الجمعة، 18 فبراير 2011

بالمنطق(الأرشيف)

سكرة السلطة.. وسكراتها!!!

* سبحان الله..
*
سبحان الله العليُّ المتعال..
*
سبحان الله الواحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد..
*
فلو كنا طلبنا من السماء أن تهبنا هدية (عملية) ندعم بها ما ظللنا نصرخ به خلال الفترة السابقة لما كانت تجود علينا بأفضل مما نراه في الساحة العربية..
*
ما نراه في تونس ومصر واليمن والجزائر وسوريا والأردن..
*
فقد كنا نجتهد إجتهاداً يئن تحت وطأته قلمنا في تحذير الغافلين منا بإمكان أن تهب عليهم رياح التغيير بغتةً وهم لا يشعرون..
*
وقلنا و(أعدنا) ان من الغباء السياسي ـ في ظل الأنظمة القابضة ـ فهم الصبر من تلقاء الشعب على أنه رضا أو تأييد أو استكانة أو خوف من المجهول القادم..
*
وضربنا الأمثلة تلو الأمثلة بتفسير خاطئ لصبر الشعب من جانب كلٍّ من نميري وعبود في السودان..
*
وأشرنا مراراً وتكراراً إلى الصدمة التي أصابت ذينك الرئيسين (المخلوعين!!) جراء إمتلاءٍ (مفاجئ!!) للشوارع بحشود غاضبة خلاف تلك التي كانت تهتف (بالروح بالدم نفديك يا عبود) و(أيدناك بايعناك، يا نميري أيدناك)..
*
وأوضحنا وشرحنا أن المعارضة ـ التي (تنشغل) بها الأجهزة الامنية ـ ليست هي التي تنفجر غضباً في الشارع وإنما أفراد الشعب الذين لا ينتظرون (إشارة!!!) من أحد.
*
وسكبنا من المداد ما سكبنا تنبيهاً إلى أن لحظة الغضب تلك حين تجيء ـ كسراً لحاجز الحذر ـ فلن تقدر كل أجهزة الردع السلطوية على قمعها أو وأدها أو الحد من انتشارها..
*
وصرخنا و(كوركنا) بأن تصديق كذبة الـ (99%) هو خداع للذات ـ قبل أن يكون خداعاً للجماهير ـ لاستحالة اجراء انتخابات نزيهة في ظل أنظمة شمولية تحتكر المال والاعلام و(الأدوات!!) و(المخالب!!)..
*
كل ذلك فعلناه ـ وأكثر ـ ولكن الذين بأيديهم الأمر (مُغيَّبةٌ) عقولهم بفعل (سكرة) اللحظة..
*
فما داموا يصحون من نومهم ليجدوا كل شيء كما هو؛ هيمنةً وتنفُّذاً وهدوءاً من جانب الشعب ليصرخ الصارخون حتى تجف حلوقهم ثم يشربوا من البحر..
*
وسكرة الراهن السلطوي هذه هي بالضبط ما كان منتشياً بها نظاما بن علي ومبارك حتى وقت قريب..
*
فسبحان الله الذي أمدنا بما نستشهد به ـ تحذيراً ـ بخلاف نظامي مايو ونوفمبر..
*
فالعبر (الطازجة!!) أشد وقعاً من العبر (الماضوية!!)..
*
عبرٌ مازلنا نعيش أحداثها تزامناً مع صدى ذاك الذي كنا نكتبه تحذيراً من مغبة التمادي في تجاهل حقائق الواقع بفعل سكرة السلطة..
*
فقد راحت السكرة ـ في كلِّ من تونس ومصر ـ وجاءت العبرة..
*
وأدرك بن علي ومبارك ـ عند السكرات ـ مدى ما كان يعتمل في نفوس أفراد شعبيهما من (غضب!!) تجاه الأجهزة التي كانا يستخدمانها لـ (قمع!!) تطلعاتهم المشروعة..
*
فقد اتضح ـ مثلاً ـ أن الشرطة في تينك الدولتين لم تكن (في خدمة الشعب) وإنما (في خدمة النظام)..
*
ثم حين طغى هدير الجماهير على لعلعة الرصاص ودويِّ البمبان وأزير الهراوات أضحت الشرطة في (قبضة!!) الشعب..
*
وكذلك أفراد (أمن الدولة!!) الذين ما كان يهمهم ـ في واقع الأمر ـ إلا (أمن النظام!!)..
*
وسارعت أنظمة أخرى من ذات الـ (99%) ـ في العالم العربي ـ إلى التنازل عن بعض ما كانت (تصر!!) عليه تحت تأثير نشوة السلطة..
*
فتنازل بوتفليقة عن مواصلة فرض حالة طوارئ ظلت سارية في الجزائر سنين عددا..
*
وتنازل علي عبد الله صالح عن مواد في الدستور تسمح له بأن يبقى رئيساً على اليمن مدى الحياة مع جواز (التوريث)..
*
وتنازل الأسد عن (ثوابت) كان مجرد تصويب نقد نحوها يعد من مهددات الأمن القومي السوري..
*
وتنازل الملك عبد الله عن إصراره ببقاء حكومة كان رافضاً لها الشعب الأردني بأكمله فأقالها بجميع أفرادها..
*
وتحسست أنظمة عربية أخرى مواطن للخلل ما كانت (تحس!!) بوجودها أصلاً قبل ثورتي تونس ومصر..
*
وتجود علينا السماء بما يعضّد (عملياً) ما ظللنا نُحذِّر منه (نظرياً)..
*
ونقول: سبحان الله؛ لعلهم الآن (يفهمون!!)..
*
وإن لم (يفهموا) نقول أيضاً: سبحان الله..
*
فـ (آدي ربِّنا، وآدي حكمتو).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق