حول تداعيات أحداث أبوكرشولا و أم روابة
*هناك حالة من الضخ المعلوماتي الكثيف تسيطر على كل منابر الاعلام والأوساط العامة والمجالس الخاصة، حول ماحدث وما يحدث من ملابسات وأفعال وتصرفات، مرتبطة بدخول قوات الجيش الشعبي وحلفائها الى بلدة «أبو كرشولة» جنوبي الرهد، وفرض سيطرتها عليها منذ بداية هذا الاسبوع، ودخولها في نفس اليوم مدينة «أم روابة» ثاني أكبر مدن شمال كردفان، بالشكل الذى تابعه الجميع بمشاعر مختلفة ومتفاوتة من الحرب وأفعالها وأطرافها. هناك حديث عن تصفيات ومحاكمات ميدانية داخل بلدة أبو كرشولا وبعض القرى على أساس الهوية السياسية والعرقية، هناك معلومات عن نهب مواطنين ومتاجر، وعن كارثة انسانية،......الخ. جزء من هذا الفخ الاعلامي يندرج ضمن عملية «الاشاعة المنظمة» التى تصدرمن دوائر تقوم بفبركة هذه الشائعات، بينما الجزء الآخر هو نتاج طبيعي لمثل هذه الأجواء التى يسيطر عليها الهلع والاحباط العام. وفى نفس الوقت هناك وقائع وقرائن أحوال مرتبطة بما حدث، لا يمكن تجاوزها عند الوقوف على هذه التطورات الخطيرة التى حدثت.
*ابتداء لابد من التأكيد على أن ما حدث للمواطنين في مناطق الجبال الشرقية من جنوب كردفان في أبو كرشولا وأريافها مثل «ام بركة»،«شمشكة» و«الحجير»و«القردود»،«وغيرها»، ومواطني «الرهد»،«السميح»،«الله كريم»،«ام روابة» و«الابيض»، هذا الذى حدث أمر مؤسف، حيث وجد المواطنون أنفسهم في حالة من انعدام الطمأنينة وعدم الاحساس بالأمن على أرواحهم وحياتهم. وتحول الوضع الى كارثة انسانية كبيرة لهولاء المواطنين، ما بين الهلع والفزع الذى صحا عليه مواطنو قرى أرياف أبو كرشولا بعد صلاة الفجر مباشرة «توقيت الهجوم الذى نفذته المجموعات المسلحة»، وما تبع ذلك من مواجهات أودت بحياة البعض ودفعت الآف الأسر الى مغادرة المنطقة بلا اتجاه، سيرا على الأقدام، من نساء وكبار سن وأطفال، ومدنيين عاديين لم يحسبوا أن تصل بهم الأمور الى هذا الحد، وانتهاء باستقبال أمواج النازحين من ضحايا هذا التصعيد الكبير. القاسم المشترك بين جميع هؤلاء من أبو كرشولا وما حولها وحتى أم روابة والأبيض والخرطوم، هو احساس المواطنين بعدم الاطمئنان على أمنهم وسلامتهم في أى لحظة وفى أى موقع. ولم يأت رئيس المجلس الوطني بجديد عندما يقول:«ماتم في أم روابة ينذر بخطر وفتح ثغرة جديدة» ولا عندما يعترف بأن هناك تقصيرا حيث يقول «لا حماية لاى شخص يثبت تقصيره على مستوى الجهاز التنفيذي». المهم أن التقصير قد حدث و دفع ثمنه المواطنون الذين اعتقدوا بأن هناك سلطة تحميهم.
* الأمر الثاني هو أن ماحدث كان من الممكن تلافيه لو أن المعنيين بالأمر كانوا على قدر المسئولية، وعلى درجة من الحرص على المواطنين وأرواحهم وحياتهم. في اتصال هاتفي مع أحد القيادات الأهلية من منطقة أبو كرشولا قال «الأخبار أديناها للمسؤولين بكل شفافية قبل وقت كافٍ مما حدث، ونبهناهم بأن التحركات التى تقوم بها المجموعات المسلحة في المنطقة حتقطع الطريق بين الرهد وأم روابة و ممكن تقطع كبرى كوستي....». بينما يقول قيادي أهلي آخر في اتصال هاتفي من نفس المنطقة أيضا «قبل واحد وعشرين يومت قام وفد أهلي من منطقة الفيض منهم العمدة على حسن جماع والعمدة صالح كوكو والعمدة هارون وقابلوا الوالي «أحمد هارون»وشرحوا له خطورة الوضع الأمني في المنطقة ... ورد عليهم الوالي انهم على علم تام بالحاصل ووعدهم بزيارة المنطقة بعد الامتحانات !!!». وهذا الحديث ينسجم مع ما نُسب الى والي شمال كردفان «زاكي الدين» الذى قال فيه «نحنا راصدين الجماعة ديل قبل خمسة أيام». من «أم روابة» تحدث أحد المواطنين الذين عايشوا الحدث قائلا «الجماعة ديل دخلوا المدينة الساعة تسعة ونص صباحا وقعدوا فيها لحدى الساعة واحده ونص عملوا الدايرنو وانسحبوا. لا شفنا معتمد ولا والي ولا نائب والي ولا حركة اسلامية ولا مؤتمر وطني ولا غيرهم....». ويتساءل أى مواطن اذا كانت المعلومات متوفرة لدى هؤلاء «المسؤولين؟!!!»وباعتراف منهم ، فلماذا لم يتصدوا للأمر قبل أن يصل الى هذه المرحلة المؤسفة.
*الذى حدث لمواطني منطقة أبو كرشولا وضواحيها أفظع بكثير مما حدث في مناطق أم روابة والسميح والله كريم، فقد تمت السيطرة على المنطقة تماما، وعينت الحركة الشعبية مرشحها للانتخابات السابقة في نفس المنطقة «محمد الحسن الشيخ» مشرفا ومعتمدا عليها، حيث أُستبدل علم السودان بعلم الحركة الشعبية. وتعرض بعض قيادات المنطقة السياسية والأهلية من الذين نافسوا مرشح الحركة في الانتخابات، أو من النشطاء المحسوبين على حزب المؤتمر الوطني للاعدامات ذات الطبيعة الانتقامية. ويقدر العدد الذى تعرض للاعدام حتى الأن حوالى 17 شخصا، أبرزهم العالم محمد أبو بكر وشقيقه المهدي وهو «أى العالم» رئيس حزب الأمة ومرشحه في الانتخابات السابقه ولا علاقة له بالمؤتمر الوطني. وهناك أيضا النور ويوسف شقيقا معتمد محلية رشاد «حسن سليمان»، وكذلك موظف الهيئة القومية للاتصالات «محمد ادريس» وآخرين. بينما هناك مفقودون لم يتبين بعد ما هو مصيرهم بينهم نساء وأطفال. والذين أسعفهم الحظ أولئك الذين وجدوا من آواهم في القرى «الحلاّل» الصغيرة في المنطقة جنوب الرهد، أو في جبل الدايرحيث قامت قبيلة «كمله»بأدوار أكثر مروءة وشهامة نحو النازحين من المنطقة الشرقية، على عكس سلبية دور معتمد محلية الرهد. المواطنون الذين استطاعوا أن يصلوا الى الرهد سيرا على الأقدام «67 كيلو متر» من أبو كرشولا وما حولها يٌقدر عددهم بخمسة عشرة ألف مواطن. وصلوا في غاية من السوء والانهاك والانهيار. بينهم نساء ليس على أجسادهن غير «ملابس النوم» وحوامل أجهضن، و بعضهن وضعن حملهن على الطريق، وأناس حفاة وعطشى وجوعى، منتشرون في الخلاء العريض بلا مغيث ولا معين على مصيبتهم، اللهم الا الصبر وانتظار الفرج من رب العالمين. بين ليلة و ضحاها تحول عشرات الآلاف من وضع الاستقرار الى وضع الكارثة الانسانية، نتيجة هذا التصعيد الأخرق من جماعة الجبهة الثورية، في نفس الوقت الذى يتاجر فيه عرمان و رفاقه بالمأساة الانسانية، مع أنهم هم الذين فرضوا على المواطنين هذا الحال البائس.
* الحديث عن تصفيات عرقية هو شائعات المقصود منها جر مواطني المنطقة الى منزلق فتنة ذات طابع قبلي عرقي، تصرف انتباه هؤلاء المواطنين عن السبب الأساسي فيما حدث لهم. الذين تعرضوا للقتل لم يكن بينهم استثناء لقبيلة، فبينهم من البرنو و من تقلى و من الحوازمة و من الهوسا. هذا السلوك لا يجد له ما يبرره في أى شرع من شرائع الحركات الثورية أو عند أصحاب المبادئ. أن ما يٌمارس لا علاقة له بثورة أو تغيير، انه سلوك همجى فوضوى ليس الا. فالمعروف أن للحرب أخلاقها التى تمنع القتل من أجل الانتقام و التشفى، و يمنع جعل أرواح الناس رهينة لأمزجة مريضة.وهو تقصير السلطات الحكومية الرسمية في جنوب وشمال كردفان وفى الخرطوم وليس غيره. فحماية المواطنين مسئولية الحكومة التى توفرت عندها المعلومة قبل وقت كافٍ، و تنفق 70% من ميزانيتها على الأمن و الدفاع كما تدعى، وكان بمقدورها فعل الكثير الذى يقي المواطنين هذه المأساة ولكنها لم تفعل. مصدر هذه الشائعات هو دوائر حزب المؤتمر الوطني ذاتها، بعد أن تركت قياداتها في هذه المنطقة تواجة الموت وتواجه الحرج أمام المواطنين الساخطين.
* الاسلوب الذى تتعامل به الحركات المسلحة مع المواقع المدنية و مع المدنيين من المواطنين، لم يعد جديدا بل أصبح من الممارسات الملازمة لأى عملية تقوم بها هذه الحركات. فقد سبق أن تم ضرب محطة كهرباء تلودى عند استهدافهم لمدينة تلودى، كما تم تعطيل العمل في الطريق الدائري بالهجوم على معسكر الشركة الصينية التى كانت تعمل في هذا الطريق الحيوي، وكثير من المنشآت الحكومية المتعلقة بخدمة المواطنين يتعامل هؤلاء على أنها أهداف عسكرية، وهذا أمر غاية في الغرابة. فمحطة الكهرباء أو الطريق أو السيارة الحكومية أو المستشفى أو المدرسة، هذه يتم ايجادها من عرق و كدح المواطن السوداني البسيط بالضرائب والجمارك والجبايات، وعندما تتعطل أو يتم تعطيلها يعاد تشغيلها من أموال ذات المواطن المغلوب على أمره، وليس من أموال ومدخرات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فأين هى الوطنية أو البطولة أو حقوق المواطنين، عند قصف محطة لتوليد الكهرباء في أم روابة أو تلودى أو غيرهما.
*هناك حالة من الضخ المعلوماتي الكثيف تسيطر على كل منابر الاعلام والأوساط العامة والمجالس الخاصة، حول ماحدث وما يحدث من ملابسات وأفعال وتصرفات، مرتبطة بدخول قوات الجيش الشعبي وحلفائها الى بلدة «أبو كرشولة» جنوبي الرهد، وفرض سيطرتها عليها منذ بداية هذا الاسبوع، ودخولها في نفس اليوم مدينة «أم روابة» ثاني أكبر مدن شمال كردفان، بالشكل الذى تابعه الجميع بمشاعر مختلفة ومتفاوتة من الحرب وأفعالها وأطرافها. هناك حديث عن تصفيات ومحاكمات ميدانية داخل بلدة أبو كرشولا وبعض القرى على أساس الهوية السياسية والعرقية، هناك معلومات عن نهب مواطنين ومتاجر، وعن كارثة انسانية،......الخ. جزء من هذا الفخ الاعلامي يندرج ضمن عملية «الاشاعة المنظمة» التى تصدرمن دوائر تقوم بفبركة هذه الشائعات، بينما الجزء الآخر هو نتاج طبيعي لمثل هذه الأجواء التى يسيطر عليها الهلع والاحباط العام. وفى نفس الوقت هناك وقائع وقرائن أحوال مرتبطة بما حدث، لا يمكن تجاوزها عند الوقوف على هذه التطورات الخطيرة التى حدثت.
*ابتداء لابد من التأكيد على أن ما حدث للمواطنين في مناطق الجبال الشرقية من جنوب كردفان في أبو كرشولا وأريافها مثل «ام بركة»،«شمشكة» و«الحجير»و«القردود»،«وغيرها»، ومواطني «الرهد»،«السميح»،«الله كريم»،«ام روابة» و«الابيض»، هذا الذى حدث أمر مؤسف، حيث وجد المواطنون أنفسهم في حالة من انعدام الطمأنينة وعدم الاحساس بالأمن على أرواحهم وحياتهم. وتحول الوضع الى كارثة انسانية كبيرة لهولاء المواطنين، ما بين الهلع والفزع الذى صحا عليه مواطنو قرى أرياف أبو كرشولا بعد صلاة الفجر مباشرة «توقيت الهجوم الذى نفذته المجموعات المسلحة»، وما تبع ذلك من مواجهات أودت بحياة البعض ودفعت الآف الأسر الى مغادرة المنطقة بلا اتجاه، سيرا على الأقدام، من نساء وكبار سن وأطفال، ومدنيين عاديين لم يحسبوا أن تصل بهم الأمور الى هذا الحد، وانتهاء باستقبال أمواج النازحين من ضحايا هذا التصعيد الكبير. القاسم المشترك بين جميع هؤلاء من أبو كرشولا وما حولها وحتى أم روابة والأبيض والخرطوم، هو احساس المواطنين بعدم الاطمئنان على أمنهم وسلامتهم في أى لحظة وفى أى موقع. ولم يأت رئيس المجلس الوطني بجديد عندما يقول:«ماتم في أم روابة ينذر بخطر وفتح ثغرة جديدة» ولا عندما يعترف بأن هناك تقصيرا حيث يقول «لا حماية لاى شخص يثبت تقصيره على مستوى الجهاز التنفيذي». المهم أن التقصير قد حدث و دفع ثمنه المواطنون الذين اعتقدوا بأن هناك سلطة تحميهم.
* الأمر الثاني هو أن ماحدث كان من الممكن تلافيه لو أن المعنيين بالأمر كانوا على قدر المسئولية، وعلى درجة من الحرص على المواطنين وأرواحهم وحياتهم. في اتصال هاتفي مع أحد القيادات الأهلية من منطقة أبو كرشولا قال «الأخبار أديناها للمسؤولين بكل شفافية قبل وقت كافٍ مما حدث، ونبهناهم بأن التحركات التى تقوم بها المجموعات المسلحة في المنطقة حتقطع الطريق بين الرهد وأم روابة و ممكن تقطع كبرى كوستي....». بينما يقول قيادي أهلي آخر في اتصال هاتفي من نفس المنطقة أيضا «قبل واحد وعشرين يومت قام وفد أهلي من منطقة الفيض منهم العمدة على حسن جماع والعمدة صالح كوكو والعمدة هارون وقابلوا الوالي «أحمد هارون»وشرحوا له خطورة الوضع الأمني في المنطقة ... ورد عليهم الوالي انهم على علم تام بالحاصل ووعدهم بزيارة المنطقة بعد الامتحانات !!!». وهذا الحديث ينسجم مع ما نُسب الى والي شمال كردفان «زاكي الدين» الذى قال فيه «نحنا راصدين الجماعة ديل قبل خمسة أيام». من «أم روابة» تحدث أحد المواطنين الذين عايشوا الحدث قائلا «الجماعة ديل دخلوا المدينة الساعة تسعة ونص صباحا وقعدوا فيها لحدى الساعة واحده ونص عملوا الدايرنو وانسحبوا. لا شفنا معتمد ولا والي ولا نائب والي ولا حركة اسلامية ولا مؤتمر وطني ولا غيرهم....». ويتساءل أى مواطن اذا كانت المعلومات متوفرة لدى هؤلاء «المسؤولين؟!!!»وباعتراف منهم ، فلماذا لم يتصدوا للأمر قبل أن يصل الى هذه المرحلة المؤسفة.
*الذى حدث لمواطني منطقة أبو كرشولا وضواحيها أفظع بكثير مما حدث في مناطق أم روابة والسميح والله كريم، فقد تمت السيطرة على المنطقة تماما، وعينت الحركة الشعبية مرشحها للانتخابات السابقة في نفس المنطقة «محمد الحسن الشيخ» مشرفا ومعتمدا عليها، حيث أُستبدل علم السودان بعلم الحركة الشعبية. وتعرض بعض قيادات المنطقة السياسية والأهلية من الذين نافسوا مرشح الحركة في الانتخابات، أو من النشطاء المحسوبين على حزب المؤتمر الوطني للاعدامات ذات الطبيعة الانتقامية. ويقدر العدد الذى تعرض للاعدام حتى الأن حوالى 17 شخصا، أبرزهم العالم محمد أبو بكر وشقيقه المهدي وهو «أى العالم» رئيس حزب الأمة ومرشحه في الانتخابات السابقه ولا علاقة له بالمؤتمر الوطني. وهناك أيضا النور ويوسف شقيقا معتمد محلية رشاد «حسن سليمان»، وكذلك موظف الهيئة القومية للاتصالات «محمد ادريس» وآخرين. بينما هناك مفقودون لم يتبين بعد ما هو مصيرهم بينهم نساء وأطفال. والذين أسعفهم الحظ أولئك الذين وجدوا من آواهم في القرى «الحلاّل» الصغيرة في المنطقة جنوب الرهد، أو في جبل الدايرحيث قامت قبيلة «كمله»بأدوار أكثر مروءة وشهامة نحو النازحين من المنطقة الشرقية، على عكس سلبية دور معتمد محلية الرهد. المواطنون الذين استطاعوا أن يصلوا الى الرهد سيرا على الأقدام «67 كيلو متر» من أبو كرشولا وما حولها يٌقدر عددهم بخمسة عشرة ألف مواطن. وصلوا في غاية من السوء والانهاك والانهيار. بينهم نساء ليس على أجسادهن غير «ملابس النوم» وحوامل أجهضن، و بعضهن وضعن حملهن على الطريق، وأناس حفاة وعطشى وجوعى، منتشرون في الخلاء العريض بلا مغيث ولا معين على مصيبتهم، اللهم الا الصبر وانتظار الفرج من رب العالمين. بين ليلة و ضحاها تحول عشرات الآلاف من وضع الاستقرار الى وضع الكارثة الانسانية، نتيجة هذا التصعيد الأخرق من جماعة الجبهة الثورية، في نفس الوقت الذى يتاجر فيه عرمان و رفاقه بالمأساة الانسانية، مع أنهم هم الذين فرضوا على المواطنين هذا الحال البائس.
* الحديث عن تصفيات عرقية هو شائعات المقصود منها جر مواطني المنطقة الى منزلق فتنة ذات طابع قبلي عرقي، تصرف انتباه هؤلاء المواطنين عن السبب الأساسي فيما حدث لهم. الذين تعرضوا للقتل لم يكن بينهم استثناء لقبيلة، فبينهم من البرنو و من تقلى و من الحوازمة و من الهوسا. هذا السلوك لا يجد له ما يبرره في أى شرع من شرائع الحركات الثورية أو عند أصحاب المبادئ. أن ما يٌمارس لا علاقة له بثورة أو تغيير، انه سلوك همجى فوضوى ليس الا. فالمعروف أن للحرب أخلاقها التى تمنع القتل من أجل الانتقام و التشفى، و يمنع جعل أرواح الناس رهينة لأمزجة مريضة.وهو تقصير السلطات الحكومية الرسمية في جنوب وشمال كردفان وفى الخرطوم وليس غيره. فحماية المواطنين مسئولية الحكومة التى توفرت عندها المعلومة قبل وقت كافٍ، و تنفق 70% من ميزانيتها على الأمن و الدفاع كما تدعى، وكان بمقدورها فعل الكثير الذى يقي المواطنين هذه المأساة ولكنها لم تفعل. مصدر هذه الشائعات هو دوائر حزب المؤتمر الوطني ذاتها، بعد أن تركت قياداتها في هذه المنطقة تواجة الموت وتواجه الحرج أمام المواطنين الساخطين.
* الاسلوب الذى تتعامل به الحركات المسلحة مع المواقع المدنية و مع المدنيين من المواطنين، لم يعد جديدا بل أصبح من الممارسات الملازمة لأى عملية تقوم بها هذه الحركات. فقد سبق أن تم ضرب محطة كهرباء تلودى عند استهدافهم لمدينة تلودى، كما تم تعطيل العمل في الطريق الدائري بالهجوم على معسكر الشركة الصينية التى كانت تعمل في هذا الطريق الحيوي، وكثير من المنشآت الحكومية المتعلقة بخدمة المواطنين يتعامل هؤلاء على أنها أهداف عسكرية، وهذا أمر غاية في الغرابة. فمحطة الكهرباء أو الطريق أو السيارة الحكومية أو المستشفى أو المدرسة، هذه يتم ايجادها من عرق و كدح المواطن السوداني البسيط بالضرائب والجمارك والجبايات، وعندما تتعطل أو يتم تعطيلها يعاد تشغيلها من أموال ذات المواطن المغلوب على أمره، وليس من أموال ومدخرات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فأين هى الوطنية أو البطولة أو حقوق المواطنين، عند قصف محطة لتوليد الكهرباء في أم روابة أو تلودى أو غيرهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق