حذروا انتحار الشعب «1/2»
بدءاً اقول: هممت ان اكتب في هذا الموضوع تحت هذا العنوان قبل 3 أشهر، الا ان الله لم ييسر الكتابة فيه الا الآن... حقا للقلم رافع كما للقدم رافع.
كما اقول: لا اكتب هذا المقال بدافع المعارضة ولكن بدافع الحرب والاشفاق على السودان قاطبة.. لأن المحذور ان وقع لن يختار الحكومة ويدع المعارضة.. هذه واحدة.. والاخرى أن الحكومة مهما طال عمرها فهي ذاهبة.. والبقاء للسودان..
كما اقول : بدا لي ان يكون عنوان هذا المقال «حذار ثم حذار من زرة الكلب في الطاحونة» ثم عدلت عنه الى هذا العنوان الماثل.. أرجو أن يكون أمثل الاثنين على ان اذكر المعدول عنه لزيادة التوضيح .. وبعد:
أمثلة للخبرة والعبرة من التراث:
«1» كان لسيدنا معاوية مزرعة بالمدينة كمزارع البعض اليوم بغرب ام دور أمان وشرق النيل.. وأساء غلمانه «عبيده» الادب مع سيدنا الحسين رضي الله عنه تحيزا لسيدهم.. فكتب الحسين خطابا الى معاوية بدمشق بدأه بقوله: «من الحسين بن علي حفيد رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان» أغلظ فيه القول عليه.. فلما وصله نادى ابنه يزيد وأطلعه عليه وسأله رأيه..؟! فقال: ابعث له جيشا اوله عنده وآخره عندك...! لم يفعل كما رأى الابن بل كتب بحلمه المعهود «أصل الحلم في اللغة العقل»... من معاوية بن ابي سفيان الى حفيد رسول الله الحسين بن علي ثم وهب له المزرعة بغلمانها اليه.. فطابت نفس الحسين. فكتب: من الحسين بن علي الى خليفة المسلمين بدمشق معاوية بن ابي سفيان الى آخر ما قال بهذه الروح الطيبة.
فلما وصلت الرسالة اطلع ابنه يزيد عليها وقال له: ان حدثت لك مشكلة كهذه بعدي فادفعها بمثل هذا .. درس عملي.. او بيان بالعمل كما تقول عبارة الجيش المشهورة.
«2» استدعى عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي من مكة .. فقصده برفقة صديق له.. فولاه امارة الحجاز.. فسعد بذلك.. ثم دعا صديقه فرداً ليسأله رأيه فيه.. فقال: لا تفعل يا خليفة المسلمين.. الحجاج صديقي واريد له الخير، الا انه بالغ الشدة ومكة والمدينة بالحجاز موطن قريش والانصار اخشى اذلالهم فأخذ بنصيحته.. فلما علم الحجاج غضب.. وفي الغد ولى عبد الملك الحجاج العراق فسعد اكثر..
فلما قابل صديقه عانقه بعد جفوة ودهش الصديق.. ثم حمد له اعتراضه الذي ادى الى توليته العراق الارحب والاغنى.. وكان لعبد الملك نعم الرجل المناسب في المكان المناسب.. بفضل نصيحة الصديق وحصافة عبد الملك الذي أخذ بالنصيحة، فالقوة في مكان القوة اعني العراق حزم.. وفي مكان اللين أعني مكة والمدينة خرق.. وفي هذا المعنى قالوا «كما تكونوا يولي عليكم» وقال المتنبي:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
امثلة من الحياة المعاصرة..
وفي المقابل كانت فلسفة حكم الرئيس حسني مبارك وشاكلته معمر القذافي تعتمد على مبدأ «خير النتائج ما تصل اليه بالقوة».. وقد ادى هذا الى انشاء 3 اقسام لأمن الدولة: الداخلية والجيش والامن العام جملة العاملين فيه يبلغ ملونين .. بنسبة اثنان لكل 40 مصرياً حتى اصبحت كلمة «أمن الدولة» فزاعة لكل سامع لها.. واذا استبعدنا الصغار والشيوخ، تكون النسبة رجل امن لكل 20 مصرياً.. وصراحة قال حسني مبارك لوزيرة خارجية امريكا كوندليزا رايس «العرب لا يصلح معهم الا المزيد من الضغط»..!! عندما نصحته بالأخذ بأرباب الديمقراطية... عام 2008م، «المرجع إذاعة لندن B.B.C عقب ثورة 25 يناير..
وذات الفلسفة كان يدين بها القذافي، بقناعة تامة .. وهذا ما جعله يصف الشعب الليبي بالجرذان والمقملين .. بل زاد بأن هتك عرض زوجات أو بنات 90% من الوزراء وكبار المسؤولين موثقة بالفيديو لتكون نقطة ضعف ككعب أخيل لئلا يرفع أحدهم عينه عليه.. «المرجع: العقيد عبد السلام خلف الله الندّاب احد افراد حرسه الخاص من ذات قبيلة القذافي: انظر مقالي: «القذافي عكس الآية فأصبح آية كفرعون موسى» بجريدة «الصحافة» الاحد 2011/12/4م، ص 8 ان اردت مزيدا»...
ورغم هذا قتل القذافي شر قتلة .. وذهب مبارك ذليلا بعد صلف إلى غير رجعة ثم مشاهدة لارادة الشعب المصري ممثلة في 14 مليون ناخب .. مقابل 4 ملايين هم كل اقباط مصر وأمثالهم من العملاء إدعياء الذكاء.. «انتلجنسيا أو الصفوة».. كانت بهم تزيف إرادة الشعب المصري شعب صلاح الدين الأيوبي، والمماليك وعبد الله النديم، وإحسان عبد القدوس، تزيف طوال 30 عاماً على قلة عددهم بنسبة 22% مقابل 78%.
وفي السودان شأن آخر...
يلاحظ أن ربيع العرب لم يشمل السودان لماذا؟.. الإجابة ومساق القول في الحلقة الثانية.. إن أذن الله وشاء.
والله من وراء القصد
بدءاً اقول: هممت ان اكتب في هذا الموضوع تحت هذا العنوان قبل 3 أشهر، الا ان الله لم ييسر الكتابة فيه الا الآن... حقا للقلم رافع كما للقدم رافع.
كما اقول: لا اكتب هذا المقال بدافع المعارضة ولكن بدافع الحرب والاشفاق على السودان قاطبة.. لأن المحذور ان وقع لن يختار الحكومة ويدع المعارضة.. هذه واحدة.. والاخرى أن الحكومة مهما طال عمرها فهي ذاهبة.. والبقاء للسودان..
كما اقول : بدا لي ان يكون عنوان هذا المقال «حذار ثم حذار من زرة الكلب في الطاحونة» ثم عدلت عنه الى هذا العنوان الماثل.. أرجو أن يكون أمثل الاثنين على ان اذكر المعدول عنه لزيادة التوضيح .. وبعد:
أمثلة للخبرة والعبرة من التراث:
«1» كان لسيدنا معاوية مزرعة بالمدينة كمزارع البعض اليوم بغرب ام دور أمان وشرق النيل.. وأساء غلمانه «عبيده» الادب مع سيدنا الحسين رضي الله عنه تحيزا لسيدهم.. فكتب الحسين خطابا الى معاوية بدمشق بدأه بقوله: «من الحسين بن علي حفيد رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان» أغلظ فيه القول عليه.. فلما وصله نادى ابنه يزيد وأطلعه عليه وسأله رأيه..؟! فقال: ابعث له جيشا اوله عنده وآخره عندك...! لم يفعل كما رأى الابن بل كتب بحلمه المعهود «أصل الحلم في اللغة العقل»... من معاوية بن ابي سفيان الى حفيد رسول الله الحسين بن علي ثم وهب له المزرعة بغلمانها اليه.. فطابت نفس الحسين. فكتب: من الحسين بن علي الى خليفة المسلمين بدمشق معاوية بن ابي سفيان الى آخر ما قال بهذه الروح الطيبة.
فلما وصلت الرسالة اطلع ابنه يزيد عليها وقال له: ان حدثت لك مشكلة كهذه بعدي فادفعها بمثل هذا .. درس عملي.. او بيان بالعمل كما تقول عبارة الجيش المشهورة.
«2» استدعى عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي من مكة .. فقصده برفقة صديق له.. فولاه امارة الحجاز.. فسعد بذلك.. ثم دعا صديقه فرداً ليسأله رأيه فيه.. فقال: لا تفعل يا خليفة المسلمين.. الحجاج صديقي واريد له الخير، الا انه بالغ الشدة ومكة والمدينة بالحجاز موطن قريش والانصار اخشى اذلالهم فأخذ بنصيحته.. فلما علم الحجاج غضب.. وفي الغد ولى عبد الملك الحجاج العراق فسعد اكثر..
فلما قابل صديقه عانقه بعد جفوة ودهش الصديق.. ثم حمد له اعتراضه الذي ادى الى توليته العراق الارحب والاغنى.. وكان لعبد الملك نعم الرجل المناسب في المكان المناسب.. بفضل نصيحة الصديق وحصافة عبد الملك الذي أخذ بالنصيحة، فالقوة في مكان القوة اعني العراق حزم.. وفي مكان اللين أعني مكة والمدينة خرق.. وفي هذا المعنى قالوا «كما تكونوا يولي عليكم» وقال المتنبي:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
امثلة من الحياة المعاصرة..
وفي المقابل كانت فلسفة حكم الرئيس حسني مبارك وشاكلته معمر القذافي تعتمد على مبدأ «خير النتائج ما تصل اليه بالقوة».. وقد ادى هذا الى انشاء 3 اقسام لأمن الدولة: الداخلية والجيش والامن العام جملة العاملين فيه يبلغ ملونين .. بنسبة اثنان لكل 40 مصرياً حتى اصبحت كلمة «أمن الدولة» فزاعة لكل سامع لها.. واذا استبعدنا الصغار والشيوخ، تكون النسبة رجل امن لكل 20 مصرياً.. وصراحة قال حسني مبارك لوزيرة خارجية امريكا كوندليزا رايس «العرب لا يصلح معهم الا المزيد من الضغط»..!! عندما نصحته بالأخذ بأرباب الديمقراطية... عام 2008م، «المرجع إذاعة لندن B.B.C عقب ثورة 25 يناير..
وذات الفلسفة كان يدين بها القذافي، بقناعة تامة .. وهذا ما جعله يصف الشعب الليبي بالجرذان والمقملين .. بل زاد بأن هتك عرض زوجات أو بنات 90% من الوزراء وكبار المسؤولين موثقة بالفيديو لتكون نقطة ضعف ككعب أخيل لئلا يرفع أحدهم عينه عليه.. «المرجع: العقيد عبد السلام خلف الله الندّاب احد افراد حرسه الخاص من ذات قبيلة القذافي: انظر مقالي: «القذافي عكس الآية فأصبح آية كفرعون موسى» بجريدة «الصحافة» الاحد 2011/12/4م، ص 8 ان اردت مزيدا»...
ورغم هذا قتل القذافي شر قتلة .. وذهب مبارك ذليلا بعد صلف إلى غير رجعة ثم مشاهدة لارادة الشعب المصري ممثلة في 14 مليون ناخب .. مقابل 4 ملايين هم كل اقباط مصر وأمثالهم من العملاء إدعياء الذكاء.. «انتلجنسيا أو الصفوة».. كانت بهم تزيف إرادة الشعب المصري شعب صلاح الدين الأيوبي، والمماليك وعبد الله النديم، وإحسان عبد القدوس، تزيف طوال 30 عاماً على قلة عددهم بنسبة 22% مقابل 78%.
وفي السودان شأن آخر...
يلاحظ أن ربيع العرب لم يشمل السودان لماذا؟.. الإجابة ومساق القول في الحلقة الثانية.. إن أذن الله وشاء.
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق