بداية أرى أنه من حقي (ومن حق أي مواطن) كمواطن بسيط جداً، وقد يعتبرها البعض سذاجة، أن أخاطب (على الورق) من حكمني دون إذن مني أو مشاورتي لفترة تزيد عن 20 عاماً (20 × 365 يوم ×24 ساعة × 60 ثانية = 10512000 ثانية)، أخاطبه كتابة لمدة لن تستغرق قراءتها أكثر من 5 دقائق من زمنه الثمين. فالسيد الرئيس (السلطان بكلام ناس زمان) في الأصل مواطن سوداني عادي ومن بيت بسيط جداً، حيث إنني عاشرت شقيقة الأخ الدكتور/ عبدالله (اللواء طبيب حالياً) عندما كنا طلاباً بجامعة الإسكندرية في بداية السبعينات من القرن الماضي، وحالياً نلتقي بانتظام (تقريباً) في يوم الجمعة الأولى من كل شهر بمنزل أحد خريجي الإسكندرية لنجتر الذكريات ونتفقد أحوال بعضنا البعض وتبادل الآراء والأفكار وتتعارف الأسر (العيال كبرت)، مع تجنب الحديث في السياسة، منذ تخرجنا حتى اليوم . تضم المجموعة وزراء ولائيين ومعتمدين ومستشارين وأطباء ومهندسين وزراعيين وأساتذة جامعات ومدراء عامين..إلخ. وجلسة (يناير) كانت بمنزل الشاعر الإاسكندراني المتهم بإحداهن من بنات بمبى بأنه (بربري) مصطفى ود المأمور، والتي لم أتمكن حضورها لأسباب كثيرة أهمها الأسباب الصحية (الكبر حصل!!). السيد الرئيس (السلطان) بواسطة المواطن/ عمر حسن أحمد : أتيحت لك كل الفرص كرئيس (كسلطان) للجمهورية والزمن الكافي (1989 – 2010م) لرفعة شأن هذا الوطن الغالي الواحد الموحد (مليون ميل مربع) والمواطن السوداني الكريم (حوالي 40 مليون) الذي يرفض (الذل والمذلة والحقارة) من الذي يسوى والذي لا يسوى من من قمتم بوضعهم في مواقع لا يستحقونها، وهي ( الكلمات الافتتاحية) لحكم الشعب السوداني عبر آلاف السنين. أنت، أقصد سيادتك، سوداني أصيل، ومن بيت سوداني كريم وبالتالي (من المفترض) أن ترفض كل ما يضر بهذا الوطن (انفصال) وهذا الشعب (معاناة اقتصادية تفوق طاقته) ويحط من قدرهما وكرامتهما، خاصة وأنك الراعي و مسؤول عنا( نفر نفر) كما جاء في مسرحية ريا وسكينة. تابعنا مسيرتكم منذ اندلاع الإنقاذ حتى تاريخ الانتخابات الأخيرة والتي أتت بسيادتكم رئيساً (سلطاناً) منتخباً لكل السودانيين رغماً عن أنني لم أصوت لسيادتكم حيث إنني اتحادي ديمقراطي أصيل، لكني كنت مقتنعاً بأنك ستفوز (وستكون)، كما وعدتنا (ووعد الحر دين) أثناء الحملة الانتخابية المكثفة، بأنك ستكون (رئيساً لكل السودانيين)، من صوت أم لم يصوت لكم، وستتقى الله فينا خوفاً من يوم اللقاء بسبحانه وتعالى الذي يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء (زين العابدين بن علي!!). أعلم مدى تدينكم وإيمانكم بالله وبإلتزامك الديني وتحمسكم للشريعة وتطبيقها (هذا حقك كمواطن، لكن كسلطان؟؟؟). أنت من قال (شعب السودان شعب متحضر وشعب معلم)، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر. سيدي الرئيس: تسلمت سيادتكم السودان كدولة متحدة بخارطتها التي عشقناها جميعاً، بما في ذلك سيادتكم، ونحن تقريباً أبناء جيل واحد وعايشنا ذات الظروف (مع أن الزملاء يتهموننا بأننا أولاد نمرة اثنين، أولاد العز)، وتعلمنا ذات التعليم وعاصرنا معاً أكتوبر وأبريل، نوفمبر ومايو ، حرب 1967 وحرب 1973، وسقوط شاشيسكو وانهيار الاتحاد السوفيتي وهروب الشيوعيين، وأناشيد العطبراوي ومحمد الأمين ومحمد وردي والثنائي الوطني ، أحمد المصطفى، وعزة في هواك، و اتفاقية أديس أبابا وإتفاقية كوكادام، وحرب الخليج وعناد صدام وتآمر الدول الثلاثين عليه بما في ذلك الدول العربية..,إلخ. تسلمت سيادتك السلطة بانقلاب عسكري من حكومة ديمقراطية منتخبة وحكمتنا كسلطان آخذاً الحجاج بن يوسف الثقفي مثلاً يحتذي به رغماً عن أنك سميت (عمراً) على ما أعتقد تيمنا بأحد العمرين (الخطاب أو ابن عبدالعزيز). نفذت فينا كل أشواق و ما تشتهي (الجبهة الإسلامية قبل التمايز) تطبيقه ولم نقل بِغم. قد يكون ذلك من باب (إعطائكم الفرصة كما أعطيت لعبود ونميري حتى تنجح مساعيكم لرفعة السودان) أو قد تكون من باب (الخوف) من الجماعة إياهم الذين مكنتموهم فينا حماية للنظام و وفرتم لهم كل المعينات القهرية، وأنتم تعلمون أنه لا توجد في قلوبهم رحمة كأنهم لم تلدهم أم سودانية، أو السبب الثالث هو نتيجة الخوف على الأسرة وما سيحدث لها (الخواف ربَّى عياله). بدأت سيادتكم ومجلس الثورة ومجلس الوزراء الموقر بداية عنيفة ضد الشعب (الذي كان موجوداً زمان)، ومن أهم ملامحها الاعتقالات وبيوت الأشباح والضغط الاقتصادي (عبدالرحيم حمدي) وتحريم التعامل بالعملات الأجنبية. بل أعدم من وجد بمنزله عملة صعبة ورثها عن والده وكانت توجد بخزينة المرحوم. سلطت الإنقاذ في بواكير أيامها علينا من لا يخاف الله فينا ولا يرحمنا، وطبقت فينا نظريات لم نتوقع أن تحدث لنا نحن الشعب الصابر المؤمن ومن من؟ من سودانيين مثلنا لم يجرؤ المستعمر أن يقوم بمثلها مما جعل المرحوم الروائي العظيم الطيب صالح يتسآءل: من أين أتى هؤلاء؟ طبعاً يقصد قادة الإنقاذ. تحملنا كل ما جاء قبل الانتخابات (المرحلة الأولى) واحتسبناه واعتبرناه ابتلاءاً نجحنا في عبوره لكن بخسائر كبيرة جداً. رفضنا الخروج من البلاد أو الهجرة من السودان هروباً من الفلس والقهر، إضافة إلى عدم توفر العدالة والمساواة وتسلط (أهل الثقة) علينا نحن (أهل الكفاءة) المشهود لنا بها على كل المستويات (العالمي والأقليمي والمحلي). كنا نتمنى (ولا زلنا نأمل عسى ولعل) من سيادتكم أن تكون أباً لكل السودانيين (بعد الانتخابات، المرحلة الثانية) فقررت أن تبسط العدل بيننا جميعاً شماليين وجنوبيين، أهل ثقة وأهل كفاءة، مؤتمرجية وحزبيين بعد أن تكون قد راجعت ما حدث خلال 20عاماً (فظيعة) قبل الانتخابات (الشرعية الثورية كما تقولون)،علماً بأن غالبية الاتحاديين صوتوا لسيادتكم كرئيس للجمهورية ولم يصوتوا لمرشح الحزب للرئاسة رغماً عن ثقتهم في كفاءته العالية، ثقة في ما جاء في حملتكم الانتخابية الضخمة، والتي بالتأكيد صرفت عليها المليارات، وإلا أنا غلطان!!. فأنت من وعد بذلك أثناء الحملة الانتخابية . سيادتكم وجيلكم هذا (بما في ذلك نحن) تتمتعون بدرجة عالية من الثقافة، خاصة السودانية منها، وعايشتم كل القبائل وذهبتم تقريباً لكل بقاع السودان وأكلتم معهم الملح والملاح وتعرفون كل القبائل السودانية المعروفة والرئيسة وقياداتها معرفة شخصية، وعرفتم وتعاملتم مع ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم جميعاً، وتعرفون ما يحتاجونه على كل المستويات. العارف ما بحدثوه. تعرفون يا سيادة السلطان أن العيب ليس في زماننا ، إنما كما قال الشاعر فإن العيب (فينا نحن) حُكَّام ومحكومين. للسلطة سحر عجيب حمانا الله منها (آمين). فكل من جلس على كرسي السلطة طوال حكم الإنقاذ، على أي مستوى من المستويات، من الذين عينتهم الإنقاذ منذ اندلاعها (غيرته السلطة) وعمل فيها عنترة ويوحي لمرؤوسيه بأنه مسنود من جهات عليا، أو أنه هو الجهات العليا نفسها، ويمكن يوديهم وراء الشمس، وعليه فالأفضل للجميع السمع والطاعة والرضوخ لتنفيذ الأوامر وإلا... ويدير وزارته أو مؤسسته أو جامعته ك (فرعون) زمانه ويفكر في بناء الفيلات ويحجز أربع سيارات لأغراضه (مع أن سيارته الأصلية موريس ماينور تحتاج إلى دفرة يومية)، ويفكر في الزوجة الثانية وتغيير الأثاثات كل عام (مكتب ومنزل) أو مرتين في العام بخلاف الإجازات خارج البلاد ودخول الأولاد المدارس الخاصة أو الجامعات الأجنبية. (الفساد) سيادة الرئيس لا يحتاج إلى اثباتات دامغة أو غير ذلك في هذا البلد المصنف رابعاً من بين أكثر الدول فساداً في العالم هذا الشهر، والثالث من حيث ترتيب الدول الفاشلة التى انطبقت عليها المعايير كلها (12). أصبح الفساد على عينك يا تاجر في كل الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية وعلى كل المستويات، بل يتنافسون فيما بينهم!!! فماذا أنت فاعل بهم يا سيادة السلطان العادل!!!. لن يرضينا أي شيء أقل من قطع رؤوسهم. كيف ستسترد أموالنا، أموال الشعب السوداني المحروم منهم؟ الشعب يعرفهم بالاسم والموقع. رجالات الأمن الاقتصادي حماهم الله يعرفونهم جيداً، لكن يبدو أن أيديهم مغلولة؟ الأرقام سيدي السلطان فلكية و(تخلع) الناس من شاكلتنا حتى نحن أولاد العز. بعد كل هذا فاجأنا السيد وزير المالية (جزاه الله خير عنا جميعاً دون فرز) يقوم برفع الأسعار ابتدأءاً بالرغيف الذي سبب هزة عنيفة في كل الأسر (دون فرز) مادياً ونفسياً وصحياً، ألحقها بإصدار قرارات أخرى أكثر عنفاً (سكر ومحروقات) ووجد لها السند من مجلس الوزراء الذي ترأسه أنت شخصياً، والبرلمان، كأنه وزير مالية الولايات المتحدة رغماً عن أن الأخير إن فعل ذلك لوجد نفسه بالشارع خلال 24 ساعة فقط (ديمقراطية بقى تقول إيه؟). ولا زال يبشرنا وزيرنا بالمزيد (شكر الله سعيه وحماه من دعوات المسكين يومياً) بدلاً من الاعتراف بأنه فشل في إدارة اقتصادنا وأموالنا مع تقديم استقالة مسببة وكنا سنجد له العذر فهذه هي (مقدراته)، لكننا كشعب لدينا ما نقوله ونقترحه لمعالجة هذه الميزانية التي ولدت مشوهة ومعوقة. كمثال: خلال هذا الأسبوع فقط فقد السودان المليارات بالسوداني والدولار واليورو (كمان). أشياء تتعلق بالعمولات (5 مليون دولار)، وباستيراد بذور زهرة شمس (3 مليون يورو) ستفقد صلاحيتها بعد 4 أشهر من الآن، شراء آليات زراعية ثقيلة (19 مليون يورو)، محالج وأسمدة مابين شركة.....لصاحبها.....و نهضة ونفره زراعيتين (أموال سائبة) وأرض محنة (مديرها العام بلا مؤهلات أكاديمية أو غيرها!!) وكنانة ورهد وسوكي، وزواج عجائز (أحدهم قارب الثمانين) بسكرتيراتهن ذوات العشرين ربيعاً بولاية بها مشروع رحمه الله أصبح في عداد الموتى ستقوم سيادتكم، على حسب وعدكم (بإعادة شبابه إليه) كما ستعيد ذوات العشرين ربيعاً شباب هؤلاء الكهول!!، ومشروع آخر مجاور صرف عليه 500 مليار ولم يتعدَ ما أنتج فيه من فول سوداني استوردت بذوره من أبعد نقطة في قارتنا الحبيبة لم يعطِ أكثر من 200 ألف جوال من 90 ألف فدان (دراسة الجدوى حددت 3 مليون جوال!!)!! هل سمعت سيادتكم برئيس اتحاد وأعضاء مجالس إنتاج يتسلمون رواتب شهرية من المؤسسة التي تشرف على مشروعهم (كبدعة) جديدة من بدع الإنقاذ وانتم تقولون كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار (الرئيس يتسلم 5 مليون جنيه شهرياً وسيارة جديدة + 500 جنية لكل عضو مجلس إنتاج وعددهم 15). هل هنالك فساد أكثر من ذلك سيادة الرئيس؟ من سيحاسب هؤلاء ومتى وكيف؟ كل منهم يحمل مستندات ضد الآخر تدينه أمام سيادتكم كما أدانت مدير عام الشركة إياها (أو صاحبها) أمام النائب السيد علي عثمان (نائب السلطان) قبل عدة أيام (3 صفحات من الاتهامات)!!! لماذا نتحمل نحن (الشعب) نتيجة فشلهم الذريع رغماً عن تحذيرنا لهم قبل أكثر من خمسة أشهر؟ وطالبنا (بمحاسبتهم) بنهاية الموسم ونحن في انتظار المحاسبة وإعادة الخبرات التي كانت تديره للموسم الجديد. السيد السلطان: نعم الغلاء ضرب كل بلاد العالم، لكن دور الحكومات التي أتت لخدمة الشعوب هو ( إنقاذ) العباد مما حدث وتخفيف ضرره. السودان من الدول التي كان ولا زال من الممكن أن (لا) تتأثر بهذه الأزمة. الواضح للجميع أن حكومتنا (مبذرة جداً). عليه أوقفوا التبذير أولاً. أجاز البرلمان ميزانية السودان الموحد للعام 2011م. من الواضح أن مسألة انفصال الجنوب أصبحت أمر واقع. سيستمر الحال هكذا حتى 9 / 7/2011 م. النصف الآخر من ميزانية 2011 م لا علاقة للجنوب به (كويس؟). أذن الجنوب المنفصل وفر ما لا يقل عن 40% من ميزانية هذا الجزء (النصف الثاني). فلماذا إذن هذه الزيادات غير المبررة. ما تبقى (من السودان ومن ميزانية) يجب أن يدار بطريقة (إدارة الأزمات) حتى وضع الميزانية الواقعية والحقيقية للعام 2012م للسودان بحدوده وعشيرته السكانية الجديدة. نطالب سيادتكم ابتدأءاً من تلك المرحلة (بعد 9/7/2011/) أن تدير السودان لمدة السنوات الأربع القادمات على أنك رئيس (مش سلطان) لكل السودانيين، وتدير الأزمات بدقة وحرص شديد، وتكون حكومة قومية تضم (كل الأحزاب) وايجاد مقاعد لها بالبرلمان (يمكن استغلال مقاعد الجنوب) وخفض مخصصاتهم بما لا يقل عن 50% ومن لا يقبل عليه إخلاء الدائرة لإعادة الانتخابات بها. (التخلص) من (كل) المستشارين على كل المستويات مركزياً وولائياً. تخفيض الوزراء إلى (5) وزراء فقط: وزير للدفاع، وزير للداخلية، وزير للخارجية، ووزير واحد للخزانة والاقتصاد والصناعة والتخطيط والاستثمار (مع وجود وكيل لكل منها)، ووزير للقيام بتنسيق أعمال كل الوزارات التي ألغيت وأصبحت ولائية. بنك السودان له فروع بكل الولايات. أما على مستوى الولايات، فالوزارات هي: وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية ووزارة مقابلة لوزارة المالية أعلاه. التعليم العالي يدار بواسطة (مجلس) يرأسه السيد الرئيس ، ينطبق ذات الشيء على البحث العلمي. مخصصات الوزراء والولاة و غيرهم لا تتعدى (ثلاثة آلاف جنيه) وسيارة واحدة فقط (7 جالون في الأسبوع) مع عدم دفع أي فواتير إضافية (موبايل، كهرباء، ماء،..إلخ). إلغاء رسوم الضيافة ومنع قيام أية احتفالات على حساب الدولة. المشاريع الزراعية تدار بمجالس إدارات على أن يكون كل العاملين بالمشروع عدا العمال من خريجي كليات الزراعة بما في ذلك الحسابات وشؤون الأفراد. تقليل الصرف على الجهات الأمنية والتي يشاع أنها تفوق 80% من ميزانية الدولة. محاولة الوصول إلى قرار بدمج جامعات بعينها في شكل جامعة واحدة بدلاً عن ثلاث جامعات هزيلة. مساعدة الأحزاب، خاصة القديمة منها على إعادة هيكلتها وتقديم دساتيرها والاستعداد للانتخابات القادمة. الاتفاق مع الأحزاب على (وضع دستور دائم) وعقد مؤتمراتها خلال فترة معينة وإلا يُلغى تسجيلها.العمل على تشغيل وإعادة تأهيل المصانع المتوقفة وعددها حوالي 720 مصنعاً. الاتفاق مع الأحزاب على برامج واستراتيجيات ملزمة للحزب الذي سيحكم مستقبلاً. تكوين مجلس شورى (بدلاًعن المستشارين) لرئيس الجمهورية من شخصيات قومية وحزبية (دون مخصصات). على الدولة التركيز على المناطق المهشمة وتوجيه التنمية إليها، كم يجب على وسائل الإعلام العمل على تمثيل كل الشعب والثقافات السودانية دون التركيز على الوسط فقط واللغة العربية دون غيرها. أما عن (الشريعة) سيدي الرئيس فلا أحد يجرؤ على رفض تطبيقها، لكن هل وفرتم لها (المناخ المناسب). سيدي 95% من شعبك يعيش تحت حد الفقر وهذه مصيبة، فأطعمهم من جوع ، ثم آمنهم من خوف، ثم بعد أن تتأكد من كل شيء طبق الشريعة كما تريد أو كما فعل الخلفاء الراشدين. يجب توفير فرص العمل للشباب والشابات الذين فقدوا الأمل في الوطن والعيش الكريم. إعادة تشغيل آلاف المصانع التي توقفت لسوء السياسات وضعف العقليات. الاهتمام بالتعليم التقني والحد من التعليم الأكاديمي. الانفتاح على دول الجوار وبقية دول العالم مع حفظ كرامة السودان كما ذكرنا في مقال سابق، مع النظر في إمكانية وحدة كونفدرالية مع مصر وإريتريا وأثيوبيا وتشاد. لن نرفض اللغة العربية حيث (لا بديل لها)، لكن نرجو الاهتمام باللغات واللهجات المحلية ورفع مستوى اللغات الأجنبية حتى ننفتح على العالم حيث أن مستوى اللغة الانجليزية في أعلى المستويات أصبح يكسف!!. عليه يمكن للدولة أن توفر الكثير من المال الذي سيخفف العبء عن كاهل المواطنين ويخفف الضغط على الحكومة ويشعرها بالثقة اللازمة لحكم شعب كريم وعريق. تعرفون سيادتكم أيضاً دارفور و مشاكلها (المفتعلة) و تعرف حقوقها، والتي لا تختلف عن مشكلة الشمالية وأهلنا من المحس والدناقلة والحلفاويين والكنوز. وما هي وسبل حل مشاكلها؟ وتعرف الجزيرة و إمكانياتها و ثرواتها ومشاكلها ومعوقاتها. تعرفون سيادتكم أن كل سوداني عبارة عن سياسي جاهز لأن يكون حزبه فوراً ويصبح رئيساً له. أصبحتم، كمؤتمر وطني، أصحاب سلطة ومال وإعلام وبقية التنظيمات تقبع في فقر مدقع وحوارات منعدمة أو مقطوعة وبالتالي لا تستطيع أن تعكس وجهة نظرها في أي موضوع يهم الوطن والمواطن. وهذا لا يصب في مصلحة الوطن. أمنتم سيادتكم بأن تعود كل عائدات البترول إلى الجنوب ولم نعترض كأصحاب حق في ذلك البترول حيث أنه استخرج بأموال الولايات الشمالية، ويعلم سيادتكم أن الجنوب كان عبئاً على المواطن الشمالي منذ الاستقلال. كما تعلمون بأن مابين كل السودانيين أكبر من أن تفرقهم الصغائر حتى بعد استقلال جنوب السودان (وتبقى جزء قبيح الشكل كما الضرس المقلوب). المطلوب سيادة (السلطان) هو أن تقرأ مقالي هذا بعيون (الأخ) عمر حسن أحمد، فهو يعكس وجهة نظر كل من هو غير جبهجى بصفة عامة أو مؤتمرجى بصفة خاصة أو غير انقاذي على الأخص. كما نطلب من سيادتكم إبعاد ذوي الألسنة الطويلة من حولكم حيث أنهم السبب الرئيس في تدني شعبية حزبكم وكراهية الدول الأخرى لنا. الحلول واضحة سيادتكم، لكن تجنبوا زيادات الأسعار كحل سهل ، وركزوا على إرضاء الله والمواطن والمحافظة على ما تبقى من تراب الوطن وتجنيب السودان ما حدث بتونس، وشعب السودان لديه تجربتين مع نظامين سارا على ذات النهج، والمصير معروف والشعب هو ذات الشعب وإن خرج للشارع لن يخرج دون سلاح وتكون النتائج كارثية . وما هذا بجديد على الشعب السوداني المعلم. تقبلوا سيادتكم فائق تقديري واحترامي ونسأله أن يوفقكم فيما يحب ويرضاه، أما نحن فنسأله اللطف. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق