بمن فيهم الرئيس وابنه وامين عام الحزب الحاكم صفوت الشريف ، لماذا يطالب الشعب المصري بمحاكمة هؤلاء ؟ الاجابة ببساطة لانهم ظلوا بمنأى عن المساءلة والمحاكمة طيلة ثلاثين عاماً من حكم مبارك وبسبب انهم كانوا يحكمون البلد من تحت جلباب الرئيس مبارك وانهم استفادوا من تلك الحالة واكتنزوا الثروات المهولة في الوقت الذي يعيش فيه غالبية شعب مصر تحت خط الفقر وتكتظ الاسواق والطرقات والحارات بالشحاتين خصوصاً النساء والارامل والاطفال ، نعم ما اغتنى غنى الا بما افتقر به فقير وحينما استغرق رموز النظام المصري في الفساد وظنوا انهم لن يصيبهم شئ أتاهم أمر الله بغتةً فإذا هم مبلسون ويركضون خوفاً من الجماهير الغاضبة المجوعة .
ورسائل حسب الله برأي تشير الى قرب وقوع الكارثة فالرجل كان داخل القصر الجمهوري او قريباً جداً منه وبالتالي يعرف الكثير من الاسرار وطبيعة العلاقات التي تجمع بين فخامة الرئيس ومن يحيطون به من المسؤولين وغيرهم ويعرف اكثر عن المسائل الشائكة التي تم تضليل الرئاسة بشأنها خدمةً لاغراض بعينها ، ان الرجل يعلم الكثير المثير الخطر ولذلك كتب بحروف نارية ان على الرجال الطالبين للمال والجاه وتحقيق مآرب جهوية وقبلية ان يرضوا من الغنيمة بالإياب والعودة الى بيوتهم واهاليهم وان يتركوا مؤسسات البلد الرسمية والحزبية فلا يخربوها لأن التخريب يؤدي الى ما لا تحمد عقباه وما لا يحمد عقباه يمكن توصيفه بالصورة البائسة التي يعيشها اليوم الرئيس المصري وجاره التونسي بعد ان افلح المفسدون في الارض في تأليب الجماهير الصابرة ضدهما .
نحن لن نتوقف عن مطالبة اللواء المقال حسب الله بالكشف الفوري عن اسماء المسؤولين الذين يضللون فخامة الرئيس لان تضليلهم له تعداه واصبح جريمة بحق الشعب السوداني الذي يريد ان يعرف لماذا تتكاثر أزمات البلاد ويعيش الشعب في فقر مدقع في الوقت الذي يتكاثر فيه الرجال حول الرئيس وتتكاثر ثروات بعض الناس للدرجة التي يتفاخرون فيها بأيهم اكثر ارصدةً وعقارات وقصور وڤلل وسيارات فارهة ، نعم هنالك حدث كبير يجتهد البعض في التستر عليه وقد حان الوقت لجرد الحساب واذا صدقت النوايا تجاه محاربة الفساد التي يعد بها بعض المسؤولين من اصحاب الايدي ( النظيفة ) فإننا نتوقع عما قريب نشر كشوفات تحتوي على تفاصيل ثروات كبار المسؤولين بالدولة خصوصاً السياديين والطرائق التي حققوا بها تلك الثروات ، نحن نريد افعالاً وليس أقوالاً وسنوالي متابعة ملف الفساد حتى تطهر الارض في السودان او يأتي أمر ربنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق