الخميس، 2 مايو 2013

الناس والحكومة والغلاء؟؟!!

الناس والحكومة والغلاء؟؟!!
٭ ظللت على الدوام اكتب عن الغلاء وارتفاع الأسعار وما يعانيه المواطن من نتائج وآثار السياسات الاقتصادية ما اقصده الآثار السلبية التي جعلت المواطن يتأوه من زيادة العبء على كاهله.
٭ لقد تلاشت الطبقة الوسطى قلب المجتمع النابض وانزلقت الى آخر درج السلم الاجتماعي واستقرت في القاع... وتلك حقيقة ولو دخلنا في دائرة الاقتراضات والافتراضات المضادة فاننا سنظل نناقش نقاش اهل بيزنطة هل الدجاجة هي الاصل ام البيضة حتى لا نجد دجاجة ولا بيضة.
٭ انا شخصياً لا احب الافتراضات الجدلية وارى ان الافتراضات تضيع الوقت والجهد.. صحيح انها قد تكون نوعا من الرياضة الذهنية في بعض الاحيان.. لكنها لا تهم البسطاء في شيء ولا تصلح للمواجهة مع الجماهير وخاصة فيما يتعلق بادق امور حياتهم وهي القدرة على إعالة الأسرة وأفواه الأطفال وأمهم.. وربما الأسرة الممتدة الأم والأخت والخالة والعمة.
٭ والرجل السوداني سواء في المدينة او القرية لا يؤثر فيه بعمق مثل تأثير عدم قدرته على إعالة أسرته، فاذا استحال عليه ذلك ولاحظ اي انعكاس لهذا المعنى في وجه زوجته او ابنائه وبناته ينطلق لا يلوي على شيء ، وتستطيع الحاجة وسوء الحال ونظرات الاستضعاف ان تنظمه ضد نفسه وضد القيم وضد الاخلاق وضد المجتمع وضد أي شيء.
٭ ولا تقف هذه الحالة عند دفع رب الأسرة العائل الى طريق الضياع او الجنون فقد تتبعه الزوجة والبنات والأخت والأبناء، وما حديثنا عن خلخلة النسيج الاجتماعي الا لهذه الأسباب.
٭ فالغلاء الذي تمدد وشمخ وغطى كل الحياة.. بداية بالخبز «الرغيف» ألم تلاحظوا حجم الرغيفة الذي اصبح في حجم «اللقمة الواحدة» والطفل لا تكفيه أربع رغيفات،، اما باقي الاشياء لا تحتاج مني الى سرد او توصيف، اللحمة والزيت والبصل والخضار والرز والعدس.. فكلكم على علم وكما يقول اهلنا الجمرة بتحرق الواطيها.. وكلنا حتى الاطفال ارجلنا على جمر الاسعار وهو نوع خاص صنع خصيصاً لاهل السودان في عصر الانقاذ.
٭ والذي يدعو للتأمل حتى القادرين على الشراء وقد اصبحوا اقلية يشكون ولكن لسبب آخر هو توقف اعمالهم وعدم تمكنهم من ممارسة النشاط الاقتصادي كلهم يقولون «السوق واقف» بسبب الانكماش والركود وتقليص الطلب على السلع الموجودة بسبب ضعف الدخول وانعدامها لدى المواطنين بفعل العطالة وبالتالي لا احد يبيع ولا احد يشتري ولا احد يعمل.
٭ العاطلون واليائسون تحول بعضهم الى عصابات للسرقة والخطف.. خطف حقائب المارة في قارعة الطريق والقفز من جدران المنازل الفارغة الا من الاثاث القديم وازيار اقدم.
٭ لم أكن مبالغة ولكن صدقوني انها الحقيقة.. وقد يشدني الى المبالغة في الوصف احساس بان الحكومة لا تلقي بالا لما يشعر به المواطنون وتلك معضلة محيرة جداً.. فالناس لديهم احساس قوي بان امرهم لا يعني الحكومة وان حياتهم او هلاكهم لم يعد يهم احداً.
٭أصبحت المعادلة غير قابلة للحل.. معادلة الناس والغلاء والحكومة.. ولكن بقاء هذا الحال لم يعد محتملاً والصمت عليه لم يعد ممكناً.. وفي هذه الحالة دائماً تتجلى عبقرية الشعوب.
هذا مع تحياتي وشكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق