الأحد، 13 يناير 2013

الحركة الاسلامية .. والآخر



الحركة الاسلامية .. والآخر
٭ الحركة الإسلامية السودانية، ليست وحدها في الملعب.. ثمة أحزاب وحركات وتنظيمات أُخر.
٭ لكن الحركة الإسلامية، عمدت وتعمدت إقصاء ما عداها، أو جره إلى (بيت الطاعة).
٭ وهذا في حد ذاته، أحدث خللاً في النسيج السياسي لـ(لحمة الوطن): أرهق العظم وأتلف اللحم وأساء الشحم، وأكسب المحصلة النهائية للجسد ضموراً وضعفاً وهلامية.
٭ عندما يلاعب (الهلال).. (المريخ).. يقف الناس على أمشاط أصابعهم، وترهق الهتافات الحبال الصوتية، ويتوقف الدم في الشرايين.
٭ لكن هلال السياسة، أصر، أن يلاعب أشبال رابطة أبناء مقاشي و(بس).
٭ الهلال بتاريخه ورموزه و(كباتنه) منذ جكسا وسبت دودو والكوارتي وأمين زكي، مروراً بـ (الدحيش) و(النقر) حتى (هيثم مصطفى) يريد (فقط) أن يلاعب فريق أشبال مقاشي بقيادة البطري الصغير، ومحمد عبد الرحيم خلف الله، وياسر حسين عطا الله، واندادهم.
٭ لمصلحة من عمدت (الحركة الإسلامية إلى إضعاف الآخرين)، ولماذا؟!
٭ فيضان المتغيرات العالمية والمحلية، بلغ حد المداهمة والاغراق، وما من شبر في اليابسة، ببعيد عنه، وما يحدِّق ببلادنا من أهوال ومخاطر، يستدعي تداعي سائر البنيان.
٭ العالم كله، يمر بمرحلة فيها الكثير من عدم الاستقرار، ونحن في هذا العالم اللا مستقر، أقل استقراراً.
٭ كيف يتسنى لنا صناعة الاستقرار، ونحن لسنا على قلب رجل واحد؟!
٭ كيف يمكننا العيش في عالم منفلت، بلا مقترحات غير منفلتة؟
٭ ما الذي يمنع أن نصنع من أي سيناريو مستقبلي، سيناريو آخر، ليتحاور معه، ويصوِّبه، لتكون التوقعات أكثر دقة؟!
٭ لماذا لا نحتمل الآخر وتصوراته، مهما اختلفنا معها، من أجل غدٍ أكثر إشراقاً وهدوءاً وعافيةً؟
٭ الحركة الإسلامية، نظرت تحت قدميها، وأسهمت في إضعاف الآخر، من أجل الآني والمتحقق بالفعل، خصماً على الآتي.
٭ نظرت بعين البصر، وأغمضت عين البصيرة.
٭ البذور الكامنة في جوف التربة، ذات علاقة مباشرة بمستقبل التنمية، ومن مصلحتنا جميعاً، أن نساعد هذه البذور، في التفتق، لتخرج لنا عشرات من النباتات والأزهار والمحاصيل.
٭فما بالك بالبذور، التي لها في الحاضر ثمار، والأزهار، التي لها اليوم رحيق.
٭ وما دام الأمر كذلك، فمن حق أي تنظيم ألا يسعى لتقوية تنظيم آخر، وفي ذات الوقت من واجب أي تنظيم، ألا يعمل لقتل تنظيم آخر، ومسحه من الوجود.
٭ الأحزاب السودانية، تتقاتل كما تتقاتل الأفيال، وعندما تتقاتل الأفيال يعاني العشب.
٭ ومن حق المواطن السوداني، مؤدلج أو غير مؤدلج.. أن يتساءل، ماذا أعد المؤتمر الثامن للحركة الاسلامية، من تصورات للتعامل مع القوى السياسية الأخرى؟
وماذا أعد من عدد وعتاد للدخول الفعلي في مرحلة تتوافق فيها القوى الوطنية على محددات؟
وماذا هيأ في عالم الوجدانيات والنفسيات، لتجاوز المرارات، والولوج إلى مرحلة لا تعرف إلا الثقة والطمأنينة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق