تمر علينا اليوم الذكرى السادسة والعشرون لانتفاضة أبريل التي لم يبقَ لها ذكر أو أثر سوى هذه الذكرى النوستالجية لإجترار تلك الأيام الملحمية العظيمة في السادس من أبريل من كل عام، وقد صدق سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد حين باركها لكل من إدعى ملكيتها وأبوتها على خلفية الإدعاء الأخير الذي نسب زخم هذه الإنتفاضة وقيادتها لجماعة الإسلام السياسي على غرار ما هو حادث الآن من إدعاءات تنسب الثورتين التونسية والمصرية لذات الجماعة في كلا البلدين، ولسنا ممن يغمطون الناس أشياءهم أو حقوقهم أو أدوارهم إن كان لهم شيء أو حق أو دور، ولهذا لن ننفي عنهم أية مشاركة أو نصيب في أبريل، ولكن نقول إن كان لهم دور أو جهد فهو دور ضئيل وجهد المقل، إن لم يكن لشيءٍ آخر فذلك على الأقل لأنهم حين خرجت التظاهرات من أول يوم لخروجها وإلى يوم السادس من أبريل من عام «1985م» الذي أعلنت فيه القوات المسلحة إنحيازها للجماهير واستلام السلطة، كان جماعة الإسلام السياسي يعيشون ظروفاً معلومة لم تكن تسمح لهم حتى إن شاركوا سوى بمشاركة محدودة دعك من تنظيم وقيادة هذه التظاهرات التي إنداحت بعفوية، بل أستطيع أن أقول إن دور «الشماشة» في تلك التظاهرات كان أبرز وأوضح من دور تلك الجماعة، وهذا ليس بقصد التقليل من شأنهم كما يفعل الدكتور نافع على نافع بالآخرين وإنما بهدف إظهار الحقيقة فقط وهي حقيقة مازال شهودها الذين عايشوها وخاضوا غمارها وتعفّروا بغبارها واستنشقوا بمبانها واحتملوا ضربات هراواتها موجودين وبالملايين، لم يكن لهذه الجماعة دور يذكر في أبريل «85» ولا عُشر معشار ذاك الذي كان لهم وللحق في شعبان (1973م)، وذلك ببساطة لأن قياداتهم، في الصف الأول كانوا رهن الاعتقال وأما من عداهم في الرتبة والمقام التنظيمي فقد آثروا الاختباء والانزواء عملاً بفقه التقية وقد ضبطت شخصياً أحدهم وقد أزال تماما ذقنه الدائرية التي كانت تزين وجهه فأصبح «أدروجاً» يبعث شكله على الضحك والرثاء معاً، فمما كان قد إستقر في روع الجماعة أن النميري حال عودته من أمريكا التي ذهب اليها مستشفياً لابد ساحقهم وساحلهم، وهو ربما ذات الهاجس ـ وإن كان بشكل معكوس ـ الذي دعا مندور المهدي لتهديد المعارضة وشباب الفيس بوك بالسحق، وغير غياب القيادات التي يمكن أن تحرك الشارع وتقوده، فإن الجماعة أيضاً غابت عن قيادة الطلاب في أربع جامعات من خمس حيثت كانت اتحادات كل من جامعة الخرطوم وأم درمان الاسلامية والجزيرة وجوبا في ذاك الوقت خارج سيطرتهم وأغلبها كان يحوز عليه مؤتمر الطلاب المستقلين.. إذن لم يبق شيء غير التنطع والإدعاء لتقوله هذه الجماعة عن قيادتها لانتفاضة ابريل..
أما على المستوى الخارجي وبالأخص المحيط العربي فقد اختزلت الذاكرة العربية تاريخ هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة في شخص المشير عبد الرحمن سوار الذهب، لا يذكرون أبريل إلا باعتبارها منحة وهبة من هذا الجنرال الذي لا ننكر استجابته لضغوطات الغالبية الكاسحة من ضباط القوات المسلحة من جهة، ورغبات الجماهير في الساحات والشوارع من جهة أخرى فأقدم على إستلام السلطة غير هيّاب لهذه الأسباب، ولا نظن أن له خياراً غير ذلك، لا هو منفرداً، ولا هيئة القيادة مجتمعة، وتلك وقائع لا نود الخوض فيها الآن، فقد استدعاها فقط ما رأيناه وسمعناه وقرأناه من العرب حين جعلوا من ثورات تونس ومصر الأولى في عالمهم، ولم يأتوا على ذكر أبريل دعك من أكتوبر، ربما باعتبارها ليست ثورة شعبية وإنما منّة وفضل من المشير سوار الذهب لم تكن لتنجح لولاه، وربما لأننا لسنا عرباً...
أما على المستوى الخارجي وبالأخص المحيط العربي فقد اختزلت الذاكرة العربية تاريخ هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة في شخص المشير عبد الرحمن سوار الذهب، لا يذكرون أبريل إلا باعتبارها منحة وهبة من هذا الجنرال الذي لا ننكر استجابته لضغوطات الغالبية الكاسحة من ضباط القوات المسلحة من جهة، ورغبات الجماهير في الساحات والشوارع من جهة أخرى فأقدم على إستلام السلطة غير هيّاب لهذه الأسباب، ولا نظن أن له خياراً غير ذلك، لا هو منفرداً، ولا هيئة القيادة مجتمعة، وتلك وقائع لا نود الخوض فيها الآن، فقد استدعاها فقط ما رأيناه وسمعناه وقرأناه من العرب حين جعلوا من ثورات تونس ومصر الأولى في عالمهم، ولم يأتوا على ذكر أبريل دعك من أكتوبر، ربما باعتبارها ليست ثورة شعبية وإنما منّة وفضل من المشير سوار الذهب لم تكن لتنجح لولاه، وربما لأننا لسنا عرباً...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق