في صالون الراحل سيد احمد خليفة الحركة الإسلامية أين هي..؟«1»
البروف الطيب زين العابدين لا توجد حركة إسلامية بعد أن ذابت في المؤتمر الوطني
د.المعتصم عبدالرحيم الحركة الإسلامية موجودة وراسخة ولازالت تمشي بأرجلها
علي عبدالله يعقوب ساعدت الإسلاميين في دخول السوق ووجود قياداتها في السلطة أضعفها
أحمد عبدالرحمن: بدأنا نفكر في ماذا نفعل بعد أن جاءنا الترابي..؟
رصد/ الفاضل إبراهيم/ تصوير/ عبدالله محمد
بعد عودته من الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور واصل صالون الراحل سيد أحمد خليفة سلسلة حلقاته بمقره بالسجانة بمنزل مؤسس «الوطن» حيث دار نقاش ساخن حول عنوان الصالون الحركة الإسلامية إلى أين؟ رغم غياب أحد المتحدثين الرئيسين الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي الإسلامي المعروف ومساعد رئيس حزب المؤتمر الشعبي إلا أن الحضور من المتحدثين الآخرين د. المعتصم عبدالرحيم رئيس مجلس الشورى بالحركة الإسلامية والأستاذ أحمد عبدالرحمن وعلي عبدالله يعقوب والبروف الطيب زين العابدين أثروا النقاش، حيث وجه الأخير انتقادات لاذعة للحركة الإسلامية واصفاً إياها بـ«المنتهية» والغير موجودة بعد أن ذابت في الحزب الحاكم في الوقت الذي أقر فيه علي عبدالله يعقوب بأنه ساعد الإسلاميين لدخول السوق وفتح حسابات في البنوك، ونفى أن يكون قد وصف الترابي بالماسوني قائلاً: إن الأخير له أخطاء، لكنه يحتفظ بشعرة معاوية في علاقته معه، فيما أكد القيادي الإسلامي أحمد عبد الرحمن أن الحركة الإسلامية لازالت موجودة بقوة في الساحة مستعرضاً جزءً من نشأتها وتاريخها.
وكما جرت العادة ترحم الأستاذ عادل سيد احمد رئيس التحرير وكل الحضور على الراحل سيد احمد خليفة ثم دلف إلى الموضوع الرئيسي الذي جاء بعنوان الحركة الإسلامية السودانية أين هي؟ مشيراً إلى وجود الحركة الإسلامية متمثلة في تياراتها المختلفة التي تعبر عن الفكر الإسلامي خاصة السياسية، مذكراً بدورها التاريخي في مناهضة الأنظمة الشمولية كما حدث إبان ثورة اكتوبر ومايو والتغير الذي حدث بعد 1989 م وما صاحبها من أحداث وتقلبات إلى يومنا هذا، ومؤكداً أن فكرة الصالون تقوم على إدارة حوار هادف وبناء يصب في مصلحة البلاد.
الأستاذ جمال عنقرة مدير الصالون ورئيس الجلسة أشار إلى صعوبة اختيار المحاور في ظل تشعب الموضوع، لافتاً إلى أن الحركة الإسلامية شهدت تفرعات وتجاذبات عدة منذ تأسيسها وإلى الآن شأنها شأن كل الأحزاب والقوى السياسية، متسائلاً عن كيان الحركة حالياً تاركاً الإجابة للمتحدثين الرئيسيين قبل أن يعتذر عن حضور الشيخ إبراهيم السنوسي لظرف لم يوضحه للحضور.
تاريخ
وتحدث الإسلامي الأستاذ أحمد عبدالرحمن عن بدايات الحركة الإسلامية والتحاقه بالتنظيم في العام 1949م منذ أن كان في الصف الثاني الثانوي برفقة عدد من أقرانه في ذلك الوقت كيوسف حسن سعيد، حيث كانت تنشط الحركة الإسلامية في المدارس الثانوية، وأبان عبدالرحمن أن حركة الإخوان في مصر أثرت على نظيرتها في السودان، بيد أن الإخوان في السودان سعوا لفك الارتباط باستقلالية حركتهم، حيث سعوا للتغلغل في المجتمع بداية بالمدارس، مما خلق نوع من الصراع مع اليساريين والشيوعيين الذين كان لهم قوة لا يستهان بها في الشارع بدعم من الاتحاد السوفيتي، واستمروا إلى تحقق استقلال السودان.
ولم ينس عبدالرحمن الدور التاريخي لشيح حسن الترابي في الحركة الإسلامية قائلاً عندما جاء بدأنا نفكر نحن عاوزين شنو! وشعرنا ن الترابي لديه جديد، حينها بدأنا نتساءل هل نشارك في السلطة أم يقتصر دورنا على المحاضرات والبيانات فقط عقدنا اجتماعاً لمناقشة هذا الأمر وتوصل للعديد من القرارات لممارسة العمل السياسي وتكوين حزب المشاركة في العمل الطوعي والأدب والفنون حتى أن بعض الأعضاء لم يعجبه هذا الأمر ففضل الانسحاب.
نقد لاذع
وابتدر البروف الطيب زين العابدين حديثه بالتأكيد على عدم وجود تنظيم الحركة الأسلامية قائلاً :
هي ليست موجودة ولا يوجد في الساحة حالياً غير مجموعة الإخوان المسلمين جماعة الشيخ الصادق عبدالله عبدالماجد والتي لازالت محافظة على علاقتها مع الإخوان المسلمين في مصر.
وأكد زين العابدين أن المجموعة الأكبر من منسوبي الحركة الإسلامية مرتبطة بحزب المؤتمر الوطني، فيما ذهب الإخوان المسلمون للمؤتمر الشعبي بعد حدوث المفاصلة المشهورة في الوقت الذي تم فيه تجميد نشاط الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني رغم وجود هياكل وأمانة عامة ومجالس شورى قائلاً«أنا ذاتي انقطعت عن الحركة الإسلامية منذ التسعينات، وهي أصلاً لم تدعني لأي اجتماع».
واتهم زين العابدين د. الترابي بالسعي لتجميد نشاط الحركة الإسلامية عن قصد إبان توليه السلطة قبل المفاصلة مشيراً إلى أن«الململة» الحالية التي بدأت من البعض تجاه الحزب الحاكم نتيجة لشعور البعض بفشل الدولة، خاصة بعد انفصال الجنوب، خاصة وأن عضوية كبيرة من أعضاء الحركة الإسلامية ممسكين بزمام ومقاليد الأمور كأفراد وليس كمؤسسات مؤكداً أن الحركة الإسلامية أصلاً كانت مهمشة داخل الحزب الحاكم لأن السلطة أساسها شمولي لا يؤمن بموضوع الشورى فأصبحت الحركة الإسلامية عملياً تحت حزب المؤتمر الوطني، وأتوقع أن يثير هذا الأمر جدالاً ونقاشاً عند انعقاد المؤتمر العام للحركة عند إجازة الدستور، ولكنني أتساءل كغيري لماذا قبلت الحركة الإسلامية بالمهانة طوال هذه السنين؟ والإجابة يمكن أن تكون في أنّ معظم أعضاءها موظفين لدى الدولة، وبالتالي المسالة أصبحت مسألة«معايش» وبالتالي لا يمكن للحركة الإسلامية أن تلتزم بالتقاليد الإسلامية بعد أن أصبحت مجرد موظفة لدى الحكومة، وأعتقد أن حجم الفساد الموجود في الحكومة الآن لم يمر على تاريخ السودان.
ولم يستبعد الطيب زين العابدين في إجاباته على أسئلة الصحفيين أن تتحول الحركة الإسلامية إلى مجرد فلول في حالة حدوث ثورة في السودان، ولكن هذا يتوقف على دورها في هذه الثورة، فإذا التصقت بالنظام الحاكم فإنها ستلقى ذات المصير، لكنني في ذات الوقت أعتقد أن النظام لن يستمر في ظل المشاكل التي تعاني منها الحكومة من عزلة خارجية ووضع اقتصادي متردي وفساد«وململة» داخل صفوف الحركة الإسلامية نفسها والجميع يلاحظ الانتقادات التي صوبها نواب البرلمان مؤخراً لما يسمى استراتيجية محاربة الفقر، ولم يسلم حتى ديوان الزكاة في النقد.
واعتبر زين العابدين أن المخرج يكمن في استعادة الديمقراطية واستقلالية القضاء بفصله عن باقي السلطات الأخرى والتداول السلمي للسلطة.
دستور
من جانبه أكد د. معتصم عبد الرحيم رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية أن الأخيرة تميزت بتعدد دساتيرها ابتداءً من دستور العام 1960م والذي اقتصر على مشاركتها في المناسبات الدينية وتقديم المشاريع الإسلامية لأولي الأمر دون المشاركة في الحكم إلى أن تم تشكيل لجنة في العام 1980م لإعادة صياغة الدستور ترأسها البروف الطيب زين العابدين، وضمت حاج نور عبدالرحيم، والأستاذ علي عثمان وشخصي، وكان هذا الدستور بمثابة قفز ة نوعية اعقبته دساتير عام 2000-2005-2012م.
وأوضح د. المعتصم أن الكتاب الأخير الذي صدر عقب مؤتمر الشورى الماضي جاء في مادة التاسعة في فقرته الثامنة حديث عن العمل السياسي خلال حزب تنشئة الحركة الإسلامية يكون منفتح على الأخرين، ونقول أننا أنشانا المؤتمر الوطني بقرار.
ورفض د. معتصم الحديث عن غياب الحركة الإسلامية قائلاً: هي موجودة متمثلة في تيارها العام ودستورها الذي نص على أنها جماعة إسلامية منظمة تنظيم عضوي يعمل في إطار تيار إسلامي عام بالمجتمع في كل المجالات الاقتصادية والسياسية، والدعوية على أن تعترف بالمجموعات الأخرى، لذلك هي موجودة رغم أنها غير مسجلة في مسجل التنظيمات السياسية، إذ لم يتم حسم نقطة التسجيل هذه، وأوكد: إن الحركة الإسلامية موجودة وتمشي على ساقين وقدمين.
وأشار رئيس مجلس شورى الحركة الاسلامية إلى عدم إمكانية استمرار الأمين العام الحالي للحركة الأستاذ علي عثمان بنص الدستور إذا ما تمت إجازته حيث ينص على عدم استمرار القيادات التنظيمية للحركة لدورتين، وهو ما قضاه الأستاذ علي عثمان.
وأكد د. المعتصم أن المؤتمر العام القادم للحركة الاسلامية سيناقش عبر لجان«الاسترجاع» عودة الذين خرجوا من الحركة الاسلامية بما فيهم الذين ذهبوا للمؤتمر الشعبي، وهذا العمل بدأ قبل فترة، والجميع يعلم أن هنالك من عادوا كالدكتور الحاج آدم وبدر الدين طه وغيرهم، وسيستمر هذا العمل، ولكن وفق لجنة تنظيمية بضوابط وإجراءات معينة.
مساعدة
الأستاذ علي عبدالله يعقوب أحد رواد الحركة الإسلامية الأوائل تحدث في البداية عن تاريخ الحركة بداية بالإخوان المسلمين في مصر، ونشاط حسن البنا بعد انهيار الدولة التركية، وتكالب الاستعمار على الدول الاسلامية، وأرجع انتشار الفكر الإسلامي لازدياد نسبة القراءة والكتابة والثقافة عموماً.
وأقر علي يعقوب بمساعدة الكوادر الاسلامية في دخول السوق، منوها إلى أن الحركة الاسلامية كانت تفتقر هذه الناحية والتي بدأت بعد إنشاء بنك فيصل، قائلاً: أنا ساعدتهم في دخول السوق، فأصبح لأعضاء الحركة الاسلامية حسابات في بنك فيصل، وانتشرت فلسفة السوق والتجارة، وأضاف: دخول أعضاء الحركة للسلطة أضعف الحركة الاسلامية، وهذا من الأخطاء، لذلك لابد أن تبتعد القيادات في الحركة عن الحكم، مؤكداً في ذات الوقت على مسألة فاعلية الحركة الإسلامية حالياً ونشاطها المجتمعي.
البروف الطيب زين العابدين لا توجد حركة إسلامية بعد أن ذابت في المؤتمر الوطني
د.المعتصم عبدالرحيم الحركة الإسلامية موجودة وراسخة ولازالت تمشي بأرجلها
علي عبدالله يعقوب ساعدت الإسلاميين في دخول السوق ووجود قياداتها في السلطة أضعفها
أحمد عبدالرحمن: بدأنا نفكر في ماذا نفعل بعد أن جاءنا الترابي..؟
رصد/ الفاضل إبراهيم/ تصوير/ عبدالله محمد
بعد عودته من الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور واصل صالون الراحل سيد أحمد خليفة سلسلة حلقاته بمقره بالسجانة بمنزل مؤسس «الوطن» حيث دار نقاش ساخن حول عنوان الصالون الحركة الإسلامية إلى أين؟ رغم غياب أحد المتحدثين الرئيسين الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي الإسلامي المعروف ومساعد رئيس حزب المؤتمر الشعبي إلا أن الحضور من المتحدثين الآخرين د. المعتصم عبدالرحيم رئيس مجلس الشورى بالحركة الإسلامية والأستاذ أحمد عبدالرحمن وعلي عبدالله يعقوب والبروف الطيب زين العابدين أثروا النقاش، حيث وجه الأخير انتقادات لاذعة للحركة الإسلامية واصفاً إياها بـ«المنتهية» والغير موجودة بعد أن ذابت في الحزب الحاكم في الوقت الذي أقر فيه علي عبدالله يعقوب بأنه ساعد الإسلاميين لدخول السوق وفتح حسابات في البنوك، ونفى أن يكون قد وصف الترابي بالماسوني قائلاً: إن الأخير له أخطاء، لكنه يحتفظ بشعرة معاوية في علاقته معه، فيما أكد القيادي الإسلامي أحمد عبد الرحمن أن الحركة الإسلامية لازالت موجودة بقوة في الساحة مستعرضاً جزءً من نشأتها وتاريخها.
وكما جرت العادة ترحم الأستاذ عادل سيد احمد رئيس التحرير وكل الحضور على الراحل سيد احمد خليفة ثم دلف إلى الموضوع الرئيسي الذي جاء بعنوان الحركة الإسلامية السودانية أين هي؟ مشيراً إلى وجود الحركة الإسلامية متمثلة في تياراتها المختلفة التي تعبر عن الفكر الإسلامي خاصة السياسية، مذكراً بدورها التاريخي في مناهضة الأنظمة الشمولية كما حدث إبان ثورة اكتوبر ومايو والتغير الذي حدث بعد 1989 م وما صاحبها من أحداث وتقلبات إلى يومنا هذا، ومؤكداً أن فكرة الصالون تقوم على إدارة حوار هادف وبناء يصب في مصلحة البلاد.
الأستاذ جمال عنقرة مدير الصالون ورئيس الجلسة أشار إلى صعوبة اختيار المحاور في ظل تشعب الموضوع، لافتاً إلى أن الحركة الإسلامية شهدت تفرعات وتجاذبات عدة منذ تأسيسها وإلى الآن شأنها شأن كل الأحزاب والقوى السياسية، متسائلاً عن كيان الحركة حالياً تاركاً الإجابة للمتحدثين الرئيسيين قبل أن يعتذر عن حضور الشيخ إبراهيم السنوسي لظرف لم يوضحه للحضور.
تاريخ
وتحدث الإسلامي الأستاذ أحمد عبدالرحمن عن بدايات الحركة الإسلامية والتحاقه بالتنظيم في العام 1949م منذ أن كان في الصف الثاني الثانوي برفقة عدد من أقرانه في ذلك الوقت كيوسف حسن سعيد، حيث كانت تنشط الحركة الإسلامية في المدارس الثانوية، وأبان عبدالرحمن أن حركة الإخوان في مصر أثرت على نظيرتها في السودان، بيد أن الإخوان في السودان سعوا لفك الارتباط باستقلالية حركتهم، حيث سعوا للتغلغل في المجتمع بداية بالمدارس، مما خلق نوع من الصراع مع اليساريين والشيوعيين الذين كان لهم قوة لا يستهان بها في الشارع بدعم من الاتحاد السوفيتي، واستمروا إلى تحقق استقلال السودان.
ولم ينس عبدالرحمن الدور التاريخي لشيح حسن الترابي في الحركة الإسلامية قائلاً عندما جاء بدأنا نفكر نحن عاوزين شنو! وشعرنا ن الترابي لديه جديد، حينها بدأنا نتساءل هل نشارك في السلطة أم يقتصر دورنا على المحاضرات والبيانات فقط عقدنا اجتماعاً لمناقشة هذا الأمر وتوصل للعديد من القرارات لممارسة العمل السياسي وتكوين حزب المشاركة في العمل الطوعي والأدب والفنون حتى أن بعض الأعضاء لم يعجبه هذا الأمر ففضل الانسحاب.
نقد لاذع
وابتدر البروف الطيب زين العابدين حديثه بالتأكيد على عدم وجود تنظيم الحركة الأسلامية قائلاً :
هي ليست موجودة ولا يوجد في الساحة حالياً غير مجموعة الإخوان المسلمين جماعة الشيخ الصادق عبدالله عبدالماجد والتي لازالت محافظة على علاقتها مع الإخوان المسلمين في مصر.
وأكد زين العابدين أن المجموعة الأكبر من منسوبي الحركة الإسلامية مرتبطة بحزب المؤتمر الوطني، فيما ذهب الإخوان المسلمون للمؤتمر الشعبي بعد حدوث المفاصلة المشهورة في الوقت الذي تم فيه تجميد نشاط الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني رغم وجود هياكل وأمانة عامة ومجالس شورى قائلاً«أنا ذاتي انقطعت عن الحركة الإسلامية منذ التسعينات، وهي أصلاً لم تدعني لأي اجتماع».
واتهم زين العابدين د. الترابي بالسعي لتجميد نشاط الحركة الإسلامية عن قصد إبان توليه السلطة قبل المفاصلة مشيراً إلى أن«الململة» الحالية التي بدأت من البعض تجاه الحزب الحاكم نتيجة لشعور البعض بفشل الدولة، خاصة بعد انفصال الجنوب، خاصة وأن عضوية كبيرة من أعضاء الحركة الإسلامية ممسكين بزمام ومقاليد الأمور كأفراد وليس كمؤسسات مؤكداً أن الحركة الإسلامية أصلاً كانت مهمشة داخل الحزب الحاكم لأن السلطة أساسها شمولي لا يؤمن بموضوع الشورى فأصبحت الحركة الإسلامية عملياً تحت حزب المؤتمر الوطني، وأتوقع أن يثير هذا الأمر جدالاً ونقاشاً عند انعقاد المؤتمر العام للحركة عند إجازة الدستور، ولكنني أتساءل كغيري لماذا قبلت الحركة الإسلامية بالمهانة طوال هذه السنين؟ والإجابة يمكن أن تكون في أنّ معظم أعضاءها موظفين لدى الدولة، وبالتالي المسالة أصبحت مسألة«معايش» وبالتالي لا يمكن للحركة الإسلامية أن تلتزم بالتقاليد الإسلامية بعد أن أصبحت مجرد موظفة لدى الحكومة، وأعتقد أن حجم الفساد الموجود في الحكومة الآن لم يمر على تاريخ السودان.
ولم يستبعد الطيب زين العابدين في إجاباته على أسئلة الصحفيين أن تتحول الحركة الإسلامية إلى مجرد فلول في حالة حدوث ثورة في السودان، ولكن هذا يتوقف على دورها في هذه الثورة، فإذا التصقت بالنظام الحاكم فإنها ستلقى ذات المصير، لكنني في ذات الوقت أعتقد أن النظام لن يستمر في ظل المشاكل التي تعاني منها الحكومة من عزلة خارجية ووضع اقتصادي متردي وفساد«وململة» داخل صفوف الحركة الإسلامية نفسها والجميع يلاحظ الانتقادات التي صوبها نواب البرلمان مؤخراً لما يسمى استراتيجية محاربة الفقر، ولم يسلم حتى ديوان الزكاة في النقد.
واعتبر زين العابدين أن المخرج يكمن في استعادة الديمقراطية واستقلالية القضاء بفصله عن باقي السلطات الأخرى والتداول السلمي للسلطة.
دستور
من جانبه أكد د. معتصم عبد الرحيم رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية أن الأخيرة تميزت بتعدد دساتيرها ابتداءً من دستور العام 1960م والذي اقتصر على مشاركتها في المناسبات الدينية وتقديم المشاريع الإسلامية لأولي الأمر دون المشاركة في الحكم إلى أن تم تشكيل لجنة في العام 1980م لإعادة صياغة الدستور ترأسها البروف الطيب زين العابدين، وضمت حاج نور عبدالرحيم، والأستاذ علي عثمان وشخصي، وكان هذا الدستور بمثابة قفز ة نوعية اعقبته دساتير عام 2000-2005-2012م.
وأوضح د. المعتصم أن الكتاب الأخير الذي صدر عقب مؤتمر الشورى الماضي جاء في مادة التاسعة في فقرته الثامنة حديث عن العمل السياسي خلال حزب تنشئة الحركة الإسلامية يكون منفتح على الأخرين، ونقول أننا أنشانا المؤتمر الوطني بقرار.
ورفض د. معتصم الحديث عن غياب الحركة الإسلامية قائلاً: هي موجودة متمثلة في تيارها العام ودستورها الذي نص على أنها جماعة إسلامية منظمة تنظيم عضوي يعمل في إطار تيار إسلامي عام بالمجتمع في كل المجالات الاقتصادية والسياسية، والدعوية على أن تعترف بالمجموعات الأخرى، لذلك هي موجودة رغم أنها غير مسجلة في مسجل التنظيمات السياسية، إذ لم يتم حسم نقطة التسجيل هذه، وأوكد: إن الحركة الإسلامية موجودة وتمشي على ساقين وقدمين.
وأشار رئيس مجلس شورى الحركة الاسلامية إلى عدم إمكانية استمرار الأمين العام الحالي للحركة الأستاذ علي عثمان بنص الدستور إذا ما تمت إجازته حيث ينص على عدم استمرار القيادات التنظيمية للحركة لدورتين، وهو ما قضاه الأستاذ علي عثمان.
وأكد د. المعتصم أن المؤتمر العام القادم للحركة الاسلامية سيناقش عبر لجان«الاسترجاع» عودة الذين خرجوا من الحركة الاسلامية بما فيهم الذين ذهبوا للمؤتمر الشعبي، وهذا العمل بدأ قبل فترة، والجميع يعلم أن هنالك من عادوا كالدكتور الحاج آدم وبدر الدين طه وغيرهم، وسيستمر هذا العمل، ولكن وفق لجنة تنظيمية بضوابط وإجراءات معينة.
مساعدة
الأستاذ علي عبدالله يعقوب أحد رواد الحركة الإسلامية الأوائل تحدث في البداية عن تاريخ الحركة بداية بالإخوان المسلمين في مصر، ونشاط حسن البنا بعد انهيار الدولة التركية، وتكالب الاستعمار على الدول الاسلامية، وأرجع انتشار الفكر الإسلامي لازدياد نسبة القراءة والكتابة والثقافة عموماً.
وأقر علي يعقوب بمساعدة الكوادر الاسلامية في دخول السوق، منوها إلى أن الحركة الاسلامية كانت تفتقر هذه الناحية والتي بدأت بعد إنشاء بنك فيصل، قائلاً: أنا ساعدتهم في دخول السوق، فأصبح لأعضاء الحركة الاسلامية حسابات في بنك فيصل، وانتشرت فلسفة السوق والتجارة، وأضاف: دخول أعضاء الحركة للسلطة أضعف الحركة الاسلامية، وهذا من الأخطاء، لذلك لابد أن تبتعد القيادات في الحركة عن الحكم، مؤكداً في ذات الوقت على مسألة فاعلية الحركة الإسلامية حالياً ونشاطها المجتمعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق