د. هاشم حسين بابكر
ساعدووونا يا جماعة
في أحد أعمدته الرائعة كتب الأستاذ علي يس عن رئيس وزراء دولة اشتراكية كان مدير مخابراتها يشك في أن الرئيس عميل للمخابرات الأمريكية ولكنه لم يفلح في كشف عمالة رئيس الوزراء إلى أن أُحيل الأخيرللمعاش..
مدير المخابرات ذهب إلى رئيس الوزراء بعد إحالته للمعاش وسأله بعد أن أعطاه كل الضمانات بالا يمسه مكروه، فقط يريد منه كيف استطاع الإفلات من قبضته رغم تأكده من عمالته ولكن لم يكن يملك الدليل الماديلإدانته. رئيس الوزراء استرخى على كرسي المعاش ومد رجليه وقال: «إن وكالة المخابرات الأمريكية نصحتني بأن أختار ثلاثة من الأغبياء وأنصب أغباهم مديراً للمخابرات وكنت أنت خياري». تذكرت هذا العمود الرائعحين أعلنت تعيينات المساعدين، ويبدو أن عمود الأخ علي يس الرائع أخيراً أتى أُكله!!..
ويبدو أخي علي أن النظام «يا دوبك بقى يمشي صح».. وبمناسبة الغباء هذه أذكر واقعة تقول إن أحد التلاميذ كان على درجة عالية من الغباء فأراد معلمه أن يصفه الوصف الدقيق فقال له: «إنت أجهل من دابة» فأجاب التلميذ «هو يا أستاذ دابة ده ما كان بفهم كُلُه كُلُه».. فشلت المعارضة في إسقاط النظام وعلى قاعدة إن لم تستطع هزيمته فانضم إليه حرصت على المشاركة، ولكنها «المعارضة» نجحت في إذلال النظام حتى اضطرته لدعوتها للمشاركة رغم أن هذه كانت رغبة المعارضة منذ سنين.. وحين تلقت المعارضة العرض الذي كانت ستقدمه للنظام شعرت ببعض الزهو وأخذت تماطل في تقديم ترشيحاتها وتتعذر.. وقد كفت المعارضة النظام شر اللجوء إلى طريقة الاختيار المخابرات الأمريكية والتي ذكرها الأخ علي. فقامت بنفسها كسباً للوقت فأهل مكة أدرى بأغبيائها فقدمت من أذكى ما تحب. وكان اختيار مساعدي الرئيس أسهل بكثير من اختيار مساعد الحلة، ومساعد الحلة هذا لعلم القارئ هو مساعد اللوري السفري الذي عندما يتوقف اللوري السفري للراحة حينها يقوم مساعد الحلة، بتقطيع البصل واللحمة وايقاد النار لتحضير وجبة الغداء أو العشاء هذه مهمته، لا يعرف إذا كان اللوري الذي يركبه يستخدم الوقود أو الماء، ولا يدري وجهته هل إلى النيل الأبيض أم إلى الأزرق، كل اهتماماته تتركز في البصل والدقيق والبهارات الأمر الذي يجعل صاحب اللوري راضياً عنه.. وقد يرتقي مساعد الحلة إلى مساعد أعلى درجة، وهذا المساعد يقوم بأعباء فنية تجاه اللوري، مسؤولية أكبر وأضخم؛ فاللوري أكبر من الحلة، ومكوناته أعقد من مكونات الحلة كما أن مساعد اللوري ملم بمعلومات الجغرافيا، وتضاريس الطرق ويعرف تماماً بحر أبيض من بحر أزرق، بل ويستطيع أن يحدد شكل ونوعية الطرق ومطباتها ووحلها في كليهما.. في اعتقادي أن النظام لو اتبع طريقة تدرج المساعدين كما يفعل أصحاب اللواري، لأخرج مساعدين للرئيس ما يخروش الميه، وبذلك يتم صقل الكفاءات، وشحذها.. وقبل أن أختم حديثي أود أن أسأل سؤالاً واحداً أود أن أجد الإجابة عليه، في علم اللواري يمر المساعدون بفترات تصقل مواهبهم وتؤهلهم للارتقاء، فمثلاً مساعد الحلة يبذل جهداً مضاعفاً ليصبح مساعد لوري ومساعد اللوري يبذل جهداً ومثابرة ليصبح سائق لوري بعد عمر مديد.
لكن المساعدين الذين يتم تعيينهم لا يحملون صفة يمكن أن يقدموا مساعدتهم فيها؛ فالمساعد الذي يقبع في القصر الجمهوري لا يحمل صفة تحدد مجال مساعدته، هل هو بتاع كلُه كما يقول أشقاؤنا المصريون؟!
أم أن المساعدين في القصر الجمهوري يحملون كل الصفات حتى اعتبر النظام أن الصاق صفة واحدة كما في علم اللواري فيه تبخيس للمقدرات الهائلة للمساعد بتاع كُله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق