الاثنين، 18 يونيو 2012

أعلنت عن التزامها بـ"بليلة مباشر".. ولاية البحر الأحمر.. تمسكت بعدم رفع الدعم وتأسيس بنك للفقراء..!!

أعلنت عن التزامها بـ"بليلة مباشر".. ولاية البحر الأحمر.. تمسكت بعدم رفع الدعم وتأسيس بنك للفقراء..!!
الخميس, 14 يونيو 2012 09:07 الاخبار - التقارير
إضافة تعليق جديد

أعلنت عن التزامها بـ"بليلة مباشر"..
ولاية البحر الأحمر.. تمسكت بعدم رفع الدعم وتأسيس بنك للفقراء..!!
بورتسودان: عبدالقادر باكاش
قبل العاصفة وعلو أمواج البحر الأحمر قبالة مدينة بورتسودان التي تنظر بعين الحذر صوب المركز (الخرطوم) التي تتأهب لرفع الدعم عن المحروقات وما لهذا الأمر من تداعيات اقتصادية على منفذ السودان البحري صوب العالم.
ولاية البحر الأحمر قلقة من هذا الأمر لذلك سارعت قيادة حزب المؤتمر الوطني في بث رسائل تطمئن المواطنين شرحت من خلالها الإجراءات المتبعة في تلك العملية حيث قالت إن الإجراءات الاقتصادية تأتي في إطار عملية الإصلاح الاقتصادي المتوقع أجراؤها في السودان وفي الولاية الأسبوع المقبل، وعلى الرغم من أن قيادة الولاية قالت إنها لن ترفع الدعم من المحروقات وسارعت لعقد مؤتمر صحفي أمس بوزارة المالية الولائية تعلن من خلاله السياسات الاقتصادية التي وضعتها حكومة الولاية لامتصاص آثار الزيادة في الأسعار.
تدابير الأزمة
لعلها الصدفة ولربما تمت عن قصد الحملة غير المسبوقة التي نظمها الحزب الحاكم بكل ولايات السودان وفي وسائل الإعلام الحكومية بطمأنة المواطنين وبث الرسائل الموجبة لعملية الإصلاح الإقتصادي المتوقع أجراؤها الأسبوع القادم فمن بين الولايات التي استبقت الزيادات المتوقعة في الأسعار بعد رفع الدعم عن المحروقات ولاية البحرالأحمر حيث أعلنت حزمة معالجات سياسية واقتصادية لامتصاص آثار الزيادة المتوقعة في الأسعار، حيث قال وزير مالية ولاية البحر الأحمر صلاح سر الختم كنه في مؤتمر صحفي عقده أمس بمكتبه حشد له عددا من مدراء البنوك بالولاية من أعضاء محفظة التمويل قال إنهم بصدد إعلان حزمة من التدابير من بينها توفير التمويل اللازم عبر البنوك لمحفظة البنوك التجارية لشراء أكبر قدر من السلع قبل حلول شهر رمضان المعظم، ووضع التحوطات اللازمة للحد من تهريب السلع إلى خارج الولاية وإدخال بنوك جديدة في المحفظة بحيث يزيد تمويلها أكثر وتتمكن من تغطية حاجة المواطنين من السلع المعيشية والعمل في المحفظة عبر إدارة التجارة والتموين التابعة لوزارة المالية وأكد كنه أن السلع التي يتم توفيرها تباع للتجار في السوق عبر إدارة التجارة بأسعار مناسبة لضبط الأسعار وتوفير كافة الاحتياجات المعيشية مبيناً أن الغرض من تأسيس المحفظة ليس ربحياً وإنما خدمة أهل الولاية وتركيز الأسعار وإحداث التوازن والاستقرار المطلوب ووجه كنه مدراء البنوك بالإسراع في إدخال السلع الإنتاجية ضمن المحفظة وإضافة الألبان الجافة ضمن السلع التي توفرها المحفظة وكشف عن اتجاه الولاية لتشجيع البنوك على إقامة المزيد من المحافظ خدمةً للإنتاج والاستثمار والصناعة وأبدى رغبة الولاية في تشغيل معاصر الزيوت المتوقفة في بورتسودان عبر تمويل بنكي لمقابلة طلب السوق من الزيوت وفي الشق السياسي أعلن وزير المالية إجراءات تقشفية من بينها إيقاف استضافة الوفود الزائرة والمسؤولين الرسميين وكافة ضيوف الولاية في الفنادق وقال حتى مساعدي رئيس الجمهورية والوزراء لا تستضيفهم الولاية في الفنادق التجارية وإنما تم تخصيص قصر الضيافة بعد أن تمت صيانته بجانب استضافة آخرين في الاستراحات الحكومية وأعلن صلاح سر الختم عن شروع الولاية في تأسيس بنك للفقراء يضمن لغير المستطيعين الوجبات الأساسية مجاناً وفقاً لترتيبات محكمة وكشف عن قرارات مرتقبة لوالي البحر الأحمر بشأن تأسيس البنك في غضون الأيام القادمة وأبدى كامل استعداد حكومة الولاية على الالتزام بأية موجهات مركزية تتعلق بتخفيض حكومة الولاية أو زيادة رواتب العاملين واستمع وزير المالية شرحاً مفصلاً من مدراء البنوك حول كيفية تلافي آثار الزيادة المتوقعة واطمأن على ترتيبات المخزون الاستراتيجي بالولاية من السلع وسياسة إدارة التجارة في إدارة الأزمة حول توفير السلع وإحكام مراقبة السوق من المتلاعبين بالأسعار والتباحث حول كيفية تغطية المحليات البعيدة والسبل الكفيلة بتوزيع السلع بأسعار مناسبة على كل المواطنين بواسطة منافذ توزيع السلع الاستهلاكية الحالية (تجار الإجمالي والقطاعي) بمتابعة ومراقبة شُعب الغرف التجارية والجمعيات التعاونية وإحكام الرقابة لمنع تهريب السلع، وكشف وزير المالية صلاح سر الختم عن توفير حكومة الولاية مبلغ (14) مليون جنيه لشراء سلع إضافية تحسباً لشهر رمضان بالإضافة إلى ما تم شراؤه بواسطة المحفظة بـ(50 مليون ) جنيه يكفي احتياجات الولاية من (9) سلع أساسية مثل الذرة والسكر والزيوت والعدس والأرز والفول وغيرها وأوضح أن المالية الولائية تبذل جهودا في استلام حصتها من السكر بمجرد وصوله بالبواخر إلى ميناء بورتسودان مباشرة تفادياً للنوالين المترتبة على استعادته من الخرطوم حال وصوله إليها، وعلى مستوى الولاية حاذت حكومة البحر الأحمر على موافقة مبدئية من قطاع النقل الداخلي بالإبقاء على تعريفة النقل الحالية على ماعليه دون التأثر بزيادة الوقود المرتقبة وقال ممثل قطاع النقل الداخلي محمد عثمان محمد أحمد في اجتماع الوالي بأصحاب العمل أمس الأول إنهم في المواصلات الداخلية بين الأحياء والمواصلات بين حاضرة الولاية ومدنها الريفية سيعملون بقدر الإمكان على تحمل الزيادات المتوقعة وامتصاصها ولن يزيدوا تعريفة المواصلات بيد أنه طلب من حكومة الولاية تبني سياسات يكون من شأنها تطوير القطاع وتمكينه وتخفيض الرسوم الولائية وكشف عن معاناة العاملين في قطاع النقل من كثرة العربات العاملة في المواصلات وقال: توجد بمدينة بورتسودان وحدها أكثر من (10 ) آلاف سيارة نقل وارتفاع كُلفة الإسبيرات خاصة في الثلاث شهور الأخيرة التي شدت ارتفاعا جنونيا في أسعار العملة الحرة وطالب عثمان بتنظيم السوق وحماية القطاع من الإغراق. فيما أشاد والي البحر الأحمر بالخطوة واعتبرها خطوة متقدمة في محاصرة الأسعار وامتصاص آثار الزيادة بصورة كبيرة على كثير من السلع المعيشية والتزمت حكومة الولاية بإقامة صندوق استثماري في إطار برنامج التمويل الأصغر لتوفير احتياجات الصيانة وجلب وسائل نقل حديثة ذات سعات أكبر وتمليكها لملاك القطاع الحاليين بأسعار مجزية مع مراعاة عدم إغراق السوق وبالعمل على تطوير قطاع النقل الداخلي في إطار سياسة الإصلاح الاقتصادي وإعادة النظر في الرسوم الولائية الخاصة بترخيص المركبات ورسوم المخالفات.
فلاش باك
وكان والي الولاية محمد طاهر أيلا عقد اجتماعا مهما امس الأول مع اتحاد أصحاب العمل والعمال والغرف التجارية حول كيفية تلافي آثار الزيادة المتوقعة واطمأن على ترتيبات المخزون الاستراتيجي بالولاية وإدارة التجارة حول توفير السلعة وإحكام مراقبة السوق من المتلاعبين بالأسعار والتباحث حول كيفية تغطية المحليات البعيدة والسبل الكفيلة بتوزيع السلع بأسعار مناسبة على كل المواطنين بواسطة منافذ توزيع السلع الاستهلاكية الحالية (تجار الإجمالي والقطاعي) وحث على ضرورة متابعة ومراقبة شُعب الغرف التجارية والجمعيات التعاونية وإحكام الرقابة لمنع تهريب السلع وكشف أيلا خلال ترؤسه لاجتماع أصحاب العمل عن وجود مبلغ (14 ) مليون جنيه لشراء سلع إضافية تحسباً لشهر رمضان بالإضافة إلى ما تم شراؤه بواسطة المحفظة بـ (50 مليون) جنيه يكفي احتياجات الولاية من (9) سلع أساسية مثل الذرة والسكر والزيوت والعدس والأرز والفول وغيرها ووجه أيلا وزارة المالية الولائية بالإسراع في استلام حصتها من السكر بمجرد وصوله بالبواخر إلى ميناء بورتسودان مباشرة تفادياً للنوالين المترتبة على استعادته من الخرطوم حال وصوله إليها.
أسف شعبي
وعلى الرغم من التحركات الماكوكية والاجتماعات المتوالية لقيادات الحزب الحاكم لتهيئة الشارع العام للذي يجري الإعداد لتنفيذه من زيادات ورفع الدعم عن المحروقات إلا أن المواطنين الذي استطلعتهم (السوداني) حول الأمر أبدوا بالغ أسفهم للمعالجات التي وصفوها بالجزئية وغير المجدية وقال المواطن محمد أحمد أدروب: "إننا بتنا ننظر باستغراب لهذه السياسات والتصرفات العرجاء التي أثقلت علينا كثيراً. صحيح أننا لا ولن نؤيد أو نخرج في ربيع عربي لأسباب أخرى ليس من بينها رضانا عن الحكومة الحالية لكننا نعتقد أن الخراب والدمار الذي سيحيق البلاد حال ذهاب هذه الحكومة أكبر من الذي سيحل بالبلاد في بقائها. أنا لا أرى مبرراً وجيهاً لهذه الزيادات وأعتقد أن الكلام عن أن خروج عائدات بترول الجنوب من الميزانية هو السبب في الأزمة الاقتصادية. كلام غير منطقي وغير موضوعي ذلك لأن الحكومة عندما وقعت نيفاشا في يناير 2005 كانت تعلم أن الجنوب سينفصل وأن عائدات البترول ستذهب معه وكان يجب عليها أن تعمل منذ ذلك الوقت على الإصلاح الاقتصادي. عموماً أنا لا أود الخوض في تنظيرات سياسية غير مفيدة لكني أقول اتقوا الله في هذا الشعب. هذا الشعب سكت كثيراً ليس حباً فيكم لكن حرصاً على استدامة الأمن والسلام".

وقعت بالأمس برنامج البديل الديمقراطي قوى المعارضة... قفزة في الظلام...!
الأربعاء, 13 يونيو 2012 15:49 الاخبار - التقارير
إضافة تعليق جديد

وقعت بالأمس برنامج البديل الديمقراطي
قوى المعارضة... قفزة في الظلام...!
تقرير:خالد أحمد
Kalo1555@yahoo.ca

أخيراً وبعد طول انتظار أخيراً قوى المعارضة تفعلها وتتفق على شيء حتى وإن كان على ورق فبعد سلسلة غير متناهية من الإخفاقات استطاعت قوى الإجماع الوطني بالأمس على أن "تجمع على شيء" حيث وقف القيادي المعارض فاروق أبوعيسى ليعلن عن إجازة القوى السياسية المعارضة لما أسمته (البرنامج البديل الديمقراطي) الذي يضع الإطار النظري لما بعد حدوث تغيير سياسي في البلاد.
هذا الاجتماع الذي طال انتظاره شهد قبل قيامه العديد من التكهنات التي تحدثت عن انقسام حاد داخل قوى المعارضة وانسحاب حزب الأمة القومي منها حيث صرح أبوعيسى في حوار لـ(السوداني) أن د. مريم الصادق أخبرته بتجميد عضويتهم في التحالف، إلا أنه في اجتماع أمس بدار حزب الوطني الاتحادي تفاجأ الجميع بحضور د. مريم الصادق بمعيتها نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة خاصة وأن الأخير نفى لـ(السوداني) خروجهم من قوى الإجماع وقال "نحن أنشأنا التحالف فما الذي يخرجنا". وأضاف "لم نخرج بل نحن أعضاء وما زلنا أعضاء". وقال إن السودان يحتاج للم الشمل وتوحيد الكلمة الأمر الذي ظل يردده حزب الأمة، بدليل أننا ننادي بمؤتمر للسلام، واصفاً ما يشاع عن خروج حزب الأمة من تحالف قوى الإجماع الوطني بالتشويش.
توافق جماعي
بالرجوع للاجتماع فقد أوضح أبوعيسى أن القوى أجازت البرنامج الوطني للحكومة الانتقالية التي ستكون مدتها ثلاث سنوات، وفق برنامج وطني تضعه كل الأحزاب، أسميته "ببرنامج البديل الديمقراطي" وكشف عن موافقة كل قوى الكيان بالإجماع من حيث المبدأ، بجانب مناقشة إعلان الدستور الانتقالي ووافق عليه من حيث المبدأ أيضاً، وأشار إلى أن بعض القوى قالت إنها ستجري بعض التعديلات عليه.
وكشف أن السادس والعشرين من يوينو الجاري سيشهد توقيع كل رؤساء المعارضة من هذه القوى على الوثيقتين في مهرجان سياسي كبير، وأنه كلف لجنة السبعة بتجميع كل الملاحظات حولهما وإدخالهما للتوقيع عليهما. وأضاف أبوعيسى أنه لا يوجد خيار سوى الذهاب في "طرق الخلاص" من هذا النظام مشيراً إلى أن لجنة التعبئة سيعقد اليوم لترتيب كيفية التصدي للازمة الاقتصادية في ظل إصرار المؤتمر الوطني على زيادة الأسعار بدلاً من اتخاذ الإجراءات الأقل وطأة على الشعب بتقليل الصرف البذخي الحكومي كما ناقش الاجتماع الوضع في الأقاليم ورفضها للحرب.
وقفة احتجاجية
في تنفيذ عملي لما قالته قوى المعارضة عن نيتها التظاهر أقامت عقب الاجتماع وقفة احتجاجية رمزية أمام دار الحزب الوطني الاتحادي بأم درمان، ضد غلاء المعيشة، وإظهارت موقفها المسبق برفض قرار الحكومة المرتقب لرفع الدعم عن الوقود، فيما اعتبر زعيم حزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي، الوقفة الاحتجاجية بداية تدشين لتعبئة الجماهير لإسقاط النظام، وتعهد بمواصلة الاحتجاج، وقال "سترون في مقبل الأيام القادمة بداية الفعل للعمل بكل طاقتنا"، وتابع "لن نتخاصم بعد اليوم وسنتحد لإقامة نظام بديل للنظام الحالي" واضاف "حرياتنا انكبتت سنيناً طويلة والعالم كله انفجر ونحن مانزال ساكتين، والأزمة الاقتصادية الآن بدأت تشتد علينا وطأتها لافرق بين الطبقات، نسبة للغلاء العالي والتضخم، لذلك اجتمع الناس ورأوا بأنه لابد أن يخطط لماوراء هذا النظام، ولكي نتحول من هذا النظام الكريه إلى نظام طيب".
أما رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ فقد أشار إلى أن هذه أول خطوة لمناهضة النظام، وهذا اجتماع تاريخي لقوى الإجماع ولم يتغيب منه أحد، قررنا بالإجماع مناهضة زيادة الأسعار والوقوف بصلابة ضد هذه الزيادة، ووقوفنا الآن في الشارع وهو أول خطوة عملية للتصدي لهذا النظام.
أما السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب فقد أوضح أن الاجتماع خرج بتوحد وراء تخليص الشعب من قبضة المؤتمر الوطني مبدياً تخوفه من حدوث مجاعة في البلاد.
... إذن هو اتفاق ستخضعه مقبل الأيام لامتحان الحقيقة خاصة وقوى المعارضة عرفت أنها تتفق اليوم وتختلف في ذات المساء، ولاتنتظر حتى بزوغ الفجر.



ما قبل انطلاق مرحلة الحسم.. محاولة لقراءة نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية
الثلاثاء, 12 يونيو 2012 15:04 الاخبار - التقارير
إضافة تعليق جديد

ما قبل انطلاق مرحلة الحسم.. محاولة لقراءة نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية
قراءة تحليلية: ماهر أبوجوخ
تبقى أقل من أسبوع على ميقات انطلاقة جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية التي سيخوضها كل من مرشح حزب الحرية والعدالة –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- د. محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد ما قبل الثورة الفريق أحمد شفيق وستحدد بشكل نهائي المرشح الفائز بمنصب رئيس الجمهورية في مصر بعد انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
تبدو الأرقام النهائية التي أظهرتها نتائج الجولة الأولى محتوية على العديد من التفاصيل والملاحظات التي استوقفت المراقبين خاصة أن جزءا منها يمكنه إعطاء ملامح عامة لكيفية حسم الجولة القادمة والحاسمة المقرر انطلاقها يومي السبت والأحد القادمين.
نجد أنه حينما أعلنت نتائج اقتراع المصريين في الخارج تقدم مرسي على جميع المرشحين بفرق كبير بعد تعزيز الأصوات التي حققها في المملكة العربية السعودية تقدمه بحصده أكثر من 100 ألف صوت وحل ثانياً د. عبد المنعم أبو الفتوح بأكثر من 80 ألف صوت أما حمدين صباحي فأحرز أكثر من 45 ألف صوت فيما جاء ترتيب عمرو موسى رابعاً بأكثر من 41 ألف صوت، أما شفيق فلم يحرز سوى أقل من 25 ألف صوت ووقتها بدا للجميع أن نتائج الخارج قد تصلح بمثابة بروفة مصغرة لما ستشهده انتخابات الجولة الأولى.
خلط الحسابات
إلا أن نتائج الاقتراع النهائية في المحافظات المصرية الـ27 جاءت مخالفة لتلك التوقعات وأفرزت معطيات جديدة قلبت المشهد رأساً على عقب حيث حافظ مرسي على تقدمه في الصدارة فيما قفز شفيق من المرتبة الخامسة بنتائج الخارج للمركز الثاني وتقدم صباحي مركزا للأمام فيما تراجع أبو الفتوح مركزين وحل رابعاً وتراجع موسى مركزا واحدا ليحتل المركز الخامس، وهو ما جعل نتائج اقتراع المصريين بالخارج ذات دلالة رمزية أكثر من كونها عاملا حاسما في نتائج الجولة الأولى للانتخابات.
تقدم (الفلول)
تعتبر أبرز الملاحظات التي استوقفت المراقبين هي حصول شفيق على ما يقارب ربع أصوات الناخبين رغم تصنيفه ضمن "فلول" النظام السابق مع وجود مؤشر آخر وهو حصول المرشح عمرو موسى –الذي صنف بدوره أيضاً ضمن "الفلول"- على مركز متقدم في السباق الانتخابي وهو الأمر الذي أشار بشكل واضح لتمتع من أطلق عليهم "الفلول" بحضور ودعم شعبي مكن المحسوبين عليهم من حصد أكثر من 8 ملايين صوت من حوالي 24 مليون صوت.
سيفرض هذا التحول على القوى السياسية المصرية استصحاب هذا الأمر والتعامل مع تلك الكتلة السياسية باعتبارها أمرا واقعا يستوجب استيعابه في العملية السياسية بغرض تحقيق الاستقرار للنظام السياسي الذي لا يمكن تأسيسه بأي حال من الأحوال عبر إقصاء تيار سياسي فاعل حاز على ما يقارب ثلث أصوات الناخبين.
لعل هذا الأمر يفسر قيام أطراف سياسية –كحزب النور السلفي صاحب ثاني أكبر كتلة برلمانية في مجلس الشعب- عقب انتهاء الجولة الأولى للانتخبات بتبني دعوة تهدف لتنقية الأجواء السياسية بالمناداة بشطب مفردة "الفلول" من قاموس الحياة السياسية المصرية وفتح الطريق أمام مشاركة محسوبين على الحزب الوطني المحلول الذي كان يرأسه مبارك من غير المتهمين والمتورطين في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية للانخراط في النشاط السياسي بالبلاد.
المحافظات الحاسمة
النقطة الثانية التي أظهرتها نتائج الجولة الأولى للانتخابات أن النتائج التي حققها المرشحون في (8) محافظات وهي (القاهرة، الجيزة، الشرقية، الاسكندرية، الدقهلية، البحيرة، الغربية، المنوفية) لعبت الدور الحاسم في تحديد هوية المرشحين المتأهلين للمرحلة الثانية نظراً لاسحواذها على 60% من إجمالي أصوات الناخبين.
ما يدلل هذا الأمر هو ترجيح نتائج تلك المحاظفات الـ8 كفة شفيق بتصدره 4 منها–وهي "الشرقية، الدقهلية، الغربية، المنوفية"- وإحرازه المركز الثاني في القاهرة حيث دفعته نتائجه في تلك المحافطات الخمس للجولة الثانية رغم احتلاله المركز الأخير في ست محافظات والمركز قبل الأخير في أربع محافظات، حيث عوضت نزيف الأصوات الحاد الذي تعرض له في تلك المحافظات العشر. وعند تجميع أصوات شفيق في تلك المحافظات الخمس نجدها تزيد عن الثلاثة ملايين صوت وتزيد عن نصف مجموع أصواته التي حققها في جميع أنحاء البلاد.
قلق (الإخوان)
رغم تصدر مرشح حزب الحرية والعدالة –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- د. محمد مرسي الجولة الأولى وإحرازه المرتبة الأولى في (13) محافظة وتأرجح ترتيبه ما بين الثاني والثالث وحصوله مرة واحدة على المركزين الرابع والخامس، إلا أن جماعة الإخوان تبدو قلقلة جراء تحقيقه الفوز في محافظتين فقط من المحافظات الـ8 ذات الثقل الانتخابي –وهما البحيرة والجيزة- كما لن يحصل إلا على 17% من إجمالي أصوات الناخبين في محافظة القاهرة.
لكن أكثر ما سيفزع الجماعة وسيثير قلقها هو فشل دعايتها السياسية ضد شفيق ومن تعتبرهم مرشحي الفلول باعتبارهم أعداء للثورة وقد تمكنوا من حصد ما يقارب ثلث الأصوات، كما أن الفارق بين مرشحهم وشفيق على مستوى محافظات البلاد الـ27 كان أقل من 300 ألف صوت وهي معطيات تشير بجلاء لتراجع القبول الشعبي الذي تحظى به الجماعة ويعد بمثابة دق ناقوس الخطر لها باعتبار أن عودة الحزب الوطني للظهور تحت أي لافتة أو اسم جديد سيكون خصماً عليها.
تراجع الإسلاميين
من بين المعطيات التي أظهرتها أرقام نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية هو تراجع تأييد الناخبين المصريين للمرشحين من خلفيات إسلامية وهو ما يشير لبداية تحول في توجهات الناخبين بالمقارنة بانتخابات مجلس الشعب عقب الثورة حيث استحوذ فيه مرشحو جماعة الإخوان وحزب النور السلفي على ما يعادل ثلثي المقاعد.
أما في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية فإن المرشحين الذين حظيا بدعم ذات المجموعتين –مرسي مرشحاً عن الإخوان ود. عبد المنعم أبوالفتوح المدعوم من السلفيين عقب إبعاد مرشحهم حازم أبو إسماعيل من قبل لجنة الانتخابات- في انتخابات الجولة الأولى حظيا بما يعادل 9.8 مليون صوت في وقت بلغ فيه مجموع أصوات المرشحين من خلفيات غير إسلامية –وهم شفيق وموسى وحمدين صباحي- ما يعادل 12.9 مليون صوت بفارق ما يقارب الـ3 ملايين صوت عن نظرائهم الذين يحظون بمساندة ودعم الإخوان والسلفيين.
عدم رضا
هذا التحول في توجهات الناخب المصري جاء بمثابة تعبير عن حالة عدم الرضا عن الأداء البرلماني لتلك المجموعات الإسلامية منذ انتخابها وعدم وفائها بوعودها وتعهداتها للناخبين في الفترة التي سبقت انتخابات مجلس الشعب، بجانب فشلها الكبير في ما يتصل بملفات الأمن والاقتصاد وعدم تقديمها أي إنجازات على الأرض، بجانب التخوف من إفضاء الثورة وانتخاباتها لوضع جديد تستبدل فيه هيمنة الحزب الوطني بهمينة الإسلاميين ولعل ما فاقم تلك المخاوف هو التوجه الاحتكاري للإخوان والسلفيين على الهيئة المناط بها وضع دستور البلاد القادم ومحاولتهم تشكيلها على أساس الأوزان البرلمانية مما يعني وقوعها بالكامل تحت هيمنة وسيطرة المجموعات الإسلامية.
استأثر بالأغلبية
أظهرت نتائج أرقام الجولة الأولى أن مرشحا واحدا استأثر بأغلبية أصوات ناخبي المحافظة حيث حصل صباحي على 62% من أصوات الناحبين بكفر الشيخ، فيما نال أبوالفتوح 52% من أصوات الناخبين بمرسى مطروح وحصد شفيق أصوات 50.3% من أصوات الناخبين بالمنوفية، فيما خسر مرسي الأغلبية في الفيوم بفارق ثلاث نقاط بحصوله على 47% من أصوات الناخبين.
تنافس على الصدارة
أما أكثر المحافظات التي شهدت منافسة شديدة على مركزها الأول وتقاربت فيها النتائج بين المرشح الفائز والذي يليه فكانت هي دمياط التي تصدرها أبوالفتوح بفارق 342 صوتاً عن صباحي تليها أسوان التي تصدرها مرسي بفارق 705 أصوات عن منافسه موسى. فيما شهدت المنوفية أعلى فرق بين المرشح المتصدر والذي يليه بتقدم شفيق على مرسي بأكثر من 380 ألف صوت تليها كفر الشيخ التي بلغ الفرق فيها بين المتصدر صباحي ومرسي الذي حل ثانياً أكثر من 350 ألف صوت.
المفارقة الأبرز
من بين المفارقات التي أظهرت نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية تحقيق موسى المركز الأول في جنوب سيناء بإحرازه 6910 أي بفارق 61 صوتاً فقط من أدنى أصوات نالها في المحافظات الـ27 والتي كانت في محاظفة مرسي مطروح حيث أحرز فيها 6849 صوتاً.
لكن تبقى المفارقة الأبرز هي اكتساح صباحي لمحافظة كفر الشيخ وحصده 62% من أصوات ناخبيه أعلى نسبة أصوات يحققها مرشح واحد، في ذات الوقت الذي لم يحقق فيه سوى 0.8% من أصوات الناخبين في سوهاج أدنى نسبة أصوات يحققها أحد الناخبين ليصبح صاحب أعلى وأدنى نسبة تصويت في ذات الوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق